«عدد خاص» من صوت الأمة الورقى بمناسبة عيد الفطر المبارك
عطر النبى فى مصر.. «السيدة رقية» سلام عليك فى بقيع مصر
الأحد، 25 يونيو 2017 08:00 معبدالفتاح على
سمى صاحب كتاب «آل بيت النبى فى مصر» هذه المنطقة ببقيع مصر الصغير وسماها بهذا الاسم لوجود عديد من أضرحة أهل البيت فيها
السيدة رقية بنت الإمام على، كرم الله وجهه، يقول البعض إنها جاءت إلى مصر مع أختها السيدة زينب بنت الإمام على بعد معركة كربلاء، ولا يؤيد آخرون هذا الرأى.
اختلف العلماء والمؤرخون على نسبها للسيدة فاطمة الزهراء، البعض يقول إن أمها هى أم حبيب الصهباء التغلبية، كانت أم ولد تزوجها الإمام على فولدت له رقية وعمر الأكبر- قيل كانا توأمين- وعاش عمر خمسا وثمانين سنة. ويذكر الحافظ السلفى وفاة سيدنا على بن أبى طالب وعدَّ له من الأولاد ثلاثين ولدا، وعدَّ السيدة رقية منهم، وقال «رقية هذه من الصهباء».
ويؤيد ذلك ماجاء فى كتاب «الرياض النضرة فى مناقب العشرة» الذى ذكر أن السيدة رقية من بنات سيدنا على بن أبى طالب. وفى الباب العاشر من «منن الشعرانى» يقول حول وجود السيدة رقية بمصر: وأخبرنى سيدى على الخواص أن السيدة رقية بنت الإمام على، فى المشهد القريب من جامع دار الخليفة، ومعها جماعة من أهل البيت، وهو معروف بجامع شجرة الدر، وهذا الجامع على يسار الطالب للسيدة نفيسة، والمكان الذى فيه السيدة رقية عن يمينه، وقيل إن للسيدة رقية ضريحا بدمشق.
وبعضهم يقول: هى بنت الإمام على الرضا وعلى باب ضريحها بيت يقول: بقعة شرفت بآل النبى، وببنت الرضا على رقية، وربما كان هذا أقرب إلى الصواب.
الاختلاف فى المصادر واضح على السيدة رقية، مصادر تقول: إن أمها هى السيدة فاطمة الزهراء، وأخرى ترى أنها ليست أمها، وإنما أمها أم حبيب الصهباء التغلبية، من سبى الردة، والبعض الثالث يرى أن هناك رقية صغرى، ورقية كبرى، وأن رقية التى فى مصر هى بنت أسماء بنت عميس الخثعمية.
وهناك من المصادر من يقول، إن السيدة رقية ماتت دون البلوغ.. وهناك من يرى رأيا آخر.. وبعض المصادر تقول إن للسيدة رقية ضريحا بدمشق الشام.
وجمهور المؤرخين وأصحاب السير يجمعون على أن للإمام على، رقية واحدة من غير السيدة فاطمة الزهراء، ولكن يخالفهم فى ذلك الإمام الليث بن سعد الذى حسم الأمر وقال: «إن السيدة رقية ابنة السيدة فاطمة بنت رسول الله».
وعلى أية حال فالثابت أن السيدة رقية تنتمى لآل البيت، وأنها تنتمى إلى السيدة فاطمة الزهراء.. ومما يثبت أن السيدة رقية من آل البيت، ما قيل من أن الفاطميين بالذات كانوا من الحرص بحيث لا يبنون مشهدا على قبر إلا بعد تأكدهم من أن صاحبه أو صاحبته من آل البيت ومن سلالة السيدة فاطمة الزهراء والإمام على بن أبى طالب، ونحن لو عرفنا أن فى مصر يزيد عدد المشهور من الأضرحة والمشاهد على الألف، فإن اهتمام الفاطميين ببعض هذه الأضرحة والمشاهد ومنهم مشهد السيدة رقية دليل دامغ على أنها فى مصر.
وقبة السيدة رقية قد بنيت لتقول: هنا ترقد السيدة الشريفة رقية، وقد سمى صاحب كتاب «آل بيت النبى فى مصر» هذه المنطقة ببقيع مصر الصغير، وسماها بهذا الاسم لوجود عديد من أضرحة أهل البيت فيها.
ضيوف بقيع مصر
مشهد السيدة رقية بنت على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن سيدنا الحسين رضى الله عنهم بمصر
وقريبا جدا من مشهد السيدة سكينة الكبرى، إلى الشمال الغربى منه، يقع قبر السيدة رقية بنت على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على بن العابدين بن سيدنا الحسين رضى الله عنهم، وكثير من الناس يظنونه للسيدة رقية بنت على أخت زينب والحسين، وهذه دفينة دمشق، ومشهدها معروف هناك، ويسمى مشهد السيدة رقية بنت الرضا بالقاهرة «ببقيع مصر» لكثرة المدفونين حولها من كبار السلف الصالح.
وقد أخذ اسم رقية من: الترقى والسمو والترفع والعلو، أو هو تصغير لطيف للفظ «رقية» بمعنى الدعاء والابتهال إلى الله فى شأن أصحاب البلاء. وبجوار مشهد السيدة رقية: قبر السيدة «عاتكة» بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشى زوجة سيدنا محمد بن أبى بكر الصديق، الذى كان واليا على مصر تزوجها بعد الزبير بن العوام، ودخلت معه مصر، وماتت فيها بعد مقتله رضى الله عنه، ويظن كثير من الناس أنها عاتكة عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وليس كذلك.
وبجوارها قبر السيد «على الجعفرى» الصوفى الجليل من سلسلة أبناء جعفر الطيار أخى على بن أبى طالب، رضى الله عنه، وقد ترجمه الأزورقانى، ووصفه بالصلاح والتقوى وطهارة الأنفاس، وبعضهم يظن خطأ أنه على بن جعفر الصادق، أى شقيق السيدة عائشة وحفيد الإمام على زين العابدين، وليس كذلك. وبهذا المشهد طائفة أخرى من الأشراف والعلماء منهم: العلامة المحقق النسابة اللغوى المحدث السيد «أبوالفيض محمد مرتضى الزبيدى» الحنفى الشريف الحسينى، ومعه زوجته أم الفضل زبيدة التى سبقته إلى رحمة الله.