شيماء أمام محكمة الأسرة بسبب المال الحرام

استشعرت شيماء النائمة، حركة غريبة تدور حولها، ففتحت عينيها متكاسلة، وأخذت تفتش بقلق عن سبب تلك الجلبة، لتجد زوجها يبحث فى الدولاب المجاور للسرير عن شىء ما، فسألته فى توجس عن ما يفعله، فأجبها الأخير بصوت هادئ يكاد يكون مكتوم «بدور على هدوم الشغل».. امتعض وجه شيماء، وجزت على أسنانها، وهى تستفسر منه عن سبب بحثه عنها، فبث إليها خبر عودته إلى العمل فى أول ليال العيد على استحياء، خوفًا من رد فعلها، لتستشيط الزوجة غضبًا، وتتهمه بالكذب عليها، وإخلاف وعده لها بالابتعاد عن الكباريهات المحرمة، والبحث عن عمل آخر، فحاول ياسر تهدأتها، وتبرير موقفه إليها بحاجته الماسة للأموال، وعجزه عن إيجاد عمل شريف يسد مصاريف البيت والأطفال.

اقتربت شيماء من زوجها، وخاطبته بنبرة حنونة محاولة إثناءه عن رغبته، خوفًا على أطفالهما من شر الأموال الحرام، وعلى منزلها الصغير من الخراب والضياع، لكنه أصر على العودة للعمل فى الكباريه مرة أخرى، بعدما سُدت جميع أبواب الحلال فى وجهه، وظل طوال شهر رمضان عاطلاً فى المنزل، ينفق من «تحويشة العمر» التى شارفت على النفاذ، وبعد ساعة من المناقشات، استنفذ فيها ياسر كل المبررات القوية، واستعانت خلالها شيماء بالحجج السديدة، وآيات القرءان الحكيم، لم يقنع أحدهما الآخر برأيه، وظل كل منهما على موقفه، وعندها اشتد الأمر بينهما، وطلبت شيماء الطلاق، والرجوع إلى منزل أسرتها برفقة أبنائها؛ لتضمن لهم لقمة حلال، فرفض الزوج، وهددها بحرمانها من الصغار إذا لم تتراجع عن فكرتها.

تسرب الخوف إلى فؤاد شيماء، فآخر ما تتوقعه أن تفقد أطفالها، وهى التى تسعى جاهدة أن تحافظ عليهم، فلطالما دخلت فى مجادلات ومشاجرات مع ياسر، ليكف يديه عن الحرام، ويبحث عن عمل آخر غير حماية الراقصات فى الكباريهات، والتصدى للسكارى، والبلطجة، كما تحملت من أجلهم الإهانة، والسباب والضرب، فآثرت تهدئة الأمور مع زوجها هذه المرة، وتركته فى الغرفة، وتوجهت إلى المطبخ؛ لتعد له طعام الإفطار، نظرًا لإقتراب موعد آذان المغرب، لكنه لحق بها، وألقى بالأكل إلى القمامة، ساخرًا منها «مش أنا فلوسى حرام يبقا متكليش منها.. ولا تطلبي أى حاجة وأبقى خلى أبوكى يصرف عليكي بالحلال».

عجزت شيماء عن الرد على زوجها، لاستيقاظ الأطفال بسبب صوت والدهم المرتفع، وهرعت إليهم تضمهم إليها، وتطمأنهم لكنه جذبها من بيهم، قائلاً «سيبي العيال اللى أنا بصرف عليهم من الحرام»، لم تتمالك شيماء نفسها هذه المرة، ونشبت مشادة كلامية كبيرة بين الزوجين، سرعان ما تطورت إلى مشاجرة تعدى خلالها ياسر على زوجته بالضرب على مرأى ومسمع من الصغار، الذين انفجروا فى البكاء، وحاولوا الفصل بين والديهما بعفوية وبراءة، فاضطر سامح إلى ترك المنزل حتى يهدأ، لكنه عندما عاد مساءًا وجد شيماء قد غلقت الباب، ورفضت السماح له بالدخول، وفى اليوم التالى، توجهت إلى محكمة الأسرة، ورفعت ضده قضة خلع، لتحفظ نفسها وصغارها من شرور الأموال الحرام.

اقرأ أيضا

وفاء هربت من الفقر لأحضان زوج عاجز فطلبت الخلع