قطر وتركيا وإيران.. مثلث الشر «إيد واحدة» لدعم الإرهاب

قرار عربي واحد دقيق، كان كفيلا بكشف طبيعة التكتلات الداعمة للإرهاب فى المنطقة العربية، وحالة التآزر والتآخي التي تجمع هؤلاء، بشكل صار واضحًا للعيان بعد أن كان باديًا على استحياء.

48 ساعة فاصلة شهدتها المنطقة العربية بعد قرار قطع العلاقات مع الدوحة، اتخذتها المملكة العربية السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر، إضافة إلى عدد من الدول العربية التي رأت أن اللحظة فارقة وحاسمة، فاتخذت قرارها بسحب تمثيلها الدبلوماسي من الدوحة ومنع تحليق طائرتها فوق أراضيها لتجد قطر نفسها فى عزلة إقليمية هي الأولى من نوعها، وهنا تبين الأصدقاء الحقيقين الداعمين للدويلة الصغيرة كإيران وتركيا.

الموقف الإيراني:

البداية عبرت إيران عن قلقها من التطورات في علاقات بعض دول الخليج، داعية إلى حل الخلافات عن طريق الحوار الشفاف وليس بأي أسلوب آخر، إلا أن الموقف اتضح شيئا فشيئا بعد عرضها إرسال مساعدات غذائية إلى سكان الدوحة الذين سيطرت عليهم حالة من الهلع وسارعوا إلى محلات السوبر ماركت، لتخزين المواد الغذائية، ما دفع رئيس نقابة مصدري المحاصيل الزراعية في إيران، رضا نوراني، إلى استعداده لتصدير مختلف المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية إلى قطر عبر 3 موانئ في جنوب إيران.

وقال المسئول الإيرانى، بعد إغلاق المعابر البرية مع قطر من جيرانها وكذلك الموانئ، فإن إيران قادرة على شحن المواد الغذائية إلى قطر في غضون 12 ساعة.

وحدد «نوراني»، موانئ «بوشهر»، و«بندر عباس»، و«بندر لنكه»، لتكون متاحة للتصدير، مقدّرا بأن الدوحة تستورد منتجات غذائية بما بين أربعة إلى خمسة مليارات دولار من السعودية، والإمارات، ومصر.

كما أعلنت طهران أيضا، أن خطوط الطيران القطرية ستعبر من الآن وصاعدا وسيتم فتح المجال الجوى الإيرانى أمام الطائرات القطرية حسب ما نقلته وكالة مهر، على لسان المسئول في شركة المطارات الإيرانية، أن الطريق الوحيد لعبور الطيران القطرى هو سماء إيران، ما سيرفع دخل البلاد من رسوم الطائرات القطرية التى ستعبر الأجواء الإيرانية، موضحًا أن المجال الجوى الإيرانى يشهد يوميا عبور 955 طائرة، ومع فرض الحصار على قطر يتوقع إضافة 200 رحلة للخطوط الجوية القطرية، الأمر الذى يرفع من دخل البلاد.

وأضاف أن أغلب الخطوط الجوية القطرية المتجهة نحو شمال إفريقيا وجنوب أوروبا كانت تعبر سابقا عبر الأجواء السعودية ثم مصر، إلا أن إغلاق هذين البلدين أجوائهما أمام قطر أدى إلى تغيير مسير طائرات الخطوط الجوية القطرية لتعبر من إيران نحو العراق ثم الأردن ثم شمال إفريقيا.

وتابع المسئول الإيرانى، أن رحلات الخطوط الجوية القطرية المتجهة إلى وسط أوروبا وشمالها والأطلسى الشمالى، كانت تعبر من البحرين نحو الكويت ثم العراق ثم تركيا ثم إلى شمال أوروبا، لكن أجبر الطيران القطرى على العبور من سماء إيران نحو تركيا.

الموقف التركي:

وعلى الصعيد التركي، دعا حزب العدالة التركي الحاكم إلى تنظيم تظاهرات حاشدة في اسطنبول لمساندة النظام القطري المعزول عربيًا.

وذكرت مواقع تركية، أن حزب العدالة الإسلامي الذي يترأسه رجب طيب أوردغان، المحسوب على جماعة الإخوان، يدعم الموقف القطري في مواجهة المقاطعة العربية والخليجية لدولة قطر الداعمة للجماعات الإرهابية.

ومن جهة أخرى، وافق البرلمان التركي، مساء اليوم الأربعاء، على إرسال قوات من الجيش التركي إلى قطر، ما يعني التدخل السافر من قبل أوردغان وحزبه الإخواني في شئون الدول العربية.

كانت عدد من الدول العربية على رأسها الممكلة العربية السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر، اتخذت قرارًا بقطع العلاقات مع الدوحة لمواقفها الداعمة للإرهاب، كما سحبوا تمثيلهم الدبلوماسي من الدوحة إضافة إلى منع تحليق الطائرات القطرية فوق أراضيها.

وتجدر الإشارة إلى أن عدد من القيادات الإرهابية من جماعة الإخوان المطلوبين أمنيًا في مصر يتواجدون داخل الأراضي القطرية.