القاهرة الخديوية.. مبانٍ شاهدة على عظمة التاريخ

الإثنين، 03 يوليو 2017 11:19 م
القاهرة الخديوية.. مبانٍ شاهدة على عظمة التاريخ
شارع عماد الدين
حسن شرف

وأنت تتجول في شوارع «وسط البلد»، التي بُنيت أثناء حكم أسرة محمد علي، وتحديدا في عهد الخديوي اسماعيل، الذي استطاع أن يفرض على مبانيها في تلك الحقبة، الفخامة والرقي، وكان من الممكن أن تبقى تفاصيلها واضحة، وألوانها بارزة، حتى الآن، لولا غبار، قرن ونصف من الزمان.
 
مباني تلك الحقبة، حتى وإن تعرضت لصدمات الدهر، وأصبحت ككهل يتكأ على عصاه ليمر من شارع إلى آخر، إلا أنها لا تزال قائمة وشامخة، تدل على أن مصر كانت تحاكي أعظم دول العالم في التعمير وإنشاء المباني.
 
اليوم الاثنين، أعلن المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، بدء احتفالات العاصمة، بعيدها 1048 ومرور 150 عاما على إنشاء القاهرة الخديوية في مؤتمر صحفي عقده بقاعة الاجتماعات الكبرى بديوان عام المحافظة.
 
وأشار المحافظ إلي أن إنشاء القاهرة الخديوية يعد رمزاً للإرادة المصرية، حيث تم إنشاء مدينة غرب بركة الأزبكية تمثلت فيها كل مظاهر الحضارة والتطور المعماري وشملت إنشاء كوبري قصر النيل كأول كوبري بالقاهرة وضمت دار للأوبرا وهيئة للبريد والمطافئ وطرق حديثة وشبكة للمياه وبدأ في هذا العصر نهضة وحضارة لكل مناحي الحياة الحديثة في مصر وليس في الطرز المعمارية.
 
وذكر المحافظ أن الدولة ورئيسها تولي اهتماماً كبيراً بتطوير القاهرة الخديوية حيث أصدر رئيس الجمهورية قراراً بتشكيل اللجنة العليا للحفاظ على القاهرة التراثية برئاسة المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية.
 
وأضاف المحافظ، أن منطقة القاهرة الخديوية تشمل أكثر من 500 عقار ذات طراز معماري متميز تم الانتهاء من ترميم 200 عقار منها بتكلفة تقارب 120 مليون جنيه.
 
وتأخذكم «صوت الأمة» في جولة بشوارع القاهرة الخديوية، يمكن، وحاولنا على قدر المستطاع سرد أسرار وتفاصيل بناء تلك الشوارع، إلا أن المساحة لم تكفي لعرض 1% من تاريخ شوارع القاهرة.
 
 
حرص الخديوي إسماعيل، على تشييد القصور الملكية الفخمة الموقعة، بأسماء مصممين معماريين من إيطاليا وفرنسا، مشترطاً عليهم أن يعلم كل خبير هندسي منهم، أربعة مصريين، فنون العمارة والتشييد.
 
ولو قررت أن تأخذ جولة في شوارع القاهرة الخديوية «عماد الدين، الموسكي، رمسيس، الهرم، عبد العزيز، وشبرا» لوجدتها تتسم بعبق التاريخ، ورائحة الزمن الجميل الذي يدل على الأصالة والعراقة.

 شارع عماد الدين
 
عبارة عن شريان طويل فى وسط البلد يمتد طوله 2.5 كم، يبدأ شمالاً من شارع رمسيس ويستمر جنوباً في منطقة عابدين ثم يواصل استمراره من خلال ميدان الأزبكية وميدان مصطفى كامل. 
 
وهو شارع الفن فى وسط البلد في القاهرة، ويعتبر برودواي مصر، أو حي «وست إند» في لندن، أو حي «البوليفار» في باريس.
هناك عدة قصص حول أصل اسم عماد الدين، منها مثلا، أن الشارع سمي على اسم شيخ غير معروف يقع جامعه في الجزء الجنوبي من الشارع.
 
شارع عماد الدين 1928
 
ومن أهم ما يميز شارع عماد الدين بناياته القديمة، وطرزه المعمارية التي انقرضت، ويعود بناء بعض هذه البنايات إلى الخديوى عباس حلمي الثاني، الذي أنشأ ما سماه عمارات الخديوي،  على الطراز المعماري الإيطالي.
 
واستخدم الرخام فيها في الأعمدة والسلالم، ثم أممها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، في أوائل الستينات، لتصبح مقرًا للعديد من الشركات المصرية.
 
في بداية القرن العشرين كان النشاط الفني يتركز حول منطقة الأزبكية القريبة من شارع عماد الدين، لذلك انتشرت بالشارع المسارح ودور الغناء والمقاهي، وفي مقدمتها مسرح «الماجسيتك» الذي كان يمثل عليه الفنان علي الكسار، وبعد ذلك بدأت دور السينما تظهر في أنحائه، وكان أولها سينما استديو مصر.
 
شارع عماد الدين 2
 
شارع الموسكي
 
نُسب شارع الموسكي، إلى الأمير عز الدين موسك، أحد أقرباء السلطان صلاح الدين الأيوبي، وبدأ شَقّه وتعميره على مدى عمر خمسة من حكام مصر من أسرة محمد علي، وكانَ الهدف من شقُه هو توفير منطقة تُجارية في قلب القاهرة المعزية الفاطمية، حيث الغورية والسيوفية والخيامية، وعند أعتاب الأزهر الشريف ومرقد الإمام الحسين والحمزاوي، وشارع الموسكي يقع أولهُ في آخر شارع السكة الجديدة، من عند قنطرة الموسكي وآخره عند العتبة الخضراء.
 
 
شارع الموسكي
 
 
بدأ الشارع كمشروع تجاري حيث سكن فيها كثير من التجار الأجانب، وبالذات في «حارة الفرنج». فكانَ أغلبهم من اليهود وكثر عدد العربات وتعسّر السير في الأزقة والحواري ، وتكررت شكاوى التُجار من تعطل حركة التجارة ، فأصدرَ محمد علي قرارًا بشراء الأملاك ، التي تعترض الشارع وتولى «قلم الهندسة»، تخطيط الشارع المُقترح وبدأ شقّ الطريق إلى تقاطعُه مع قنطرة الموسكى على الخليج. وفُتحَ الشارع عام 1849م.
 
وفي أيام عباس الأول، تم مدّ الشارع إلى شارع النحاسين، وفي عهد الخديو إسماعيل، تم مده إلى جهة الغريب قُرب المقابر وفي عهد الخديوى توفيق تم استكمال الشارع بإنشاء أرصفة على جانبيه من الحجر، أما أرض الشارع فتم دكها بالمكدام.
 
شارع رمسيس
يعد شارع رمسيس من أكبر وأطول شوارع القاهرة وأكثرها ازدحامًا على المستوى الشعبي والمروري، فهو شريان رئيسي يصل بين عدد هائل من الأحياء، تبدأ بميدان التحرير في قلب القاهرة، بعد أن يخترق بولاق ومعروف ورمسيس والفجالة والسكاكيني وغمرة والعباسية ويمتد إلى مدينة نصر.
 
حمل الشارع أسماء مختلفة وهي، عباس الأول، شارع الملكة نازلي، شارع نهضة مصر، وشارع رمسيس.
 
باب الحديد
 
شارع الهرم
هو أحد أهم الشوارع بمحافظة الجيزة، ويعتبر الشارع المؤدي إلى أحد أهم المعالم الأثرية القديمة وهي (الأهرامات الثلاث) ، ويبلغ طول شارع الهرم 11 كم2 ويعد من أطول شوارع القاهرة.
 
كان هناك جسر أمر بإنشائه صلاح الدين الأيوبى لينقل بوساطته أحجار الأهرام الصغيرة ليبني بها أسوار القاهرة والقلعة، وقام بهذا العمل الوزير بهاء الدين قراقوش، واعتنى الخديوى اسماعيل بتحويل هذا الجسر إلى شارع حوالي عام 1864 م، حينما زار السلطان عبدالعزيز الأول مصر فى أبريل 1863.
 
 
شارع عبد العزيز 
سُمّي الشارع بـ «شارع عبد العزيز»، نسبة إلى السلطان عبد العزيز الأول الخليفة العثماني، الذي زار مصر في أواخر مارس عام 1863، بعد ولاية إسماعيل باشا حاكم مصر ومكث في مصر عشرة أيام تنقل فيها بين القاهرة والإسكندرية وفي عام 1870 بدأت الحكومة المصرية في شق الشارع من العتبة إلى عابدين، وتيمنا بهذه الزيارة وتخليدا لها أطلق على هذا الطريق اسم شارع عبد العزيز.
 
 كان شارع عبد العزيز قديماً في ‏الأصل‏  هو المدفن ‏الرئيسي لسكان ‏ القاهرة‏ ويعتبر من الشوارع ذات التاريخ، وهو الآن أضخم وأشهر شارع تجاري بالقاهرة يقع من ميدان الجمهورية الى ميدان العتبة ويشتهر بتجارة الأجهزة المحمولة الجديدة والمستعملة بالإضافة إلى الأجهزة الكهربائية و أجهزة المحمول.
 
 
شارع شبرا
يعد شارع شبرا من أشهر شوارع القاهرة ويبدأ من ميدان رمسيس وينتهي في شبرا الخيمة، تم افتتاحه سنة 1808 حينما أنشأ محمد علي قصر شبرا بقرية شبرا الخيمة في شمال فم ترعة الاسماعيلية، ليكون طريقا بين القاهرة وهذا القصر الذى اشتهر بحدائقه ونافوراته، وكان هذا الشارع سابقا يعرف باسم جسر شبرا.
 
وأصدر محمد علي تعليمات واضحة بأن يتم رش شارع شبرا بالمياه مرتين يوميا. الأولى عند الضحى والثانية عند العصر، بهدف تلطيف درجة الحرارة صيفا، وتثبيت تراب الشارع شتاء، لتشجيع الناس على ارتياده للنزهة. 
 


اقرأ أيضا:

القاهرة: طباعة طوابع بريد وعملات تذكارية احتفالا بالعيد القومي للمحافظة

 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق