«أم الدنيا» تحتضن أبناء دمشق.. حكايات السوريين في مصر
الثلاثاء، 04 يوليو 2017 01:00 م
في الوقت الذي تشهد فيه جميع دول العالم مخيمات إيواء للاجئين الفارين من ويلات الحروب والأزمات التي تشهدها دول الشرق الأوسط، من فلسطينيين وسوريين وليبيين ويمنيين وعراقيين، مخيمات لا تحميهم من غضبة الطبيعة والبرد القارس في الشتاء والشمس الحارقة في الصيف، يتعامل هؤلاء في مصر كمواطنين مصريين لهم الحق في ممارسة حياتهم الطبيعة كأنهم في موطنهم.
وتفتح للسوريين الهاربين من الأوضاع المأساوية في بلادهم إلى مصر الأسواق على مصراعيها للكسب من عرق الجبين، حيث يعيش هؤلاء في استقرار تام، ورغم الظروف الاقتصادية في مصر ووضعها الأمني الحساس، الذي يتطلب أقصى درجات الحذر عند استقبال أي مغترب فإنها تفتح ذراعيها لكل صوت يستغيث بها.
وتظهر الفيديوهات والصور المنتشرة التي تروي حياة السوريين في القاهرة أنهم يندمجون بين المجتمع المصري، ويقطنون البيوت، ويقيمون المشروعات الاقتصادية بمنتهى الأريحية، ورغم أن هناك فئة منهم لديها توجهات سياسية مخالفة للنظام المصري، إلا أن السلطات المصرية لم تتخذ موقفا متشددا منهم.
انتشر فيديو يكشف عن مدى الارتياحية التي يعيش فيها السوريون في مصر يجاورن المصريين في مسكنهم وعملهم ويمتلكون المحلات والمطاعم داخل العاصمة ومعظم المحافظات في الوجهين البحري والقبلي.
حسن عرب، سوري الجنسية، يباشر عمله في أحد مطاعم المأكولات السورية بمنطقة السادس من أكتوبر، الرجل الأربعيني يعيش هو وأسرته في القاهرة منذ 6 سنوات بعد اشتعال الحرب في بلاده، ورغم اعتزازه بسوريا يصف الرجل مصر بموطنه الأصلي ويثني على حكم معاملة المصريين له.
ويقول «حسن»، إنه جاء إلى مصر وهو أولاده بسبب صغر سنهم، ولأن الحرب كانت في تشدد أوتارها يومًا تلو الآخر، متابعا: «فور مجيئي لمصر عملت ولم أحس للحظة أني غريب في هذا البلد، حيث اشعر بسعادة غارمة وسط المصريين حيث يتعاملون معي كأني في وطني وبلدي».
حديث «حسن» عن مصر ومدى قدرتها على استقبال الفارين من أوطانهم لم يؤكدها هو فقط، بل أكدتها الأرقام والإحصائيات التي تقول إن أعداد الجاليات الفارة من نيران الإرهاب والحروب الأهلية المسلحة من بلادهم لمصر كبيرة للغاية، وهي التي استطاعت أن تحتويهم وتساندهم وتقدم لهم الدعم، ولا تقف عائقة أمام إقامة مشروعاتهم الاقتصادية الكبيرة منها والصغيرة، وأصبحوا يعيشون بين المصريين بسهولة ويسر، عكس الدول الأخرى التي لا تفتح أحضانها لهم، مثل تركيا وقطر على سبيل المثال لا الحصر.
وبحسب المفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، فإن أعداد السوريين تتزايد في مصر كل عام بشكل ملحوظ، حيث وصلت العام الماضي، إلى أكثر من 161 ألف سوري مقيد بالسجلات المصرية.