نص كلمة شيخ الأزهر في احتفالية ليلة القدر

قال الإمام الأكبر شيخ الأزهر في احتفاليه ليلة القدر، إنه مما يعجب له المتفطن لأمر العلم في القرآن أن يبعث الله بنبي أمي لمجتمع جاهلى، وتكون كلمة إقرأ هي الكلمة الإلهية الأو ، ثم يكون حديث العلم والتعلم هو حديث النبي وهذا النبي يأمر بالقراءة، وما هو منها بسبيل، ووجه الإعجاز في هذه الآية هو إثبات علمه برغم أميته، وقد ذكر الإمام البصيري في نهجه البردة ذلك، وقد حارت قريش بهذا الأمر، ليطالعهم النبي فجأة بكلام محكوم بالعلم ، فقالوا أنه يتعلم من غلام نصراني في مكة وقد كان الرسول يقرأ من التوراة والانجيل بلسان غير عربي، وقد سخر القرآن من هؤلاء وقولهم عندما قال القرآن كيف يقولون ذلك وهو لسانه لسان عربي مبين.

وأشار أن هذا ما يؤكد أن التوراة والإنجيل لم يترجم إلى العربية في ذلك الوقت، ولو افترضنا ترجمة لهم في ذلك الوقت سينهار الاستدلال في الأساس وسيقلب المشركون حجة الرسول من أساسها، وأول ترجمة بالعربية للتوراة والإنجيل ظهرت بعد وفاة الرسول بـ150 عاما، فكيف يعرف ذلك إلا بوحي من الله الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.

وأضاف: كان صلى الله عليه وسلم تملؤه ثقة مطلقة بالله وبالعلم الذى أعطاه إياه، والقران بدأ رسالته بقرع الآذان للعلم والمعرفة، والعلم بالنظر العقلي وتعلمنا أن إثبات وجود الله تعالي يعتمد على وجود العقل وليس وجود النقل.

وأوضح أن سر تكرار كلمتى العقل والعلم 865 مرة في القران يؤكد أن أعمال الإنسان بها والإقرار بوجود إله خالق للكون ومدبر أمرهم "فأقم وجه للدين حنيفا فطرة الناس التي فطر الله عليها". 

وأضاف أن وسوسة الشياطين وغوايتهم وطغيان المادة وعبادة الجسد وتأليه الإنسان بدأت تتحكم بالعباد ، لذلك كان خطاب العقل في القران هو المعول عليه تكليفا ونحن المنتسبين بالعلم وأهله مأمورون بالتذكير لهذه الأمور.

وقال: اذكر نفسي أن العالم والعقل الذي بنى الإسلام أمره عليه أوشك أن يخلى مكانه في حياتنا المعاصرة بشكل يستبد بالعقول ويؤثر على مجتمعاتنا سلبا في نهضة الدول ، وصارت الظنون والأهواء الفيصل في التعرف على الحقائق ، حتى صار المتسمك بمعيار العقل يشعر بغربة موحشة ، والقران يأمر أهل الذكر أن يتكلمون " فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون.

وشدد على أن النبي حذر النبي أمته أن يتخذوا الظن معيارا يتعرفون بعه على حقائق الاشياء  فقال اياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، وأنه لا مفر من الاتحاد والوحدة وكل ما هو متعلق بمصيرنا والعمل على إنهاء المتربصون بالعرب ، وتدعيم الوحدة العربية ، وللأسف بدأت الغيوم السوداء تلوح في الأفق ولابد من إدراك الخطر الذي يلوح في الأفق. 

وتقدم بالشكر للرئيس السيسي ودعا للشهداء الأبرار بالرحمة وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان.

موضوعات متعلقة:

السيسى والطيب يشاركان احتفالية الأوقاف بليلة القدر ويكرمان حفظة القرآن