بركان البحر الأسود ينشط.. القيصر الروسى يواجه الحاكم العثمانى
الجمعة، 04 ديسمبر 2015 08:22 م
الصراع الروسى التركى هو سلسلة من الحروب التى نشبت بين الأمبراطورية الروسية والدولة التركية مابين القرنين السادس عشر والعشرين.أنتصر العثمانيون فى معظمها حتى نهاية القرن السابع عشر واخر هذه الحروب أنهكت السلطنة العثمانية حتى بداية القرن العشرين.كانت هذه الحروب فى الأساس لوقف الأطماع الروسية فى غزو أراضى "خانية القرم" العثمانية ولاحقًا لرغبة الروس فى السيطرة على البحر الأسود وممراته، البسفور والدردنيل، نحو مياه المتوسط الدافئة.
أنتهت أغلب المعارك بانتصار روسيا مما أدى فى معظم الأحيان بمعاهدات قاسية على الدولة العثمانية تخلت فيها عن "خانية القرم"ولاحقا سمحت بمرور السفن الروسية من البوسفور دون قيود.الحروب العثمانية مع روسيا كانت أحد أسباب انهيار الدولة....ثم بعد هذا الصراع الطويل والحروب الكثيرة أقيمت فى 3 يونيو عام 1920العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وروسيا السوفيتية.وأعترفت تركيا فى عام 1991بروسيا الأتحادية بكونها وارثة لحقوق الاتحاد السوفيتى.
وقد عقدت بين روسيا وتركيا مايزيد عن 60 معاهدة تخص التعاون فى المجالات المختلفة.وضمن أهم الاتفاقيات المعقودة فى السنوات الاخيرة معاهدة أسس العلاقات (25 مايوعام 1992)وخطق الاعمال الخاصة بتطوير التعاون بين روسيا وتركيا فى القارة الأوراسية(16نوفمبر عام(2001وأتفاقية التعاون العسكى (عام2002)والبيان السياسى المشترك حول تعميق الصداقة والشراكة(6ديسمبر عام2004).
وقد زار فلاديمير بوتين الرئيس الروسى تركيا فى ديسمبر عام2004 وشارك بوتين عام 2005 فى مراسم افتتاح خط أنابيب الغاز"السيل الأزرق"وذلك خلال القمة التاسعة لمنظمة التعاون الاقتصادى بين دول البحر الأسود التى انعقدت فى مدينة سامسون التركية فى عام 2007.
وقام رئيس الوزراء التركى أنذاك رجب طيب أردوغان فى 13أغسطس 2008 بزيارة موسكو حيث تقدم بمبادرة انشاء"منطقة الاستقرار والتعاون فى القوقاز" وتعد تركيا شريكًا أقتصاديًا تقليديًا لروسيا.ويزداد حجم التبادل التجارى بين البلدين من سنه الى أخرى.وقد بلغ حجم التجارة بينهم فى عام2008 قيمة قياسية قدرها 33.8 مليار دولار.وتشغل تركيا المرتبة الخامسة من الشركاء التجاريين لموسكو ومن اهم الصادرات الروسية الى تركيا موارد الطاقة والمنتجات الحديدية والموارد الكيميائية.أما الواردات الروسية من تركيا فتشمل النسيج ومنتجاته والماكينات ووسائل النقل ومنتجات الصناعة الكيميائية والمواد الغذائية.
وفى مفاجأة غير متوقعة أسقطت طائرة حربية روسية من طراز "سو24"من خلال سلاح الجو التركى على الحدود التركية – السورية، وسرعان ما تتطورة الأحداث لجأت تركيا الى حلف شمال الأطلنطى "الناتو" التى هى أحد أعضائه وأتهمت روسيا بخرق السيادة التركية وهو الأمر التى نفته روسيا بشكل قاطع ولم تقدم الحكومة التركية أى دليل على أختراق المقاتلة الروسية للآجواء التركية.وبدأ بعدها الرد الروسى بقطع جميع الأتصالات العسكرية بين موسكو وأنقرة.
ولم تكتفى موسكو بذلك الأمر، بل قامت أيضًا بسحب المسئول العسكرى الروسى الذى ينسق العمليات العسكرية بين موسكو وأنقرة فى البحر الأسود فى خطوة أعربت فيها أنقرة عن قلقها من ذلك الأجراء ثم زادت موسكو من ردها على أنقرة بفرض قيود أقتصادية على على الحاصلات الزراعية التى تستوردها موسكو من أنقرة وقامت بأحتجاز بعض رجال الأعمال الأتراك وترحيلهم الى تركيا.وقامت موسكو أيضًا بوقف التأشيرات السياحية للآتراك وأعطت تعليمات الى شركات السياحة الروسية بعدم توظيف الأتراك فى أى من الشركات الروسية أبتداءً من يناير المقبل.
وقامت موسكو بنشر منظومة الدفاع الجوى من طراز "أس400 "وتلك المنظومة التى أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها الشديد من نشر موسكو لذلك النوع من أنظمة الدفاع الجوى الأقوى فى العالم وجاء خطاب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الاخير ليعلن عن توعده لأنقرة بمزيد من العقوبات غير الأقتصادية فهل هذه التهديدات سوف تعجل للبركان أن يغلى من جديد فى البحر الأسود... وهذا ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة.