المخابرات الأمريكية.. «الجزيرة وأخواتها» أدوات هدم المنطقة العربية

الثلاثاء، 20 يونيو 2017 02:35 ص
المخابرات الأمريكية.. «الجزيرة وأخواتها» أدوات هدم المنطقة العربية
«الجزيرة وأخواتها» أدوات هدم المنطقة العربية
محمود علي

الإعلام المضلل والشائعات والمعلومات الوجهه، أهم أدوات الحرب النفسية وتفكيك المجتمعات وزعزعة ثقتهم في مؤسسات أوطانهم، الأمر ليس بتلفيق أو اتهامات مرسلة ضمن مباراة الصد والرد التي يلعبها الإعلام في قرار المقاطعة العربية لإمارة قطر ومنابرها الإعلامية، إنما ما كشف عنه أرشيف المخابرات الأمريكية (CIA)، عن دور أحد أهم عملائه فترة الحرب العالمية، التي تسترت في شخصية صحفية، كان يقتصر عملها على نشر الأخبار الكاذبة التي تشكك المواطنين اليابانيين في قدرة جيشهم على الصمود في حربه ضد جيش الولايات المتحدة الأمريكة، ومع الإسقاط على واقعنا، نجد أن قناة الجزيرة وأخواتها يمارسن نفس الدور الذي انتفض ضده القيادات السياسة وشعوب المنطقة العربية معلنيين المقاطعة التامة.
 
احتفت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «السي آي إيه» على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر اليوم، بالصحفية الأمريكية «اليزابيث بيتي ماكلنتوش»، التي استغلت عملها الإعلامي في أربعينات القرن الماضي لتكون أهم موظفة لدى الوكالة تبث أخبار كاذبة ومعلومات مغلوطة في إطار الحرب النفسية خلال الحرب العالمية الثانية.
 
حاز احتفاء الوكالة بالجاسوسة الأمريكية التي أجرت قبل عامين لقاء مع الوكالة لاستعراض تاريخها، على مجموعة كبيرة من التعليقات والمشاركات، إلا أن نشر قصتها في ذلك الوقت أثار الكثير من التكهنات حول دوافع ذلك، لاسيما وأن اللقاء الذي تم مشاركته على صفحة الوكالة الرسمي يعود إلى أكثر من عامين حيث كانت تحتفل بعيد ميلادها المئوي.
 
1
 
يأتي الترويج لقصة الجاسوسة الأمريكية التي استخدمت ستار العمل الصحفي لخدمة وكالة الاستخبارات الأمريكية للتعامل مع الروح المعنوية لعدو الحرب من خلال بث تقارير مزيفه، في وقت تتخذ فيه مصر والسعودية والإمارات والبحرين إجراءات ضد قطر بسبب ممارسات أذرعها الإعلامية والصحفية في الشرق الأوسط، التي استمرت في بث الأكاذيب والمغالطات المنافية للحقيقة لإثارة الفوضى في دول الجوار خلال عقدين من الزمن.
 
وحذرت الدول العربية وبالأخص الدول الأربعة المقاطعة لدولة قطر على خلفية دعمها للإرهاب، من استخدام قناة الحزيرة القطرية في خلق روح الكراهية وانتشار الفوضى في دول المنطقة لمصلحة الجماعات الإرهابية التي تدعمها قطر، وهو أمر يشبه كثيرًا ما استخدمته وكالة الاستخبارات الأمريكية في الحرب العالمية الثانية حيث كلفت الإعلامية «اليزابيث» بإنتاج مواد عرفت وقتها بـ «الدعاية السوداء» على شكل تقارير مزيفة وأخبار مختلقة وشائعات كاذبة وإذاعات بالراديو تبث موادها الموجهة إلى شعوب وجنود عدو الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك، على أساس أسلوب التضليل الإعلامي أحيانا أو التعتيم الإعلامي أحيانا أخرى.
 
وبينما اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بعد عقود من الزمن في استخدام هذه الآلة الإعلامية في الحرب العالمية، يبدو أن الدوحة ما زالت مستمرة في تضليل الرأي العام العالمي وتعمل على إثارة الفتن في الشرق الأوسط من خلال قنواتها الإعلامية كالجزيرة، التي تمول رسميًا من النظام القطري والتي تغدق الأموال وتشتري الذمم وتعمل على تحريض وتأجيج وخداع الشعوب العربية بشعارات مثالية لا تنتمي إليها القناة نفسها، حيث كان منهجها في تلك الفترة التلفيق وتزوير الحقائق، لذلك اتخذت الدول العربية كل هذه الإجراءات. 
 
بالرجوع إلى تاريخ اليزابيث «بيتي» فهي ولدت في العاصمة الأمريكية، واشنطن، ولكنها نشأت وشبت عن الطوق في جزيرة هاواي الأمريكية، وشاءت حظوظها أيضا، في ديسمبر عام 1941 أن يكون عملها كمراسلة للصحف الأمريكية في منطقة قريبة من قاعدة «بيرل هاربور» التي شهدت في السابع من الشهر المذكور هجوم اليابان على الأسطول الأمريكي وتحطيمه ومن ثم دخول أمريكا طرفا اساسيا في الحرب العالمية.
 
وبحكم إجادتها اللغة اليابانية اختاروها للالتحاق بمكتب الخدمات الاستراتيجية وهو المنظمة الأم- التي انبثقت عنها فيما بعد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وبعدها أوفدوها للعمل في مواقع الاستخبارات في بورما والصين والهند وخاصة لخدمة العملية «مو» التي تشير إلى التعامل مع الروح المعنوية للعدو من خلال أنتاج مواد «الدعاية السوداء» التي ذكرنها في السطور السابقة، وبعد تقاعدها من خدمة المخابرات المركزية عكفت على إصدار عدد من الكتب أبرزها ذكرياتها عن أيام الحرب العالمية الثانية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق