بعد قمة الرياض.. قطر وإسرائيل أيد واحدة ضد العرب
الأحد، 11 يونيو 2017 02:49 م
أظهرت المقاطعة العربية للدوحة، حلفاء جدد لأمير قطر تميم بن حمد، تمثلت في تركيا وإيران، وذلك علي هامش غلق الحدود البحرية والجوية والبرية مع الدوحة من قبل السعودية والإمارات والبحرين، ما ترتب عليه تأييد مفاجئ من قبل الكيان الصهيوني لهذه القطعية العربية من أجل الخوض في علاقات قوية من الدوحة.
أصبحت قطر منبوذة من دول الخليج، بعد مواقفها الأخيرة لتأييدها إيران والاعتراف بها كقوي إقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت نقضت توصيات قمة الرياض الأخيرة، مما دفعهم تشديد الخناق عليها ومحاصرتها اقتصاديا، بقطع العلاقات السياسية والدبلوماسية، وإغلاق المنافذ البحرية والبرية والجوية، إلي جانب إجراءات اقتصادية أخري في هذا الصدد.
تتوسع رقعة الحصار ضد قطر بعد إعلان مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة وتعليق الطيران، لتشمل دولا عربية وافريقية لاستمرار دعم الإرهاب، والتي اشتعلت بوادر الأزمة بعد نقض الدوحة توصيات قمة الرياض، الذي كان يحضرها الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، وموقفها الداعم لإيران، واعتبار الأمير حمد بن تميم قوي إقليمية بالشرق الأوسط لا يستهان بها.
تعتزم إسرائيل إلي إجراء مزيد من التعاون مع قطر، بعد قطيعة الدول العربية لها، وبحسب ما جاء علي لساء رئيس الطاقم الدبلوماسي السابق في سفارة تل أبيب لدى الدوحة السفير «إيلى ابيدر»، بضرورة انتهاز الفرصة من أجل بناء علاقات دبلوماسية قوية مع قطر، مضيفا أن هذا سيكون مفيدا فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، فما هو موقف إسرائيل من الأزمة الأخيرة؟.
فيما اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي «أفيجدور ليبرمان»، قرار قطع بعض الدول العربية علاقاتها مع قطر يمثل فرصة ممتازة لتوحيد الجهود مع إسرائيل في محاربة الإرهاب، ودفعه القول «حتى الدول العربية بدأت تدرك أن الخطر على المنطقة ليس إسرائيل بل الإرهاب، إنها فرصة للتعاون»، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وأكد ليبرمان خلال كلمته بالكنيست، أن إسرائيل منفتحة من أجل التعاون، والكرة حاليا في ملعب الآخرين، وبحسب ما أوردته صحيفة «جيروزليم بوست» في مقال تحت عنوان «خمسة أسباب تجعل إسرائيل مهتمة بقطر»، وتكمن في أن الأزمة الأخيرة ستضر بحركة حماس، والتمهيد للتقارب بين إسرائيل من جهة والسعودية ودول الخليج الأخرى ومصر من جهة أخرى، والأزمة تثبت عودة النفوذ الأمريكي إلى المنطقة، ونزع الشرعية عن الإرهاب، والأزمة تساهم في تعزيز مواقع إسرائيل في المنطقة بشكل عام ومواقع الحكومة الإسرائيلية الحالية بشكل خاص.
وفي سياق متصل، أكد رئيس الطاقم الدبلوماسي السابق لدي الدوحة في تصريحات نقلتها صحيفة «معاريف»، أنه لا يستطيع أحد أن ينكر العلاقات القوية بين حركة حماس وقطر التي تمولها وتقدم لها الدعم حتى الآن، وفى حالة قيام علاقات دبلوماسية كاملة بين قطر وإسرائيل فإنها ستمارس ضغوطا على حماس بألا تعرض أمن إسرائيل للخطر.
فيما أشارت «سكاي نيوز» أن قطر لم تحاول خلال السنوات الأخيرة، إخفاء دفء علاقتها بإسرائيل، بل والاحتماء بها عندما تشتد الصعاب، وبعد انقلاب الأمير السابق حمد على والده الشيخ خليفة آل ثاني عام 1995، استفادت الدوحة من عملية السلام التي كانت جارية بين الفلسطينيين وإسرائيل، لتعلن افتتاح مكتب تجاري لإسرائيل في العاصمة القطرية.
وشهدت أوج العلاقات بينهما بعد توقيع اتفاقية لبيع الغاز القطري إلى إسرائيل، وإنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب، بالإضافة إلي افتتاح المكتب التجاري في الدوحة من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلي «شيمون بيريز» عام 1996، وكانت تري الدوحة أن علاقاتها بإسرائيل ساهمت في حل قضايا وإشكالات كثيرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، لكن هذه العلاقات كانت تتضارب مع احتضان قطر لحركة حماس، وخاصة زعيمها خالد مشعل.