إنه الحب
الأحد، 11 يونيو 2017 06:36 مكتبت بسمة البحري
مازال يذكر الحرب الطاحنة التى خاضها مع أهله وأصدقائه حتى تمكن من الزواج منها.
مازال يذكر كل تفاصيل المعركة، رغم مرور كل تلك السنوات الطويلة الجميلة التى قضاها معها وأنجبا فيها الصبيان والبنات.
مازال يذكر نبرات الاستهزاء وعبارات السخرية وكلمات التقريع التى كانت تنهال عليه من كل اتجاه!
فكيف لكلمة «أحبها» التى كان يهتف بها بصدق وقوة كلما أحاطوه بتحذيراتهم واعتراضاتهم أن تصمد؟
بل تشق طريقها منتصرة وسط كل هذا الهراء الذى ادّعوا يومها أنه المنطق!
أتتزوج من رافعة أثقال؟ وليتها فقط مجرد هواية، لقد وصلت إلى درجة من الاحتراف جعلتها تنافس على بطولة أفريقيا وتحصد الكؤوس والميداليات.
أخبرنا كيف أحببتها وهى تمتلك عضلات تشبه الرجال؟
وهل وصل بك جنونك إلى الرغبة فى الزواج بها؟ أتتزوج من تضربك وتطرحك أرضا عند أى خلاف؟ ألا تخشاها؟
مازال يذكر كيف تمسك بها وصمد فى وجه الجميع.
الجميع الذى يشهد الآن ما تفعله من أجله، وكيف تحمل جسده برشاقة ودون أدنى عناء وابتسامة العشق تزين وجهها بعد أن أقعده مرضه العضال وأعجزه عن الحركة.
الجميع يرى كيف تهزأ بمن يعرض عليها منهم المساعدة فى حمله وتمريضه، وكيف تنظر لهم ضاحكة وهى تقول لهم: بل سأحمل حبيبى وحدى وأنعم بهذا الشرف، فمقارنة وزن جسده مع ما كنت أحترف حمله قديما من أثقال ستصبح مضحكة.
ثم بعيدًا عنهم تحادث نفسها قائلة: حبيبى وهو مريض يحمل أثقالا لا أستطيع أنا التى أنعم بالصحة حملها، إنه يحمل أثقال ما يظنه عجزًا عن إسعادى.
حبيبى لا يعلم كم أحبه، وسأظل أحبه وأحمله فوق صدرى كأنه رضيعى.