هل كانت زينب الغزالي عميلة للمخابرات الأمريكية؟

الأربعاء، 21 يونيو 2017 02:09 م

زينب الغزالى

عنتر عبد اللطيف

كشف الإخواني سيد قطب عن بعض الأسرار في شخصية زينب الغزالي الإخوانية الشهيرة التي لعبت دوراً هاما فى تاريخ الجماعة بعد صدور قرار حلها فى 1948، حيث أتهمها " قطب" صراحة وبنص كلماته فى محاضر التحقيق معه فى قضية تنظيم 1965 أنها عميلة للمخابرات المركزية الأمريكية قائلاً :"أن القيادى الإخوانى منير الدالة قد قام بتحذيره منها بقوله (أن شباب متهورين من الإخوان يقومون بتنظيم، وهم دسيسة على الإخوان بمعرفة المخابرات المركزية الأمريكية التى وصلت إليهم عن طريق الحاجة زينب الغزالى)".

زينب الغزالى

شخصية زينب الغزالى محيرة وثرية، ففي نفس الوقت فقد ناضلت من أجل استكمال دراستها، وأدمنت الأدب العربي والإنجليزي والفرنسي، وارتدت الثياب القصيرة التي كانت موضة هذا العصر، وشاركت في تأسيس الاتحاد النسائي مع هدى شعراوي.

زينب الغزالي تعرضت لحادث يراه الكثير من المراقبين نقطة التحول في حياتها حيث تعرض منزلها بالكامل للحرق، وأصيبت بجروح بالغة في جسدها لتقرر بعدها الخروج عن الاتحاد النسائي، وتشكيل جمعية السيدات المسلمات والدخول في المجال الدعوي.

تشكيل الغزالي لجمعية «السيدات المسلمات» دفعت مرشد الإخوان الأول حسن البنا ليذهب إليها ويطلب منها الانضمام إلى التنظيم، فبايعته وقادت التنظيم النسائي.

كما قدمت جماعة الإخوان نفسها للسفارة الأمريكية علي أنها ذراعهم في مصر لمحاربة الشيوعية؛ حيث طلب حسن البنا من السفارة الأمريكية وقتها تكوين مكتب مشترك بين الإخوان والأمريكان لمكافحة الشيوعية علي أن يكون معظم أعضائه من الإخوان، وتتولى أمريكا إدارة المكتب ودفع رواتب أعضاء الإخوان فيه، وفي هذا دليل علي عمق وقدم العلاقة كتبادل مصلحي.

يقول سامى شرف سكرتير الرئيس الراحل جمال عبدالناصر للمعلومات فى مقالا له بعنوان "جماعة الإخوان تقدم نفسها للسفارة الأمريكية على أنها ذراع واشنطن فى مصر لمحاربة الشيوعية"، بعد أن أستعرض علاقة الإخوان بالملك فاروق "حين اشتد الخلاف بين النحاس والقصر، وخرجت جموع المصريين في الشوارع مؤيدة للنحاس هاتفة «الشعب مع النحاس»، سيّر حسن البنا أعضاء جماعته هاتفين «الله مع الملك»".

سامى شرف

واستطرد سامى شرف فى مقاله :"وقد سجل حسن البنا في مذكراته الشخصية «مذكرات الدعوة والداعية»، أن الإخوان اتصلوا بالإنجليز وحصلوا منهم علي أموال إلي جانب تسجيل جوانب أخري بسيطة، ولكنها قوية الدلالة فيما يتّصل بانتهازية وانحراف البنا وجماعته فكريًّا وقيميًّا، ومنها رشوته لإمام أحد المساجد في محافظة الإسماعيلية ليسمح له بالخطابة وعقد جلسات ولقاءات مع أتباعه في المسجد، وكانت هذه التحرُّكات المتناقضة والمنحرفة بأسس تكوين الجماعة التي وضعها الشيخ أحمد السكري ورفاقه الأوائل سببًا قويًّا في خروج كثيرين من الأعضاء علي سلطة البنا، فانفصلت مجموعات كبيرة من الشباب وكوّنت تجمُّعًا عُرف باسم «شباب محمد»، وتبع ذلك انفصال كثيرين من كوادر الجماعة منهم الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ محمد الغزالي والأستاذ خالد محمد خالد وغيرهم".

حسن البنا

ولدت زينب الغزالي في 2 من يناير سنة 1917م في قرية "ميت يعيش" بالدقهلية وغلب على اسرتها العمل بالتجارة.وتعد الراحلة من مؤسسي المركز العام للسيدات المسلمات ومسؤولة الأخوات المسلمات في جماعة الإخوان المسلمين وتولت رئاسة المركز عام 1936م بهدف نشر الدعوة.

وألفت الغزالى العديد من الكتب: أيام من حياتي، نحو بعث جديد، نظرات في كتاب الله، مشكلات الشباب والفتيات، إلى ابنتي.

يذكر أن زينب الغزالى توفيت يوم الأربعاء 3 أغسطس 2005 عن عمر يناهز 88 عاما، وشيعت جنازتها من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصرعقب صلاة الظهر.