القصة الكاملة لرفض أسقف المنيا تجنيد الداخلية لكشافة الكنيسة

السبت، 17 يونيو 2017 05:52 م
القصة الكاملة لرفض أسقف المنيا تجنيد الداخلية لكشافة الكنيسة
الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا
ماريان ناجى

تحاول الداخلية المصرية حماية الكنائس والأديرة وتأمينها بكل الطريق خاصة بعد تعدد الأحداث الأرهابية ضد الكنائس والأديرة في الفترة الأخيرة التي راح ضحيتها عشرات الأقباط  حتى لجأت إلى تجنيد كشافة الكنيسة كنوع من أنواع التأمين وهذا ما أكده لـ«صوت الأمة» أسقف المنيا الأنبا مكاريوس، بشأن عرض مديرية الأمن بالمنيا تدريب مجموعات من الكشافة الكنسية لحماية الكنائس والمنشآت المسيحية.

 وقال الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا وأبو قرقاص في تصريحات خاصة:  بالفعل اقترح علينا اللواء ممدوح عبد المنصف مدير الأمن، مشكورًا، أن ترشح الكنيسة مجموعة من شباب الكشافة الكنسية لعمل دورة تدريبية لهم من خلال هيئة الحماية المدنية، وذلك لتدريبهم على كيفية مواجهة المواقف الخاصة أثناء تأمين المصلين في الكنائس، ومع تقديرنا له ورغبته في المساعدة، فإن ذلك قد يُساء فهمه من أصحاب العقول المريضة، على أنه جناح عسكري داخل الكنيسة، وقد يُفهم ضمنًا بالتالي أنه سيتم تسليحه بشكل أو بآخر، وهو أمر لا توافق عليه الكنيسة بلا شك.

وتابع مكاريوس: أمّا الكشافة الكنسية، فالغرض الأساسي منها ليس عسكريًا ولا أمنيًا، وإنما تنظيمي في داخل الكنيسة فقط، وبالتالي فهو ليس دورًا شرطيًا لا في الداخل ولا في الخارج، وفكرة الكشافة - وأصبحت عالمية، وكما بدأها بادن باول - تقوم على التدرُّب على كيفية مساعدة الآخرين مجتمعيًا، واكتساب مهارات شخصية في الاعتماد على النفس، والإبداع في مجالات عدة، بعيدة كل البعد عن المجالات الشرطية.

 وأضاف مكاريوس: إذًا يبقى أن نقول أن تأمين دور العبادة هو مسئولية رجال الشرطة، بالطريقة والاستعدادات التي تقررها الوزارة، بينما يقوم شباب من الكنيسة المحلية بالتنظيم الداخلي أو التمييز بين شعب الكنيسة والغرباء عن المنطقة.

وأثنى رجال الداخلية كثيرًا على الدور التنظيمي العظيم الذي قام به الشباب بكثير من الرقي والنبل، في فترة الأعياد الأخيرة، ولا شك أن غرض الوزارة من هذا العرض هو تفعيل أكثر لدور الكشافة في حماية المنشآت المسيحية، أو إيجاد آلية إضافية للحماية، ولكن يُخشى من تبادل الأدوار وإلقاء اللوم عند وقوع حادث ما، على الكشافة الكنسية والشباب الذي تم تدريبه.

وأكد مكاريوس: أذكر هنا أن البعض كان قد اتهم الكنيسة في وقت سابق بأنها تحتفظ داخلها بمخازن للأسلحة! ولكن أحداث 14 أغسطس 2013 أثبتت بالدليل القاطع عدم صحة ذلك، فقد تدمرت الكثير من الكنائس وتم نهب ممتلكاتها بالكامل قبل إضرام النار بها، وبالطبع لم يجد الإرهابيون فيها أيّة أسلحة، وإلّا لما ترددوا لحظة في الكشف عن ذلك، كما أنه إذا كانت الكنائس بالفعل تمتلك أسلحة داخلها، ألم يكن من المنطقي استخدامها للدفاع عن نفسها في تلك الهجمات؟!

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق