مصر توضح الحقيقة.. وزير القوى العاملة: إدراجنا على القائمة السوداء يفتقر لمعايير الشفافية وصدقنا على ٦٤ اتفاقية فى ٨٠ عام
الخميس، 15 يونيو 2017 01:35 ص
أكدت مصر أمام الدورة 106 لمؤتمر العمل الدولي، من فوق منبر الأمم المتحدة بقصر الأمم بجنيف، أن الممارسة التي تتبعها منظمة العمل الدولية منذ أكثر من 10 سنوات، من قبل الشركاء الاجتماعيين "عمال وأصحاب أعمال"، لمتابعة تطبيق معايير العمل الدولية أصبحت تتسم بعدم الشفافية خاصةً فيما يتعلق بمعايير التقييم التى يتم على أساسها انتقاء الدول التى ستدرج فى قائمة الحالات الفردية المختصرة، التي تناقش في لجنة المعايير، على أنها الأكثر انتهاكا لاتفاقيات العمل الدولية التي صدقت عليها، والمعروفة باسم القائمة السوداء.
وقال وزير القوي العاملة محمد سعفان، في كلمة مصر أمام 5000 مندوب يمثلون "حكومات وأصحاب أعمال وعمال" 187 دولة أعضاء في منظمة العمل الدولية اليوم، بحضور السفير عمرو رمضان مندوب مصر الدائم لدي الأمم المتحدة: إننا أصبحنا على أعتاب الاحتفال بمرور مائة عام على إنشاء المنظمة وأنها لفرصة حقيقية لكى نراجع خلال العامين القادمين كافة الإجراءات التي يشوبها انعدام الشفافية والعدالة للتأكيد على عزم المنظمة الأكيد على تحقيق أهدافها التي أنشئت من أجلها، والتى تقوم جميعها على العدالة والإنصاف وضمان العمل الكريم واللائق الذى يعلى من شأن الكرامة الإنسانية.
وتابع الوزير قائلا: إننا نرى فى ظل المجهودات الواضحة للمدير العام للمنظمة جاي رايدر، لإصلاح وتطوير العمل بالمنظمة وهيئاتها المختلفة يجب أن نسعى جميعاً لوضع قواعد محددة يتفق عليها المؤتمر العام أو على أقل تقدير مجلس الإدارة، ويشارك فيها أطراف العمل الثلاثة بما فيها الحكومات، لاختيار الدول التى تناقش حالاتها بشكل فردى في أثناء فعاليات المؤتمر.
وأكد "سعفان" أنه أصبح واضحاً للجميع انعدام العدالة فى التوزيع الجغرافى وعدم الشفافية فى الأسس التى يتم على أساسها اختيار هذه الدول وغياب المشاركة الفعالة لكافة الأشخاص المشاركين فى هذا الاختيار، وعدم مراعاة الظروف السياسية والأزمات والكوارث التى تواجه بعض الدول، والضغط عليها في بعض الأمور التى يمكن ألا تكون تحت السيطرة.
يأتي ذلك رغم السعى الجاد والدؤوب لبعض هذه الدول لمواكبة التطور والعولمة وما لحقها من استخدام وسائل تكنولوجية وتطوير مراحل العمل والإنتاج وإجراء تعديلات تشريعية حرصاً منها على تطبيق معايير العمل الدولية، مشيرا إلي أن ذلك جعل البعض يشعر أن هناك دول بعينها يتم تسليط الضوء على مخالفتها فى حين أن هناك دولاً أخرى لا تطبيق معايير العمل الدولية، ولا يتم توجيه أي ملاحظات لها.
وطالب الوزير بضرورة وضع القواعد، التي يتم على أساسها تفسير الاتفاقيات، وتحديد الجهة المنوط بها التفسير، ونمط جمع المعلومات والجهة التى تقوم به، ودور الدولة المعنية فى تلك العملية، لما لذلك من أهمية لضمان التطبيق الفعال للاتفاقيات، وضمان عدم خروجها عن سياقها أو الانحراف بأهدافها التى وضعت من أجلها.
ولفت وزير القوي العاملة نظر المشاركين في المؤتمر، إلي أن مصر كانت من أوائل الدول التي سارعت إلى الانضمام لعضوية المنظمة منذ أكثر من 80 عاماً، قامت خلالها بالمشاركة فى دورات وفعاليات المنظمة سعياً لتحقيق أهداف العدل والمساواة والتنمية والحد من الفقر.
وأشار سعفان أنه خلال هذه الأعوام صدقت مصر على 64 اتفاقية عمل دولية، فضلا عن التعاون مع الشركاء الاجتماعيين على تطبيقها، كما قامت بتنفيذ مشروعات عديدة مع المنظمة فى مجالات التشغيل، والتفتيش، والسلامة والصحة المهنية، والقضاء على عمل الأطفال، وغيرها من مجالات العمل
وتعليقا على تقرير المدير العام لمكتب العمل الدولي، المعنون تحت اسم "العمل فى مناخ متغير" قال "سعفان" لقد اطلعنا باهتمام عليه بشأن التحديات التي تواجه العمل والفرص التى يمكن استغلالها، ودور منظمة العمل الدولية فى العمل على تحقيق الاستدامة البيئية
وأكد أن التغيرات المناخية أصبحت واقعاً نشهده جميعاً فى حياتنا اليومية وأصبح من الضرورة التعامل معها بإجراءات جدية من أجل التخفيف من حدة آثارها، ومواجهة مسببات الظاهرة ومعالجتها، والعمل على أن تسير حماية البيئة خطوة بخطوة مع التقدم الاقتصادي والسعى إلى توفير فرص العمل.
وتابع قائلا : "نحن فى مصر قد وضعنا البيئة فى أولويات اهتماماتنا فى إطار تطبيق إستراتيجية الدولة للتنمية المستدامة لعام 2030، حيث تمثل البيئة أحد المحاور الرئيسية للإستراتيجية بهدف تحسين جودة الحياة للأجيال الحاضرة والقادمة، والحد من التأثير السلبى لتغير المناخ من خلال تطبيق سياسات إنمائية تعمل على التوازن بين أولويات النمو الاقتصادي والعنصر البيئى، والانتقال إلى أنماط إنتاج واستهلاك أكثر استدامة، مع حماية التنوع البيولوجى، وإدارة المخلفات واعتماد الاقتصاد الدوار والمتجدد .
وعن القضية الفلسطينية لفت الوزير في كلمة مصر النظر إلي الأوضاع الصعبة التى يواجهها العمال فى الأراضي العربية المحتلة، مشيرا إلي أن القيود التى يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على التنمية الاقتصادية الفلسطينية قد أثرت سلبا على الإنفاق الإنمائي فى مجالات البنية التحتية والصحة والتعليم، وأدت لانخفاض معدل النمو السنوى وارتفاع معدلات البطالة.