«الجوب من حق الزوجة».. سيدات دمرن أسرهن بسبب المخدرات

الأحد، 11 يونيو 2017 04:28 م
«الجوب من حق الزوجة».. سيدات دمرن أسرهن بسبب المخدرات
هيروين - ارشيفيه
هبة جعفر

خرج من منزله في هذا اليوم صباحا، كعادته متوجها إلي ورشته، فهي مصدر رزقه الوحيد، والذي يحافظ عليها بكل قوته، من أجل تلبية نفقات زوجته «الدلوعة»، والتي أصبحت في الفترة الأخيرة كثيرة،  فقد اضطرته إلي أن يبيع أرضه من أجلها وإرضاء رغبته.
 
بعد أن بدأ يومه باستقبال الزبائن وإصلاح السيارات، فهو ميكانيكي الحي كما يحب أن يطلق عليه، ومع انتصاف النهار شعر الشملى أحمد، بإرهاق شديد حاول مقاومته، ولكنه لم يتمكن فأغلق ورشته، وقرر أن يتوجه إلي منزله لينال قسط من الراحة، وفي طريقه بدـ الشملى في تذكر وجه زوجته التي منذ وقعت عينيه عليها واصبح أسير حبها وتعلق بها وقرر أن يتقدم إليها، ويخطب ودها، وتمنى أن يكمل حياته معاه ولكن واجهته الكثير من المشاكل، فحبييته من قصرا عالي وتعيش في حياة مترفة وهو من قرية بسيطة يعمل مزارع في ارض أهله وهي تعيش في مدينة الشرقية تعرف السهر والخروجات ورغم الخلافات بينهم في المستوي والتفكير إلا أنه قرر التخلي عن كل شئ مقابل أن يتزوج محبوبته التي سلبته عقله وجعلته يقف أمام أهله متحديا رفضهم وباع أرضه من أجل تحقيق أحلامها وشراء المنزل الذي تتمناه وترك أهل وطار وراها .
 
وفي ظل اقتحام الذكريات الجميلة لعقله وكيف تحمل من أجل ارضائها الكثير ومفارقة أهله وحياته معاها في بداية الزواج وكيف كانت تعامله بحب وقرب وكيف تحولت فجأة إلي شخص عصبي  لايطاق شديدة الغضب تصرخ في وجه لاتفة الأسباب الأمر الذي اصابه بالحيرة في أمرها فماذا اصابها وكيف تحولت، تنهد بصعوبة وكأنه يزيح حملا كبيراً راكدا علي صدره .
 
وما أن اقترب من المنزل حتى قرر أن يشتري مستلزمات المنزل، التي طلبتها زوجته وأن يحضر لها بعض الأغراض، كهدايا في محاولة لإرضاء زوجته، فهي اسم علي مسمي "سحر" فهي تمتلك من السحر ما يجعله أسيرا لها، فلا يتمكن من مفارقتها، وما أن صعد سلالم المنزل، وفتح باب منزله فقد هاله ما شهده، فزوجته الرقيقة ذات الوجه الملائكي والذي اصابه الشحوب في الأونة الأخيرة، تقف أمام المرأة ووضعت أمامها مادة بيضاء تقوم بتسطيرها وتحتسيها بأنفها، اذهلته الصدمة فزوجته مدمنة "هيروين"  ما أنت راته زوجته وحاولت أن تخفي وجهها وتهرب من نظرات زوجها الشاردة ولكن هول المفاجأة اخرصه لم ينطق اغلق الباب خلفه والقي بنفسه علي أقرب كرسي وجه وحاول ان يستجمع قوته وتفكيره فهو في حيرة من أمره بين زوجته التي يعشقها ولا يطيق العيش بدونها وبين تلك المدمنة القابعة خوفا خلف الباب .
 
قرر «الشملي» أن يكسر هذا الصمت ويتحدث إلي زوجته، ليعرف منها كيف وصلت لهذه المرحلة، ولماذا لم تصارحه من البداية، تحدثت سحر وهي تحت تأثير المخدر بأن صديقاتها كان السبب في وراء إدمانها للمخدرات بعد أن أهملها هو في الفترة الأخيرة واهتم بالشعل والعمل علي حسابها وقد وجدت في صحبه أصدقائها العوض عن غيابه وبدأوا ينصحوها بالهيروين فهو يجعلها في مود أخر تشعر بالسعادة والنشوة فلم تستطع التخلي عنه وادركت أنها ادمنت الهيروين ولن تقدر علي البوح له بذلك، أنب نفسه كثيرا فقد يكن السبب وراء ذلك دون أن يشعر فتعاهدوا علي العلاج وأنه لن يتخل عنها فهي حب عمره وعليه مساندتها وبالفعل بدأت رحلة العلاج صرف الأموال الطائلة في سبيل انقذها وبعد عدة شهور خرجت من المستشفي واستعادة قوتها وابتعدت عن طريق الإدمان، وبدأ الاستقرار يدب جدران منزلهم مرة آخري والرومانسية تكلل حياتهم حتى اسعدته بأجمل خبر في حياته فهي حامل فزاد اهتمامه بها وحرصه علي القرب منها حتي وضعت مولدها الأول في سلام .
 
