حماس.. والسقوط في أحضان الدوحة
الإثنين، 19 يونيو 2017 10:57 م
الأكذوبة التى طالما عاشت وتغذت عليها حركة حماس، وقياداتها فى الخارج والداخل على مدى السنوات الماضية، أنها تمثل الشعب الفلسطينى، قد سقطت وإلى الأبد، بعدما تبين أنها لاتمثل إلإ نفسها ومصالحها ومصالح قياداتها، وبصفة خاصة "قيادات الخارج" الذين عاشوا يجاهدون ويناضلون من خلف الأبواب المغقلة، وعبر أسوار القصور العالية فى "الدوحة" التى أعمتهم عن رؤية، وحقيقة واقع الشعب الفلسطينى البائس، وبصفة خاصة فى قطاع غزة.
ولعل تمادى حماس فى أكذوبتها التى لم تنطلى، حتى على فلسطينى الداخل ، لتخرج علينا كعادتها، ببيان "كالح" لايعبر سوى عن صدق كذبها، وسوء نيتها تجاه القضايا العربية، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية التى راهنت فيها الحركة عبر شعاراتها المموجه وخطابها الخشبى عن المقاومة، لتعرب فى بيان لها صادر عن" المركز الفلسطينى للإعلام " التابع لها عن أسفها، وإستهجانها لما صدر من تصريحات لوزير الخارجية السعودي ، ينذر فيها "قطر" بضرورة التخلى عن حماس والإخوان ، ولان حماس من الأخوان فكان لزاما أن تعتبر تلك التصريحات تحريضا عليها، وليست صادمة للشعب الفلسطينى كما تدعى حماس، لإرضاء ولى نعمتها التى تعيش فى كنفه.
البيان رأى على خلاف الحقيقة، أن تلك التصريحات تمثل صدمة للشعب الفلسطيني، والأمة العربية والإسلامية، ناسية أو متناسية، أن الفلسطينين أنفسهم طفح بهم الكيل من تلك القيادات، و يعرفون حقيقتهم ، وأهدافهم السلطوية ، كما يعرفون جيدا أنها المعول الأساسى فى ضرب وهدم كل إسس العمل العربى المشترك، بل كانت بمثابة المعطل لكل مشاريع السلام، وقتل كل الفرص الممكنة لإعادة اللحمة إلى الجسد الفلسطينى الممزق على مشارب الأرض ومغاربها، وفق مخطط قطرى إيرا نى، برفضها المستمر لكل محاولات رأب الصدع الفلسطينى فى الجولات االمريرة بشأن المصالحة الفلسطينية ، والتى كانت فيها حماس المعطل والبطل الحقيقى فى الخيانة، والرافض والمتهرب من كل الإلتزامات التى تعهدت بها، مثلما فعل "حاكم قطر تيميم بن حمد" بإنتهاج إسلوب المراوغة، مع كل الأطراف الساعية، والمتبنية لمسألة المصالحة سواء فى دمشق أو فى القاهرة ، بنشر الأكاذيب والقصص المختلقة حول ضغوط مورست على حماس من قبل أجهزة الأستخبارات المصرية ، بزعم رفض منطق الإملاء على خلاف الحقيقة .. أن حماس لاتملك قراراها، وتنتظر فى كل مرحلة من مراحل الصراع الضوء الأخضر من "طهران إلى الدوحة" بوصفهما الداعم والممول المادى واللوجستى لقادة الحركة.
حقيقة الأمر أن قيادات حماس، وعلى رأسهم خالد مشعل ونائبة موسى أبو مرزوق، ومعاونيهم من أعضاء الحركة ،وأتباعهم جميعا ،ساهموا فى دماء أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، بإظهار المواقف العنترية والتصريحات الفضفاضة، وعاشوا هم فى "رغد العيش"، وسكنوا وأقاموا فى أفخم الاحياء السورية، وأعطتهم دمشق أكثر مما ينبغى، ظنا منها أنهم أصحاب "قضية"، ووفرت لهم ملاذا أمنا فى ظل تمويل إيرانى لم ينقطع عنهم، وبعلم السلطات السورية،لإعادة صياغة لقوى فلسطينية جديدة من الفصائل الفلسطينية العشر المقيمة على أراضى سوريا، ولتتحكم حماس فى مقدرات تلك الفصائل عبر العطايا والمنح لتنطوى تحت إرادة الحركة.
حماس سعت على مدار السنوات الماضية، منذ إنقلابها الشهير عام 2007 فى فطاع غزة والسيطرة على القطاع بعد عمليات قتل وسحل وسجن لإخوانهم من حركة فتح، والذى جاء مطابقا لرؤية وأهداف ومصالح مشتركة بين إسرائيل وحماس، بقيام دولة فلسطينية فى غزة، بإعتبار أن القطاع أصبح أرضا محررة، كما أرادت حماس ضمن مخططها السرى الإخوانى السيطرة على الضفة الغربية، لتحكم تلك الحركة الإسلامية قبضتها على الضفة والقطاع، فى محاولة التأكيد للغرب والولايات المتحدة ، بضرورة إستبدال القيادة الفلسطينية، وإسقاط منظمة التحرير، وأنها البديل القادر على ملء فراغ منظمة التحرير، ساهم وساعدها فى ذلك النظام القطرى وعبر جزيرتة بالتسويق للحركة والتحريض على السلطة الفلسطينية وأن حماس القوة الوحيدة البديلة للسلطة وقدرتها على إسقاط القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية، مع ضمان الأستقرار الأمني مع إسرائيل، لتحقيق حلم "خالد مشعل" بإعاد صياغة جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية وفق الرؤى الايدولوجية للحركة.
المتابع لتصرفات حماس وقيادتها يرى أنه هناك تطابق بينها وبين وإسرائيل، في شق وحدة الشعب الفلسطيني، مستخدمين فى ذلك أساليب المراوغة والمناورة ودموع التماسيح، ومطالبين فلى الوقت ذاتة وبدون خجل، والتطاول الفج على مصر بطريقة الإملاء عليها بفتح حدودها بالكامل للأفراد والبضائع، وإقامة منطقة حرة وربط كهرباء غزة بالكهرباء المصرية وكذلك الغاز، متناسين ومتجاهلين، أن مصر لن تقبل أى انتهاك لسيادتها على أراضيها من أى كائن من كان.
والمؤكد أن الفرص المتاحة لقادة حماس المقيمة فى أحضان القواعد الأمريكية والقصور الاميرية بالدوحة، حول الخروج لوجهتها القادمة أصبحت محدودة، إما طهران أو السودان وربما ماليزيا.
ويبقى السؤال هل سيتوجه قادة حركة حماس إلى إيران ، برغم هجوم طهران وحزب الله على "حماس" فى 3 مايو الماضى بسبب وثيقتها السياسية الأخيرة، وإتهامها للحركة بترك محور الممانعة وقبول "المال الحرام" وفق تعبيرها وانها بدأت مرحله "سقوطها والعد العكسي لخروجها من "محور المقاومة".