لماذا تخشى قطر إغلاق الجزيرة؟

الأربعاء، 28 يونيو 2017 04:28 م
لماذا تخشى قطر إغلاق الجزيرة؟
الجزيرة
أمل غريب

لأنها لا تملك سلاحًا غيرها، فتعداد جيشها 12 ألف جندي فقط، يجعلها تتمسك بعدم إغلاق قناة الجزيرة، وتماطل في تنفيذ شروط الدول العربية.. قطر التي اعتادت منذ التسعينيات من القرن الماضي، على إثارة الفتن في الدول العربية بعد إطلاقها لهذه القناة الشيطانية والتي لاقت انتشارا واسعا بين المشاهد العربي، لما اعتمدت عليه من تقنيات إعلامية حديثة، وكذلك استعانتها بشخصيات إعلامية لم يألفها المشاهد العربي من قبل، كانت من أولى القنوات التي سمحت بظهور مذيعات يرتدين «الحجاب» على الشاشات العربية، وذلك لجذب أكبر عدد من المتابعين في الوطن العربي، وإظهار «الجزيرة» بمظهر القناة المحتشمة وكل ذلك لاستقطاب المشاهد ومن ثم بث الأفكار الهدامة فة وجدانه.

في منتصف التسعينيات، بدت ملامح المؤامرة القطرية تنكشف، وتنبأت مصر للدور الذي تقوم به قطر، من خلال استخدامها لآلتها الإعلامية، وهاجم صفوت الشريف، وزير الإعلام المصري وقتها، قناة الجزيرة ووصفها بأنها «تبث السم في العسل»، حتى أن الرئيس الأسبق حسني مبارك حذر قطر من استخدامها لقناتها لبث الأكاذيب والإدعاءات ونشر الشائعات المغرضة.

وقال «الجزيرة بتلعب بالنار»، وصدقت نبوءة «مبارك»، وانكشف الدور الحقيقي الذي تلعبه قطرفي المنطقة العربية، من خلال قناة الجزيرة، وما تقوم به من بث للفتن والشائعات وسكب «البنزين على النار»، وتعمدها طمس الحقائق وتزييف الواقع، إلى جانب مهاجمة الرؤساء والملوك العرب و«سن سكينها الحامي» عليهم، ممن تريد ابتزازهم أو إسقاطهم عن الحكم للإيقاع ببلدانهم تحت براثن الإرهاب والتطرف تمهيدا لتنفيذ مخططات التقسيم.

تعد «الجزيرة» أول قناة أطلقت ما يعرف بـ «ثورات الربيع العربي»، على ما حدث بالوطن العربي، فلا يغفل لها الدور البارز الذي لعبته في نقل صور غير حقيقية أثناء ثورة يناير، أو بثها لأخبار كاذبة عن اندلاع ثورة شيعية في البحرين.

وكانت الناقل الحصري لما وقع من أحداث عنف وشغب في ليبيا، وشاهد العيان الوحيد على مقتل الرئيس معمر القذافي على أيدي الجماعات الإرهابية المسلحة هناك، كذلك كانت هي الداعم الأول والمحرض على انقسام الجيش السوري وانشقاق جبهته الداخلية، من أجل إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، وإذاعة أخبار كاذبة عنه وعن سوريا، وكانت النتيجة الحتمية ضياع سوريا للأبد.

وظل الرئيس عبد الفتاح السيسي، يحذر المنطقة العربية من سموم قناة الجزيرة، وافتراءاتها كذبًا على مصر وشعبها، بدعمها لجماعة الإخوان الإرهابية، بعد ثورة 30 يونيو، وإذاعة أخبار وصور كاذبة عن مدى الحشود الرافضة لثورة يونيو، إلى جانب استعانتها بشخصيات، لم تحسب يوما على تيار المعارضة، لإصباغ إدعاءاتها بمصبغة الحقيقة، لكن هيهات لم يستمع أحدا من دول المنطقة العربية.

وأخيرًا استطاعت مصر، أن تقدم لهم المعلومات المؤكدة والحقائق القاطعة بتورط قطر وقناتها في مساندة التنظيمات الإرهابية في الدول العربية ومنطقة الخليق، لتنتفض البحرين والسعودية الإمارات، وتقرر مقاطعتها، وتضع قائمة من 13 مطلبًا، للموافقة على إنهاء مقاطعتهم لها، ومن بين مطالب الدول إغلاق شبكة الجزيرة الإعلامية والقنوات التابعة لها التي تمولها الحكومة القطرية.

وليس غريبًا على قطر موقفها الرافض للحكومة القطرية بإغلاق «الجزيرة»، حيث أنها لا تمتلك جيشا وطنيا لها، وتعتمد على الجنود المرتزقة من الهند وبنجلاديش ودول شرق آسيا، وتعتمد على الجزيرة لتلعب دور الجيش الوطني المدافع عن مصالحها، على الرغم من عدم وجود ما يهدد دويلة صغيرة، تعداد سكانها الأصليين لا يتعدى مليون نسمة، إلا أن الدور الذي تلعبه «الجزيرة» هو الأهم لدى قطر، من إنهاء المقاطعة العربية.  

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة