خسروا الدنيا والآخرة.. انتحروا في رمضان

الخميس، 08 يونيو 2017 11:00 ص
خسروا الدنيا والآخرة.. انتحروا في رمضان
جثه - ارشيفيه
إسلام ناجي

 
تتسلسل الشياطين، وتغلق أبواب النار، وتفتح أبواب النعيم على مصرعيها أمام الناس في شهر رمضان الكريم، فيتبارى المسلمون في الطاعات أملاً في العتق من العذاب والخلود فى الجنة إلا أن بعضهم يُصر على معاصيه، ويتبع أهوائه، وينصاع إلى وساوس نفسه الأمارة بالسوء، وينتحر تخلصًا من آلامه الفانية، فيسقط في بئر الحرام، ويطرد من رحمة الله الخالدة، وفي السطور القليلة التالية، ترصد «صوت الأمة» أبرز وقائع الانتحار في نهار الشهر الفضيل.
 
«إيمان» رغم صغر سنها، وازدهار المستقبل أمامها، فكرت فى الانتحار، وسعت نحو تحقيق هدفها بكل وجدانها، فوضعت خطط عديدة، ورسمت سيناريوهات كثيرة تنتهى كلها بروحها ترتفع إلى عنان السماء، تاركة جسدها النحيل ورائها، ليواريه التراب، وفي نهار أحد أيام رمضان، عقدت عزمها لنيل مرادها، فاستغلت انشغال أسرتها بتحضير الطعام، ووقفت على شرفة غرفتها، وبعد أن ألقت نظرة خاطفة على محتويات الغرفة التي عاشت بين جدرانها 17 عامًا، قفزت "إيمان" إلى الشارع، لترتطم بالأرض بعد ثوانٍ معدودة، وتلقى مصرعها.
 
وعلى بُعد عشرات الكيلومترات من منزل الطفلة، وداخل قسم أول الزقازيق بمحافظة الشرقية، جلس «أحمد» يتأمل حاله، وما ألت إليه الأمور من حبس وسوء معاملة، وضياع مستقبل، وأحس أن الدنيا كلها تعاديه، وتسعى إلى تدمير أحلامه والإنتقام منه لسبب لا يعلمه إلا الله، وفقد رغبته فى الحياة، ووسوت له نفسه الضعيفة بالتخلص من معاناته والإنتحار، فإنصاع لها، ووضع خطة محكمة تضمن له إنهاء حياته فى لحظات دون أن يشعر به أحد، وبالفعل، دخل إلى حمام القسم، وخلع قميصه، وربطه بجزء من دش الحمام، وشنق نفسه.
 
وبالقرب من قسم الشرطة، يقبع منزل "إسلام"، الشاب العشرينى البسيط، الذى وقع فى حب ابنة الجيران، وتمنى الزواج منها إلا إن ظروفه المتعسرة وقفت حائلاً بينه وبين حلمه، واسمعته زغاريط السعادة تخرج من منزل حبيبته بعد قراءة فتحتها على قريبها الميسور، فضاقت الدنيا عليه بما رحبت، ويأس من الحياة، وقرر إنهاء رحلته على الأرض سريعًا والعودة إلى خالقه، ليحاسبه على جريمته فى حق نفسه، فصعد على كرسى خشبى، وعلق حبلاً بنافذة غرفته، ولفه حول رقبته بإحكام، قبل أن يركل الكرسي بقدمه، وتُزهق روحه.
 
وفي الدقهلية، ساءت علاقة "حنان" بزوجها كثيرًا، وإزدادت الخلافات بينهما حتى إنه اعتدى عليها بالضرب فى إحدى المرات أمام أطفالها الصغار، ما أثار غضبها، وجعلها تلملم بعض من مستلزماتها الأساسية، وتضعها فى حقيبة صغيرة، وتعود إلى منزل والدتها بحثًا عن العون والأمان إلا إنها فوجئت بأمها توبخها على فعلتها، وتأمرها بالعودة إلى بيت زوجها، فزاد غضب "حنان" وقررت الإنتقام منهم جميعًا بالإنتحار، وتحميلهم مسئولية فعلتها، وفتشت عن طريقة فعالة تنهى بها مأساتها، فلم تجد سوى أقراص حفظ الغلال، فتناولتها بغير إكتراث، لتصاب بالتسمم الحاد، وتلقى حدفها. 
 
وفي الشيخ زايد، اختار «وليد» أقصى موتة لنفسه، فالمهندس المدنى قرر الابتعاد عن التكرار والتقليد، فرفض الشنق أو الغرق والتسمم، واستعان بالكهرباء في التخلص من مأساته التى بدأت منذ نزوله سلم الطائرة القادمة من السعودية، فـ«وليد» لم يجد عملاً مناسبًا في وطنه، واضطر لحفظ شهادة الهندسة بتقدير امتياز في إطار جميل خوفًا عليها من التلف، وعلقها في صالة شقته للتباهى بها، فصعد سريره، وثبت قدمه بسلك نحاسي متصل بمصدر الكهرباء.
 
اقرأ أيضا
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق