مايباخ زيبلن DS8.. سيارة فاقت شهرتها الرولز رويس

كان قرار مرسيدس-بنز بإحياء مايباخ كماركة فاخرة غريبا في نظر البعض لأن تالك السيارة التي كانت تعتبر الأفخم في العالم لم تكن من المشاهد المألوفة على طرقات أوروبا خلال فترة تواجدها القصيلرة بل أن الكثير من الناس لم يكن يعلم بوجود تلك الماركة في الأصل.

جاء إحياء تلك الماركة بعد 60 عاما من خروج أخر سيارة أنتجتها مايباخ في مصنعها بفريدرش هافين عام 1941. و رغم أن قاعات المزادات العالمية حافظت على الكثير من السيارات النادرة من النسيان غير أنه في حالة مايباخ لم يفلح الأمر لأن النسخ القديمة الباقية منها تعد نادرة جدا. فخلال الفترة بين عامي 1921 و 1941 لم تنتج الشركة أكثر من ألفي سيارة لم يبق منها سوى 135 نسخة نجت من الدمار خلال الحرب العالمية الثانية و كانت معظم تلك النسخ مخزنة في مخابئ الحقول.

تحمل تلك السيارات إسم كارل ويلهلم مايباخ و هو مهندس ألماني توفى عام 1960 عن عمر يناهز 81 عاما و كان والده ويلهلم مايباخ صديقا للكونت زيبلن و جوتيب دايملر أحد مؤسسي دايملر-بنز.

سعى كارل منذ اليوم الأول إلى إنتاج سيارة يمكنها منافسة سيارات رولز رويس وإسبانو سويزا و كانت هاتين الماركتين حينها من أفخم سيارات العالم. و تمن الرجل من القيام بذلك على الرغم من حالة التضخم التي عاشتها ألمانيا بين الحريبن الأولى و الثانية.

كانت أولى سيارات مايباخ هي W3 و كانت حينما أطلقت في معرض برلين للسيارات عام 1921 أغلى السيارات في العالم .و في تلك السيارة كان مايباخ ينتج الشاسيه فقط بينما تقوم شركات أخرى مثل كيلنر و سبون بإنتاج الهيكل. و كان المحرك لافتيا كما هو الحال في سيارات رولز رويس حيث بلغت سعته 5،41 لتر و كانت سرعة الموديل تتفاوت وفقا لوزن الهيكل. و في حالة الهياكل الخفيفة كانت السرعة القصوى تزيد عن 70 ميلا في الساعة و الملاحظ أن تلك السرعة كانت تنقل للعجلات الخلفية من خلال نظام نقل يدوي لسرعتين كانت الأقل منهما مخصصة لصعود التلال أما الأعلى فكانت لحالات القيادة الأخرى و كانت تلك خطوة تقنية تفردت بها مايباخ عن باقي الشركات الأخرى. أما الشاسيه فكان مزودا بفرمل للعجلات الأربعة و هو ما لم يظهر في سيارات رولز رويس سوى عام 1924.

كانت المشاعر المعادية لألمانيا في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى قوية و لهذا لم تنتشر السيارة خارج حدود ألمانيا و حتى عام 1929 لم ينتج مايباخ اكثر من 700 سيارة.   و في العام التالي ظهر موديل DS الشهير الذي بدأ بطراز DS7 و سبب التسمية هو المحرك ذي سعة 7 لترات و الذي وصلت قوته إلى 150 حصانا و كانت مايباخ زيبلن DS8 هي أخر طرازات هذا الموديل و فيها وادت سعة المحرك إلى 8 لترات و زادت القوة إلى 200 حصانا عند 3200 دورة في الدقيقة أما نظام النقل فكان متطورا و كان عبارة عن 8 سرعات أمامية يتم تغييرها من خلال الإختيار المسبق و بالضغط على دواسة السرعة.

قامت شركة سبون بتصنيع هياكل 80% من إجمالي إنتاج هذا الموديل و كان المميز في تلك الهياكل هو المقدمة الطويلة و الصندوق الخلفي الصغير و بينهما الصندوق الكبير الذي وفر مساحة مذهلة للركاب. أما العجلة الإحتياطية فكانت معلقة على الجناح الأمامي. أما حاواجز الصدمات فكانت أما صغيرة متأثرة بالشكل الإنجليزي أو كبيرة تتبع الطابع الأمريكي في التصميمات.

لم يكن يقبل على هذا الموديل سوى الأغنياء و المحافظين و كان إجمالي إنتاج الموديل حوالي 250 سيارة بمعدل 25 نسخة تقريبا في العام