«جاسوسية» في رداء الصحافة.. مدير تحرير «الأخبار اللبنانية» حاول تجنيد صحفيين مصريين لدعم توجهات إيران.. وجمع معلومات لصحيفة وهمية مقابل الدولارات
السبت، 17 يونيو 2017 12:01 ص
دعوة جاءت بها شركة «بلاك أند وايت» اللبنانية، المتخصصة فى الإنتاج الإعلامي والعلاقات العامة، إلى مصر، دعت خلالها عدد كبير من شباب الصحافيين لزيارة بيروت والحصول على دورة تدريبية لتنمية المهارات الصحفية، العرض في مجمله يتكرر مع مؤسسات صحافية وإعلامية كبرى حول العالم، لكن تلك الدعوة التي مر عليها حوالي ثلاثة سنوات، كانت مختلفة وتحمل العديد من المفاجآت، التي كشفت عن الدور القذر الذي تلعبه جريدة الأخبار اللبنانية، كذراع استخباراتي لإيران فى المنطقة العربية.
وصلت الدعوة لشباب صحفيين، حملوها بشغف الحصول على دورات تنمى مهاراتهم، خاصة وان الدعوة كانت مصحوبة بوعود أن المتميزين سوف يحصلون على فرصة عمل مراسلين من مصر لكبرى الصحف اللبنانية، ولم تسمى لهم هذه الصحف، كانت الرحلة مجانية لكن برنامجها كان مكثف، حمل الحالمون حقائبهم وتوجهوا إلى صالة السفر بمطار القاهرة الدولي، متجهين إلى بيروت.
الرحلة كانت عقب سقوط الحكم الإخواني بحوالي العام، هذه الفترة العصيبة التي مرت على الوطن، وكان يتربص الكثير بمصر وفي مقدمة هؤلاء الحالمون بإحياء الإمبراطورية الفارسية، الذين ساندوا تنظيم الإخوان ووصفت منابرهم الإعلامية ثورة 30 يونيو بالانقلاب.
فوجئ الشباب، حسب ما ذكره أحد الصحفيين المشاركين لـ«صوت الأمة»، بمدير تحرير جريدة الأخبار اللبنانية «إيلي شلهوب» يدلف من باب قاعة المحاضرات، معرفًا عن نفسه، قدم شلهوب المحاضرة، كانت الأسئلة التي يطرحها أقرب ما تكون من التحقيق الأمني عن أسئلة المحاضر بين تلاميذه، وصف أحد هؤلاء الصحفيين –مسؤول عن تغطية مصدر أمني- محاضرة شلهوب بأسلوب الفرز الذي يتبعه رجال الأمن حينما يبحثون عن شخص يصلح للتجنيد.
بعد العودة إلى القاهرة بدأ التواصل مع الصحفيين المصريين، ومطالبتهم بكتابة مقالات فى الصحف التي يعملون بها مقابل أجر من 100: 200 دولار فى المقال، بشرط أن فكرة المقال ومحاوره تكون مطروحة من الشركة التي يترأسها مدير تحرير الأخبار اللبنانية إيلي شلهوب، رفض أغلب الصحفيين الذين استشعروا الخوف مع توجه أفكار المقالات لمناهضة الدولة المصرية بشكل يثير الشكوك.
أحد الذين أثارهم الفضول أستمر على التواصل، روى لـ«صوت الأمة» أن فتاة فائقة الجمال كانت تتواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي معه، وتطلب منه في البداية كتابة مقالات تؤيد موقف الجيش المصري من الإخوان، ويتم نشر المقالات والتقارير في جريدة الأخبار اللبنانية ومواقع أخرى لبنانية وعراقية وسورية ويمنية، وأخر كل شهر ترسل له المقابل عبر شركة تحويل أموال دولية، بعد فترة أخبرته بأن إيلي شلهوب يرغب فى التواصل معه ومتابعة العمل، وافق على الفور، كان التواصل مع شلهوب بداية النهاية، حيث تغير أسلوب التواصل إلى المكالمات الهاتفية، وبدأت المناقشات بينهم تزيد، ومحاولات تغيير قناعات الزميل على قدم وساق، حتى جاء يوم أخبره بأن موظفة من الشركة التي يترأسها ستأتي إلى القاهرة لمقابلة عدد من الصحفيين.
بعد أن حضرت الموظفة اللبنانية، عرضت عليه العمل كمدير مراسلين لصحيفة عربية جديدة، سوف تعمل تجريبيًا لمدة عام، ثم تبدأ فى الطباعة وتدشين موقع الكتروني، عندما ألح على معرفة التفاصيل، وعدته بالإجابة في أخر يوم لها فى مهمتها، وكانت المفاجأة عندما أخبرته بابتسامة باردة أنها جريدة إيرانية سوف تصدر باللغة العربية.
نصائح الزملاء دفعت الصحفي الشاب لتقليل التواصل مع مجموعة إيلي شلهوب، لكن ما دفعه لقطع العلاقات نهائيًا، كانت مكالمة بينه وبين إحدى موظفات شلهوب، التي طلبت منه إلا يخبر شبكة المراسلين الذي يجهزها، بجهة العمل ولا جنسية الصحيفة التي سوف يراسلونها، وأن يؤكد عليهم أن الأخبار لن تنشر قبل عام، وما أكد على قراره كانت طبيعة الأخبار التي طلب منه أن يجمعها لهم.