ننشر نص كلمة اتحاد عمال مصر بمؤتمر العمل الدولي بجنيف
الخميس، 15 يونيو 2017 12:30 م
ألقى النائب محمد وهب الله وكيل لجنة القوى العاملة والأمين العام لاتحاد عمال مصر كلمة “مصر” أمام الجلسة العامة بمؤتمر العمل الدولي بجنيف كرئيسا للوفد المصرى.
وقال وهب الله فى تصريحات صحفية له اليوم أن مصر لا تجد مبررا حقيقيا لإدراجها على قائمة الملاحظات القصيرة للمنظمة والمعروفة إعلاميا باسم القائمة السوداء، مستنكرا استقواء بعض الأطراف العمالية فى مصر بالخارج.
وتنشر صوت الأمة نص كلمة مصر التى ألقاها وهب الله فى اجتماعات مؤتمر منظمة العمل الدولي بجنيف وجاء نص الكلمة كالتالى:
واجهت بلادنا والحركة العمالية المصرية تحديات عديدة خلال الأعوام الماضية مما أثر على قطاعات العمل المختلفة.
إن الحركة العمالية المصرية تحيي الجهود الحثيثة والخطوات التى يتم اتخاذها للتحول الكامل نحو الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية والرغبة في النهوض من جديد بإرادة قوية وعزيمة ثابتة تتجلى في خطوات الإصلاح الاقتصادي التي تم اتخاذها على الصعيد الوطنى ، والتي رغم قسوتها وما ترتب عليها من ارتفاع معدل التضخم وانعكاساته على زيادة مستوى أسعار السلع ، إلا أنها كانت ضرورية ولا مفر من تطبيقها من أجل مستقبل أفضل للشعب المصرى والعمال والأجيال القادمة، علاوة على المشروعات القومية الكبرى التي تم التخطيط لإنشائها ، ومنها ما انتهي بالفعل كمشروع محور قناة السويس الذى سيوفر الآلاف من فرص العمل وخاصة للشباب.
تلعب الحركة العمالية فى مصر دوراً حيوياً على المستوي الوطني والاقليمى ، حيث يشارك عمال مصر في إعداد التشريعات الاقتصادية والاجتماعية من خلال ممثليهم بمجلس النواب وبالتحديد في لجنة القوي ، والتى انتهت من قانون الخدمة المدنية الخاص بالعاملين بالهيئات العامة ، والذى تم التصديق عليه من خلال المجلس، علاوة على الانتهاء من إعداد مشروعي قانون العمل وقانون المنظمات النقابية والذين جرى حولهما حوار مجتمعى انتهى إلى التوافق بين أطراف العمل الثلاثة ، وبما يتوافق وأحكام الدستور المصرى الجديد ، وكذا اتفاقيات منظمة العمل الدولية التي وقعت عليها مصر ، حيث سيتم إصدار تلك القوانين خلال الشهور القليلة القادمة .
كما تساهم الحركة العمالية المصرية ممثلة فى الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، بدور فعال في دفع عجلة الإنتاج وتحقيق التنمية الاقتصادية والتواصل مع العمال في مختلف مواقع العمل ، لحل مشاكلهم والدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم .
إن التحديات الصعبة التي تمر بها مصر حالياً ، لا يمكن تخطيها إلا من خلال تكاتف قوي الشعب العاملة جميعاً ، ومن هذا المنطلق كان لزاماً علينا كقواعد عمالية وقيادات نقابية أن تتضافر جهودنا جميعاً من أجل خدمة العمال في مصر ومواجهة الصعاب والتحديات ، وهذا يتطلب منا بعد الاصدار المرتقب لقانون النقابات العمالية الجديد ، أن تعتمد آليات جديدة فى العمل النقابى للتنسيق الوثيق مع القواعد العمالية بشكل يضمن الحرية والديمقراطية والشفافية من أجل مصلحة العمال.
إن ما بذلته مصر مؤخرا لتعديل القوانين العمالية والتي مضي عليها أكثر من أربعون عاماُ وخاصة قانون النقابات العمالية ، الذي من شانه إعادة المسالة النقابية فى مصر لوضعها الطبيعى كشأن وطنى بحت ، وحماية الكتلة العمالية من أى تدخلات خارجية من هنا أو هناك.
إلا أننا لا نجد مبررا أن تظهر مصر على قائمة الحالات الفردية ، وعرضنا أمام لجنة المعايير اليوم وجهه نظر أطراف العمل الثلاث التى أكدت على مراعاة التقدم الملموس في الحريات النقابية والتى يجب أن تضعه اللجنة موضع الاعتبار فى القرارات والاستنتاجات النهائية التى ستعرض فى تقرير لجنه الاعتماد.
وقد تابعت اليوم بعض المداخلات التى كانت تحوى معلومات مغلوطة وغير صحيحة ، لا تجسد الواقع فى مصر ، وتشوه صورة بلادنا ، فى وقت نحتاج فيه لتضافر الجهود من اجل النهوض بمستقبل بلادنا، ادعوا أبناء وطنى أن نكف عن الاستقواء بالخارج ووضع مصلحة بلادنا فوق أي أهواء شخصية لان مصر فوق الجميع .
وهنا أستعير ما قاله المدير العام بأنه ليس هناك ما يسمي بالقائمة السوداء في مصطلحات المنظمة.
لقد أصبحت الطبقة العاملة في مصر والعالم أجمع بحاجة إلي التوحد والتنسيق والتعاون أكثر من أى وقت مضى ، من أجل تحقيق الأهداف التي أنشأت من أجلها نحو الدفاع عن حقوق العمال ومصالحهم ، وبناء علاقات عمل أفضل مع أصحاب الإعمال ، مما يخدم هدفين أساسيين إلا وهما استقرار المجتمع والتنمية المستدامة والبحث عن كافة السبل للارتقاء بمستوي معيشتهم ، وهو الأمر الذي يصعب تحقيقه في بعض الأحيان ، وخاصة في الدول التي تواجه الحروب وخطر الإرهاب ، لذا فإننا نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ببذل مزيد من الجهود لمواجهه هذا الخطر واتخاذ موقف واضح من الجماعات والدول التي تقوم بتمويله سواء في الخفاء أو فى العلن مما يمكن العالم من تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة وتوفير فرص عمل لائقة والحد من الهجرة لأسباب اقتصادية وإنقاذ حياة الآلاف من البشر الأبرياء الذين يموتون سنويا بسبب الحروب، ونحيى دور مكتب العمل الدولى الفاعل والمؤثر ضمن منظومة الأمم المتحدة والهدف هو إدراك هذه الأهداف.
سيدى الرئيس اسمح لى ان انتهز فرصه وقوفى على هذا المنبر لأوجه رساله إلى ابناء وطنى عمال واصحاب اعمال والحكومة والقيادة السياسية الممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى ، أن أعداء الوطن فى الداخل والخارج هم أعداء الطبقة العاملة وأعداء الشعب المصرى، وأن ما تقومون به من جهد وانفتاح وانجازات على أرض الواقع نؤيدها ونتفق معكم إلى انها ستفضى إلى حماية الوطن وتعزيز مقومات استقراره وتحقيق النمو الاقتصادى.
وعلى ذلك نؤكد لكم، العمال معكم من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، العمال معكم لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه، هذا الخطر الذي يدمر البنية الاقتصادية ويعوق الانتاج.
سوف نتحمل معكم الصعاب والتحديات التى يمر بها الوطن ويؤثر على الطبقة العمالية ونتجاوزه سويا.
موضوعات متعلقة