وزير الري في الملتقي الفكري بالحسين .. بالترشيد والتنقية والتوعية والتنمية نتصدى لمشكلة المياه في مصر
السبت، 10 يونيو 2017 11:47 ص
أقيمت الحلقة الحادية عشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلي للشئوون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، مساء أمس الجمعة بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) تحت عنوان: ” نعمة الماء وترشيد استهلاكها “، وحاضر فيها : الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، والدكتور بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين السابق، وبحضور فضيلة الدكتور حسني أبو حبيب وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور محمد عزت منسق الملتقى.
وقد استهل اللقاء الدكتور أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلي للشئوون الإسلامية، مؤكدًا أننا في هذا الملتقي المبارك حريصون علي تنوع موضوعاته في شتى مجالات الحياة التي تهم جميع أطياف المجتمع المصري، وأننا نستضيف نخبة من العلماء والمسئولين ليفيد منهم المشاهد الكريم، وأضاف أننا بحاجة ماسة إلي التوعية بالمحافظة علي المياه بترشيدها وعدم تلوثها خاصة بعدما طفت علي السطح في الفترة الأخيرة منازعات بين الدول على نسبة حصصها في المياه.
وفي كلمته أكد الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، أننا نواجه مشكلة حقيقية في تدبير موارد المياه في مصر على إثر الزيادة السكانية المطردة مع ثبات حصتنا من المياه، مضيفا بأننا نستهلك 114 مليار متر مكعب سنويا من المياه، وحصتنا من نهر النيل 60 مليار متر مكعب سنويا، وعندنا عجز 54 مليار متر مكعب ونقوم بإعادة استخدام 20 مليار متر مكعب من مياه الصرف الصحي والزراعي، منبها إلى أن هذه المشكلة وهذا العجز سيتفاقم في المستقبل عندما يبلغ سكان مصر 160 مليون نسمة عام 2050 و 300 مليون عام 2100 .
وأكد الوزير أن هناك سلبيات تؤدي إلى الإهدار في استهلاك المياه سواء أكانت مياه شرب، أم ري زراعي ، ومن ثم يجب أن تتضافر الجهود من الجميع للقضاء عليها.
وأوضح أن الحكومة وضعت استراتيجية لمواجهة مشكلة المياه في الفترة من 2017 وحتي 2037 تتكاتف فيها جميع الوزارات المعنية بمشكلة المياه، وقد رصدت لها ميزانية 900 مليار جنيه، تقوم هذه الاستراتيجية على أربع " تائات " هي
التاء الأولى: الترشيد وذلك بأن يكون عندنا وعي في استخدام المياه في الشرب والزراعة وتطوير أساليب الري وطرق نقله، وكذلك بعمل أبحاث زراعية تقلل مدد مكث المحاصيل في التربة، مما يوفر في مياه الري، أو استخلاص سلالات تقاوم الجفاف ولا تحتاج لكميات كبيرة من المياه .
التاء الثانية: التنقية، فلابد من تنقية المياه، وذلك بمعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي وهذا يحتاج لمليارات الجنيهات.
التاء الثالثة : التنمية، وذلك بأن ننمي موارد المياه بتحلية مياه البحر، وإقامة السدود لتعظيم الاستفادة من مياه الأمطار، وتقليل فواقد نظام الري، وتطوير أسلوب نقل المياه المستخدمة في الزراعة .
التاء الرابعة : التوعية، وذلك بعمل مؤتمرات وندوات مثل هذه الندوة ليكون عندنا وعي بحجم المشكلة، وأننا جميعا شركاء في حلها، وذلك بسن تشريعات جديدة في شأن استخدام المياه، ومعاقبة المتعدي في استخدامها .
مشيرا إلى أن وسائل الإعلام لها دور كبير في هذا الجانب، كما أن كل فرد في المجتمع له دور في حل مشكلة المياه وفي القضاء على سلبيات استخدامها.
وفي ختام كلمته قال: ينبغي أن نخاف من حجم المشكلة وأن نتفاءل لوجود الكفاءات التي تضع الحلول لها، فثروة مصر دائما في عقول أهلها.
ومن جانبه أكد بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين السابق بالقاهرة، أن قضية المياه من القضايا التي اهتم بها القرآن الكريم وكذلك السنة النبوية المطهرة، مشيرًا إلى أنه سيتناول الموضوع من خلال عنوان “دورة الماء العذب بين الأرض والسماء مع وجوب شكر المنعم على هذه النعمة ”، موضحا أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا أنه خلق الماء قبل أن يخلق الأرض والسماء، لأنه بعلمه القديم علم أن الحياة متوقفة على وجود الماء، فإن لم يوجد ماء فلا وجود للحياة، فقد قال سبحانه وتعالى : ” وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السماوات وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أيامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أيكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا “.
وأضاف زكى عوض أن الله (عز وجل) حين خلق الأرض جعل ثلثي مساحتها ممتلئة بالماء المالح الذي لا يصلح للشرب ولا للزرع، ذلك ليكون الماء المالح بمثابة خزان المياه الذي يبقى للبشرية محفوظًا بالملح، لأن الماء العذب يفسد بالمكث الطويل، ثم يتجلى فضل الله تعالى علينا من خلال عملية استخراج الماء العذب من هذا الملح الأجاج عن طريق عملية التبخير بتسليط الشمس عليه، ورفعه إلي السحاب وسوقه حيث أراد (جل وعلا) فيحي به الأرض الميتة، فينزله على من يشاء ويصرفه عمن يشاء بحوله وقدرته .
كما أشار عوض إلى أن القرآن الكريم تحدث عن نهر النيل، ولا يعني عدم ذكر الاسم صراحة عدم وجوده في القرآن، فالسياق يدل على المعنى المراد، قال تعالى: {وَأوحَيْنَا إلى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }، وقال على لسان فرعون حيث كان يتباهى بنهر النيل : { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ }، وكذلك السنة النبوية تخبرنا بقيمة نهر النيل وتبشرنا ببقائه، فعندما عرج برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكشف له الله (عز وجل) له كثيرا من أسرار الملكوت تحدث عن نهرين هما نهر النيل، ونهر الفرات، وقال عنهما : ( إنهما من أنهار الجنة )، وهذا الخبر يحمل دلالات عدة، منها : أنه لن ينضب ولن يجف بفضل الله تعالى إلى قيام الساعة، لأن نعيم الجنة لا ينقطع.وكما أن الجنة لا لغو فيها ولا تأثيم كان من الواجب علينا شرعا ألا نسيء في التعامل مع النهر، وأن نشكر الله (عز وجل ) على هذه النعمة بالحفاظ عليها والصيانة لها، مشددًا سيادته على إجرام من لوث مياهه.
وفي ختام عميد أصول الدين مؤكدا على أن كل من بنى مسجدا على حافة النيل أو الترع ثم وجه صرفه إلى النيل أو الترع فهو آثم، فدرأ المفسدة مقدم على جلب المصلحة والضرر يزال .
موضوعات متعلقة
بدء الملتقى الفكري للرواق الأزهري بنادي الزمالك