هل تحسم الدول الأفريقية انتخابات اليونسكو لصالح مشيرة خطاب؟
الأحد، 11 يونيو 2017 03:34 م
مشيرة خطاب، مرشحة مصر والاتحاد الأفريقى لمنصب مدير عام اليونسكو، لقب صعب حصلت عليه السفيرة مشيرة خطاب بعد سلسلة جولات دبلوماسية و سياسية كبرى، حول القارة السمراء التى أعلنت تأييدها للمرشحة المصرية، لتحصل على هذا اللقب فى محاولة، للدفع بها لتحصل على لقب الأهم فى المعادلة السياسية الدولية و هو لقب رئيس منظمة اليونيسكو أملين أن تصل الى المنصب الدولى الأرفع خاصة بعد حصول أول مرشح أفريقى على منصب رئيس منظمة الصحة العالمية و الذى يعتبر أول منصب يشغله الأفارقة فى المنظمة.
عقب انتهاء جلسات الاستماع للمرشحين التسعة لمنصب المدير العام لليونسكو الشهر الماضي، و التى اعتمدت ترشح «بولاد بلبل اوغلو " و مرشح فيتنام " فام سان شاو " و مرشح مصر" مشيرة خطاب " و مرشح قطر "حمد بن عبدالعزيز الكواري" و مرشح الصين " كيان تانغ" و مرشح جواتيملا "جوان ألفونسو فونتسوريا" و مرشح العراق " صالح الحسناوي و مرشح لبنان فيرا خوري لاكوي و مرشح فرنسا أودريه أزولاي بدأت الدول فى حسم دعمها للمرشحين و الى حصلت مشيرة خطاب على الدعم الافريقى و الذى يعتبر الدعم الاكثر انتشارا جعرافيا داخل المنظمة .
ترشيح المدير العام لليونسكو يتم من قبل المجلس التنفيذي، ويتولّى المؤتمر العام بعد ذلك مهمّة تعيينه لفترة أربع سنوات هذا ويجب اختيار الشخص الذي سيرشّحه المجلس التنفيذي عن طريق الاقتراع السري خلال تصويت سيجري تنظيمه أثناء الجلسة الثانية بعد المائتين للمجلس والتي ستعقد في شهر أكتوبر 2017 وبعد ذلك، يتولّى رئيس المجلس التنفيذي مهمّة إعلام المؤتمر العام خلال دورته التاسعة والثلاثين والتي ستعقد في شهر نوفمبر 2017 باسم المرشّح الذي اختاره المجلس ويجب على المؤتمر العام النظر بهذا الترشيح ومن ثمّ انتخاب الشخص الذي يقترحه المجلس التنفيذي، عن طريق الاقتراع السري أيضاً.
حصول مشيرة خطاب على هذا اللقب الأفريقى جاء بعد جهد دبلوماسى و سياسى ملحوظ و لكنه جاء تأكيداً على الدعم الكبير الذي لاقته المرشحة من الدول الأفريقية التي تعتبر أكبر مجموعة جغرافية بالمجلس التنفيذي لليونسكو.
زيارة رئيس الدورة الحالية، للاتحاد الأفريقي، الرئيس الغيني ألفا كوندى للقاهرة مطلع الشهر الحالى كانت حجر الزاوية فى حصول السفيرة مشيرة خطاب على هذا اللقب حينما قام "كوندى" بزيارة القاهرة الأسبوع الماضى حيث استغرقت يومين ألتقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى حيث بحثا سبل دعم التعاون المشترك بين البلدين وناقش السيسى مع الرئيس كوندى خلال لقائهما، سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وغينيا، بناء على الروابط التاريخية القوية التى تجمعهما منذ عهد الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأحمد سيكو توريه، اللذين كانا من الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية.
وأكد "كوندى"، فى مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسى بقصر الاتحادية، على ثقل مصر والرئيس السيسى دوليًا، مشيرًا إلى أن الاتحاد الافريقى يعتمد على قيادة الرئيس السيسى ودعمه فى التعاون مع الدول الإفريقية على المستوى الاقتصادى معلنا دعمه الرسمى و دعم بلاده للسفيرة مشيرة خطاب مؤكدا على الترويج لمرشحه مصر لليونيسكو على المستوى الافريقى فى معظم الدول الأفريقية التى لها تأُير مباشر على عملية التصويت للاختيار المرشح الفائز بلقب رئيس منظمة اليونيسكو الجديد .
