«دماغ داعش».. تقرير دولي: التنظيم في طريق المخدرات لتمويل الإرهاب
الثلاثاء، 27 يونيو 2017 12:52 م
تحذيرات عالمية جديدة، أطلقها تقرير الأمم المتحدة الخاص بالمخدرات العالمي لعام ٢٠١٧، و الذى صدر من فيينا ليضع المجتمع الدولي، على حافة الهاوية، لمواجهه خطر المخدرات، الذي يجتاح العالم، مؤكداً على ظهور عملات إلكترونية صعب السيطرة عليها، لبيع و شراء المخدرات، و التي أصبحت وفق التقرير البنية المالية الأساسية، للعديد من الجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها حركة طالبان، التي تعتمد على 50 % من استراتيجتها المالية على زراعة وتجارة مخدر الأفيون، وفي الطريق إليها حركة «داعش».
لفت التقرير، أيضاً إلى أهم أنواع المخدرات انتشاراً، مؤكدا أن ٢٩٫٥ مليون شخص، على الصعيد العالمي، يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات، خاصة المواد الأفيونية، والتي تعتبروفق التقريرالأممي، هي الأكثر ضرراً مقارنة بعام 2015، والذي تجاوز تعاطي المخدرات حوالي ربع مليار شخص؛ ومن بينهم، نحو 29.5 مليون شخص - أو 0.6 في المائة من السكان البالغين في العالم – في تعاطي المخدرات الإشكالي وعانوا من اضطرابات تعاطي المخدرات، بما في ذلك الارتهان بالمخدرات.
الجريمة و المخدرات
كانت المواد الأفيونية، أكثر أنواع المخدرات ضررا، إذ يُعزى إليها 70% من الآثار الصحية السلبية المرتبطة باضطرابات تعاطي المخدرات، في جميع أنحاء العالم، وذلك بحسب تقرير المخدرات العالمي الأخير، الذي صدر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
وتعزى للاضطرابات المتعلقة بتعاطي «الأمفيتامينات» أو المنشطات أيضاً، نسبة كبيرة من العبء العالمي للأمراض، وبينما تظلّ سوق المؤثرات النفسنية الجديدة صغيرة نسبياً، فإن المتعاطين لا يدركون محتوى وجرعة المؤثرات الموجودة في بعض المؤثرات النفسنية الجديدة، ممّا قد يعرّض المتعاطين للمزيد من التهديدات الصحية الخطيرة.
المخدرات و التهاب الكبد C
ويخلُص التقرير إلى أنّ التهاب الكبدC، يسبب أكبر ضرر في صفوف متعاطي المخدرات، بالحقن في جميع أنحاء العالم، والمقدّرعددهم بنحو 12 مليون شخص.
ومن بين هذا العدد، يتعايش واحد من كلّ ثمانية (1.6 مليون) مع فيروس نقص المناعة البشرية، ويعاني أكثر من نصفهم (6.1 مليون) من التهاب الكبد الوبائيC ، بينما يعاني حوالي 1.3 مليون شخص من التهاب الكبد الوبائي C وفيروس نقص المناعة البشرية.
وفي العموم، يفوق عدد الوفيات الذي يعزى إلى التهاب الكبد C (222,000) بثلاثة أضعاف مثيله الذي يعزى إلى فيروس نقص المناعة البشرية (60,000) بين متعاطي المخدرات.
كما أكد التقرير أنه على الرغم من التقدم المحرز مؤخرا في علاج التهاب الكبد الوبائي (C)، ما تزال سبل الوصول إليه صعبة ، نظرا لأن العلاج ما يزال باهظ التكلفة في معظم البلدان.
توصيات الأمم المتحدة
وبالتزامن مع الاحتفال بمرور 20 عاماً، على إصدار تقرير المخدرات العالمي، والذي يأتي في وقت قرر فيه المجتمع الدولي المضي قُدُماً، من أجل العمل المشترك، ألقى «يوري فيدوتوف» المدير التنفيذي، لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الضوء على أن الوثيقة الختامية للدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2016 بشأن مشكلة المخدرات العالمية تتضمن أكثر من 100 توصية ملموسة للحدّ من الطلب والعرض، غير أنه يقرّ بضرورة بذل المزيد من الجهود.
وقال السيد فيدوتوف: «هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لمواجهة الأضرار العديدة التي تسببها المخدرات للصحة والتنمية والسلام والأمن في جميع مناطق العالم».
عملات جديدة للمخدرات
في عام 2014، قُدِّر بأّن جماعات الجريمة المنظمة في جميع أنحاء العالم تحصِّل ما بين خمس وثلث إيراداتها من بيع المخدِّرات كما تتيح الاتصالات بالأجهزة المتنقلة فرصا جديدة للمتّجِرين، في حين تتيح الشبكة الخفية (darknet) لمستخدميها شراء المخدرات بعملة مشفّرة، مثل البت كوين، دون ذكر هوياتهم.
ومع إن الاتجار بالمخدرات، من خلال الشبكة الخفية ما يزال ضئيلا، إلا أن ثمّة زيادة نسبتها 50 في المائة سنوياً، ما بين سبتمبر 2013 يناير 2016 في معاملات المخدرات وفقا لدراسة واحدة.
وفق للتقرير يشكّل المشترون النمطيون من المتعاطين للقنَّب، والإكستاسي والكوكايين، والمهلوسات والمؤثرات النفسنية و المنشطات الجديد ة أهم الفئات حول العالم.
الاتجاهات العالمية لسوق المخدرات
وذكر التقرير إن طائفة المواد المتاحة في سوق المخدِّرات شهدت اتساعاً كبيراً وأضحت سوق المواد الأفيونية على وجه الخصوص أكثر تنوعاً، تضم مزيجاً من المواد الخاضعة للمراقبة الدولية، مثل الهيروين، والأدوية المصروفة بوصفة طبية التي
تكون إما مسرَّبة من السوق القانونية أو منتَجة كأدوية مزيَّفة واستمرت المؤثرات النفسانية الجديدة في التطور والنمو بحيث تضاعف عدد المواد المبلَّغ عنها تقريبا بحلول عام 2015 ليصل إلى 483 مؤثراً مقارنة ب 260 من مؤثرا نفسانيا جديدا في عام 2012.
سوق الأفيون و الكوكايين
ويزداد إنتاج الأفيون ويزدهر سوق الكوكايين ففي عام 2016، زاد الانتاج العالمي من الأفيون بمقدار الثلث مقارنة بالعام السابق، ويعزى ذلك أساسا إلى ارتفاع غلّة خشخاش الأفيون في أفغانستان ويشير التقرير أيضا إلى التوسع في سوق الكوكايين، حيث زادت زراعة شجيرة الكوكا في الفترة 2013-2015 بنسبة 30 في المائة، وهو ما يعزى أساسا إلى زيادة المساحة المزروعة في كولومبيا وبعد فترة من انخفاض تعاطي الكوكايين، توجد دلائل على زيادته في أكبر سوقيْن، وهما أمريكا الشمالية وأوروبا.
المخدرات والإرهاب
ووفقا للتقرير أيضا تعتمد بعض الجماعات الإرهابية، وليس كلها، على أرباح المخدِّرات فبدون العائدات المتأتية من إنتاج المخدِّرات والاتِّجار بها، والتي تشكل نحو نصف الدخل السنوي لحركة طالبان، ربما لم يكن نطاق الحركة وأثرها كما هما عليه اليوم، ويقع ما نسبته ٨٥ في المائة من زراعة خشخاش الأفيون في أفغانستان في الإقليم الواقع ضمن نفوذ حركة طالبان.