الكرامة.. «حزب الـ 50 نفر»

حزب الـ 50 نفر، هكذا يمكن أن نطلق عليه، فهو حزب يسعى فقط للركوب على الأحداث واستغلال الأوضاع المشتعلة للظهور بمظهر الحزب المعارض الذى يقود الشارع، وهو الحزب الذى فشل فى الوصول لأى كرسى فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وتحجج فى ذلك التوقيت أن إمكانياته لم تسمح فى تحقيق أي انتصار، بل وذهب ليهاجم قانون الانتخابات البرلمانية رافعا شعار «حجة البليد مسح التختة».

خلال الفترة الماضية خرج حزب الكرامة مع عدد من الأحزاب التى تطلق على نفسها «أحزاب ثورية» لتعلن أنها بصدد تشكيل تيار موحد هدفه المعارضة، وأطلق عليه وقتها التيار الديمقراطى، وكان هدف هذا التيار هو المعارضة من اجل المعارضة دون تقديم بديل، وكان يعقد الاجتماعات تلو الاجتماعات حتى حل هذا التيار نفسه وتوقفت اجتماعاته دون إبداء أي أسباب.

خرج بعدها حمدين صباحى الملف بزعيم حزب الكرامة ومؤسسه ليعلن أنه بصدد توحيد أحزاب التيار الديمقراطي فى حزب واحد معارض،  وفشل، أعقبه دعوة أخرى فى مارس 2016 لتشكيل مبادرة «اللجنة التحضيرية لتوحيد القوى الوطنية المدنية»، ولكن كانت في الحقيقة دعوة إعلامية فقط، فخرج حزب الكرامة ليعلن أنه سيعقد اجتماعات لتشكيل هذه المبادرة، ولكن في النهاية لم أحد يسمح عن هذه المبادرة شئ سواء أعضاءها أو الإعلان عنها بشكل رسمي لتكتب سطرا جديدا من فشل حزب الكرامة في الحياه السياسية.

الإنجاز الوحيد الذى استطاع حزب الكرامة تحقيقه خلال الأشهر الماضية هو إعلان ما اسمه «التوحد» مع التيار الشعبي، بعد محاولات دامت 3 سنوات بل تزيد، رغم أن مؤسس الكيانين واحد وهو حمدين صباحي، إلا أنه فى كل مرة كانت تخرج القيادات وتقول عن هناك محاولات اندماج ولكن هناك اختلاف فى وجهات النظر، ورغم هذا الاندماج، لم يعد لهذا الحزب أي تواجد على أرض الواقع، واكتفى فقط بعقد مؤاتمرات في مقره الرئيسي يتكفي فيها بالمعارضة والهجوم على القيادات السياسية والبرلمان، دون أن يقدم أي بديل أو حلول فعلية.

مؤخرا عاد حزب الـ 50 نفر، ليتصدر دعوات التظاهر اعتراضا على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر السعودية، وخرج قياداته على مواقع التواصل الاجتماعى وبعض القنوات المحرضة، ليعلنوا عن ما اسموه «دعوات للتظاهر في جمعة الأرض»، ولكن كان للشعب المصرى كلمته الحاسمة برفض الاستجابة وعدم الخروج، ليوجه صفعة جديدة لحزب الكرامة كما وجهها له فى انتخابات البرلمان.