و قامت أيضا مشيرة خطاب في إطار حملة الترويج لترشحها لمنصب مدير عام اليونسكو بزيارة إلى العاصمة الغينية كوناكري، حيث التقت بالرئيس الغيني "ألفا كوندى"، وسلمته رسالة خطية من الرئيس عبد الفتاح السيسي تشيد بالعلاقات بين مصر وغينيا، كما التقت بوزيري الشئون الخارجية والتعليم العالي، وقامت بزيارة للمكتبة الوطنية وجامعة جمال عبد الناصر بكوناكري و قال خلال الزيارة أن "خطاب" خير من تمثل القارة الأفريقية التي تدعمها بموجب قرار من قمة الاتحاد الأفريقي فى كيجالي، وأنه بصفته رئيس للدورة الحالية للاتحاد الأفريقي سيعمل على حشد مزيد من الدعم للترشيح المصري.
الدكتورمشيرة خطاب كان لها عدد ليس بالقليل من الجولات الأفريقية لتحصل على هذا اللقب كان أخرها زيارة رسمية إلى موريشيوس قامت خلالها بتسليم رسالة موجهة من الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن تقدير مصر لمواقف موريشيوس الثابتة بشأن بتأييد ترشحها للمنصب، كما قامت بتسليم الخطاب الموجه من رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي الرئيس الغيني ألفا كوندى، إلى رؤساء الدول والحكومات الإفريقية بشأن التأكيد على دعم ترشيح خطاب.
التقت" خطاب" خلال الزيارة بعدد من كبار المسئولين في مقدمتهم القائم بأعمال رئيس الجمهورية ووزير الخارجية وسكرتيرة الدولة للشئون الخارجية والسكرتير الدائم للوزارة ومدير الإدارة السياسية متعددة الأطراف، فضلاً عن وزيرة التعليم ومدير اللجنة الوطنية لليونسكو.
استعرضت مرشحة مصر وأفريقيا خلال اللقاءات المختلفة رؤيتها لتطوير منظمة اليونسكو، كما جدد المسئولون في موريشيوس التزام بلادهم الثابت بتأييد ترشح خطاب طوال جولات الانتخابات، وتعهدوا بحشد تأييد المجموعات الجغرافية المختلفة داخل إطار المحافل والمنظمات الدولية.
وأبدى المسئولون هناك إعجابهم بقدرة المرشحة المصرية على بلورة رؤية متكاملة تجابه التحديات التي تواجهها اليونسكو خلال المقابلة الشفهية التي أجراها المجلس التنفيذي للمنظمة معها، كما ثمنوا اهتمامها بتفعيل دور المنظمة لتحقيق أهداف التنمية 2063 وعدم تسييسها.
السفيرة آية سعد سفيرة مصر في موريشيوس أقامت مأدبة عشاء على شرف الوزيرة مشيرة خطاب بحضور وزير الفنون والثقافة الموريشى والسكرتير الدائم بالوزارة ومدير الإدارة السياسية متعددة الأطراف بالخارجية .
وفى ختام الزيارة، قامت وزارة الثقافة بترتيب جولة لخطاب إلى موقع "أسبرافاسي جات" المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وسط تغطية إعلامية واسعة، حيث أعربت مشيرة خطاب عن انبهارها لما يمثله هذا الموقع من قيمة ثقافية ورمزية لتخليده ذكرى إسقاط عمال السخرة إلى الجزيرة.
و فى تونس تم تكريم السفيرة مشيرة خطاب بحصولها على جائزة فاطمة الفهرية بمدينة القيروان و الذى جاء بعد أيام قليلة من إتمام جلسات الاستماع للمرشحين لمنصب المدير العام لليونسكو، أمام المجلس التنفيذى للمنظمة، وهى الجلسات التي ظهرت فيها مرشحة القارة الأفريقية بشكل متميز حاز إعجاب وتقدير ممثلى الدول الأعضاء باليونسكو والمراقبين والمهتمين بمجالات عمل المنظمة، الذين أبدوا إعجابهم وإشادتهم بقدرات المرشحة المصرية وخبراتها في مجالات عمل منظمة اليونسكو، وإلمامها العميق بتفاصيل أنشطتها وقطاعاتها، وهى الأمور التى تعززها خبراتها على الأرض وتحقيقها لإنجازات ملموسة مشهود بها.