نقيب الصحفيين: الخاسر الأكبر من موجات الغلو هو العالم العربي
الأربعاء، 14 يونيو 2017 03:15 م
اقيمت الحلقة الرابعة عشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، مساء أمس الثلاثاء 13 بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) تحت عنوان: «دور الإعلام في مواجهة الإرهاب»، وحاضر فيها عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين، والشيخ جابر طايع وكيل أول وزارة الأوقاف ورئيس القطاع الديني، بحضور الدكتور محمد عزت منسق الملتقى، وعدد من شباب الدعاة بالوزارة، وجمع غفير من المشاهدين والإعلاميين، وأدار اللقاء محمد الأبنودي رئيس تحرير جريدة عقيدتي.
واستهل الأبنودي اللقاء، بالترحيب بالضيوف والحضور الكريم، معلنًا أن ملتقى الفكر الإسلامي عاد واستأنف نشاطه بقوة بعد توقف دام ست سنوات ليس في ساحة الحسين فقط، بل في كل المساجد الكبرى والأندية ومراكز الشباب على مستوى الجمهورية وهذا يدل على حالة الأمن والأمان التي عمت مصر تحت القيادة الرشيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن هذه الأجواء الطيبة المباركة في ساحة الإمام الحسين، وفي ليلة من ليالي رمضان التي نواصل فيها حلقات ملتقى الفكر الإسلامي الذي يعبر عن وسطية الإسلام وسماحته في مواجهة الفكر المتطرف جاء هذا اللقاء تحت عنوان: «دور الإعلام في مواجهة التطرف والإرهاب» الذي يحضر فيه معنا كاتب وإعلامي كبير ممن لهم دور بارز في معالجة القضايا الفكرية والوطنية.
وتابع: لا شك أن دور الإعلام في مواجهة التشدد والتطرف يمثل حجر الزاوية في توجيه الرأي العام، وفي مواجهة التطرف والإرهاب.
ومن ناحيته قال عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين، إن الإسلام دين سهل يتسم بالسهولة والسماحة، كما يتسم الشعب المصري بهذه الروح الطيبة، فهم بعيدون كل البعد عن فكرة التطرف والتشدد ولكن هناك أناس غايتهم أن يجرونا إلى نزاعات لن نحصد منها إلا الخراب، ولنا أن نسأل أنفسنا ماذا جنت دول العالم من التطرف والإرهاب ؟؟ والإجابة واضحة للعيان، فهناك دول ضاعت وأخرى في طريقها للضياع.
وأشار إلى أنه أحيانا يدخل في حوار مع المتشددين فيطرح عليهم سؤالا مفاده عندما ترفع الجماعات الإسلامية السلاح كل في وجه الأخر فمن يا ترى منهم على صواب ومن على خطأ، موضحا أن كل جماعة تزعم أن معها الحق المطلق فهي تصادر كل الآراء الأخرى ولا تقبل الاختلاف، وليس هذا فحسب بل تريد القضاء على المخالف .
وأضاف أننا لو نظرنا لسيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) لم نجد أبدا فيها عنفا طيلة حياته بل تحدثنا السيرة أن يهوديا كان يؤذيه ويلقي بالقاذورات في طريقه فيفتقده يوما فإذا به يسأل عنه ويعوده في مرضه، فكان نتاج حسن معاملة النبي (صلى الله عليه وسلم) لليهودي أن أسلم على يده، وهذه هي أخلاق الإسلام في صورتها السمحة المشرقة، مؤكدًا أنه ينبغي على الإعلام أن يبرز هذا الوجه السمح الجميل وهذه مهمته الملقاة على عاتقه، فالتاريخ يحدثنا أن دولا كثيرة من بلاد العالم قد فتحها المسلمون عن طرق الأخلاق الحسنة من خلال الرحلات التجارية ولم ترفع للقتال فيها راية، فلم تحدثنا السيرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لأحد من أصحابه: حرق بيت فلان لأنه كافر بل كان في ميدان الحرب يعطيهم دروسا عظيمة في أدب القتال هذا هو الإسلام الذى عرفناه فلم يكن الكفر سببا للقتل فديننا دين سماحة وتآلف مع الناس جميعا .
وأوضح أن المستفيد الوحيد من الإرهاب والتطرف هي إسرائيل وأن الخاسر الأكبر هو العالم والإسلامي فقد استنزف ماديا ونسيت قضاياه المهمة مثل قضية الجولان وقضية فلسطين .
وفى ختام اللقاء أكد أنه كما للإعلام دور خطير في مواجهة الفكر المتطرف فلعلماء الدين والمؤسسات الدينية دور لا يقل خطورة في مواجهة تلك الأفكار ولكن بتطوير الخطاب بما يتناسب مع الواقع المعاش بأدوات ووسائل عصرية.