ولكن الأمور لم تسر علي ما يرام، فقد تدخلت صديقة السوء في حياتهما، مرة أخري لتقلبها رأسا علي عقب، وبدأت تزداد خروجاتها بحجة زيارة أهلها والترويح عن طفلها، حتي جاءت الطامة الكبري فقد اكتشف عودتها للإدمان، وأهملت صغيرها وبدأت تتركه وحيدا، في سبيل البحث عن المخدرات حتي عاد يوما، وجد الطفل غارقا في دمائه وزوجته غارقة في إدمانها، ولم تلتفت إلي الصغير الذي سقط من أعلي السرير، مما أصابه بنزيف، ولأن الأمر لا تشعر به، فظل ينزف، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وما أن رأى الأب طفله الصغير، في هذا المشهد حتي فقد عقله، وانهال بالضرب علي زوجته، التي دمرت كل شئ وسلبته عائلته، وأرضه وأخيرا طفله لم يشعر بنفسه إلا وقد خنقها بشال، حتى تركها جثة هامدة، وفر هاربا.
 
عثر أهل الزوجة عليها مقتولة، بشقتها فتم إبلاغ الشرطة التي علمت بأن الزوج هو القاتل، وتمكن النقيب أحمد أباظة، معاون مباحث القنايات، الشرقية  بإشراف اللواء هشام خطاب مدير البحث الجنائى، من ضبط المتهم، وتم إحالته للنيابة العامة للتحقيق، وبعرضه على نيابة مركز الزقازيق، للتحقيق، برئاسة محمد علام مدير النيابة، وبإشراف المستشار الدكتور ياسر إبراهيم هندى المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية، قررت حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
 
لم يكن يعلم إسلام أن طباخ السم «بيدوقه» فهو يتاجر بالمخدرات وتعرض للقبض والسجن، أكثر من مرة حتى أصبح مسجل خطر إتجار بالمخدرات بل أنه تحول أيضاً لقاتل، عندما  أنهى حياة زوجته، التي أدمنت هي الأخرى، تناول الترامادول، مما جعلها تهمل بيتها وزوجها وتخرج كل يوم تلهث وراء تجار المخدرات حتي تحصل علي الجرعة اليومية، مما تسبب في سوء سمعة زوجها في المنطقة وبعد مشاجرة نشبت بينهما انتهت بأن استل سكينا من المطبخ ورشقها في قلبها فأرداها  قتيلة. 
 
عشر سنوات هي جملة الأيام التي جمعته بزوجته "منى"، واشتهرت باسم روان، فهي ابنة الجيران، التي تربت معاه وأحبها من قلبه، حتى كللت قصتهما بالزواج ونظرا لضيق اليد، وقلة الأموال فقرر إسلام ان يتجه لعالم الاتجار بالمخدرات، وظل سنوات يعمل في الخفاء حتي ذيع صيته وكبرت تجارته ولعب "الزهر" معه، ولكن بعد فترة تم إلقاء القبض عليه في عملية تهريب مخدرات من خلال الجمارك وحكم عليخ بالسجن خمس سنوات خرج ليجد كل ما جمعه ذهب هباء فزوجته عرفت طريق الإدمان وأنفقت امواله في شراء ما يستطيع سد حاجتها، وبدأت المشالكل تشتعل بينهما بسبب إهمالها في شئون منزلها ووقوعها دوما تحت تأثير إدمانها للبرشام الذي يفقدها دوما الشعور بمن حولها .
 
حاول الزوج أن يبعد زوجته عن هذا الطريق والكف عن تعاطي الحبوب المخدرة والتفرغ لرعاية ابنه الصغير ووصل الأمر به للاعتداء عليها بالضرب داخل مسكنه إلا أنه عجز عن تحقيق رغبته في أن تقلع وتكف شريكة حياته عن الإدمان الذي سوف يؤدي لانهيار عش الزوجية نتيجة تأثيره السلبي علي صحتها الجسدية وترددها الدائم علي الأطباء.
 
وفي يوم فوجئ إسلام بقيام زوجته منى بالعبث في ملابسه، التي يحتفظ داخلها بأشرطة البرشام، التي يعرضها للبيع لزبائنه، وسرقت منه كمية، واحتفظت بها لنفسها لكي تتناولها، دون علمه وعندما عرف بحقيقة الأمر، واجهها وأنكرت بشدة، لكن تعاطيها للحبوب المخدرة ظهر على تحركاتها، وعدم اتزانها في الكلام معه، وقتها تملكه الغضب الشديد بعد أن لقنها علقة ساخنة وأسرع لمطبخ منزله، وأحضر السكين وطعن بها شريكة حياته، وتدفقت الدماء من صدرها بغزارة وسط صراخها، لم يجد إسلام شئ يفعله أمام الدماء سوى اللجوء لوالدته وشقيقه وصديقه، في محاولة أخيرة لإنقاذ زوجته،  التي تصارع الموت ولكنهما فشلا في ذلك فلم يجد امامه سوي الهرب والادعاء أمام أهلها وجيرانها بأن المجني عليها مني الشهيرة بلقب روان توفيت نتيجة أزمة قلبية ونفس الرواية نجحوا في إقناع مفتشة الصحة  بها والتي انتقلت لمناظرة جثة الضحية وشاهدت الأم تبكي بحرقة شديدة حتي تغطي علي الحادث وانتزعت من الطبيبة الشابة تصريح الدفن أن وفاة الزوجة طبيعية خاصة أنها تناولت كمية كبيرة من المواد المخدرة . 
 
وبعد دفنها كشفت التحريات عن وجود شبهة جنائية وراء مقتل "روان" فأمرت النيابة  باستخراج إذن لضبط الجناة الزوج ووالدته ونجلها الأصغر وصديق العائلة وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات اعترف كل منهم بالدور الذي ارتكبه وخطط له في إزهاق روح ربة المنزل والتستر علي الجريمة . 
 
 
اقرأ أيضا 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة