من قصص الخلع بالمحاكم.. أغلى كيلو كنافة في حياة «عزة»

الأربعاء، 07 يونيو 2017 06:30 م
من قصص الخلع بالمحاكم.. أغلى كيلو كنافة في حياة «عزة»
الطلاق بسبب الكنافه
إسلام ناجي

ارتدت فستانها الأبيض الذي طالما حلمت به، ولفت طرحتها الطويلة بمساعدة صديقاتها المقربات، بعدما تأكدا من إضفاء لمسات المكياج الجمالية على وجهها المستدير، لتخرج عزة على الجميع في أبهى حلتها، والابتسامة الواسعة تشق وجهها، فأمسك والدها العجوز بيدها ليزفها إلى عريسها، والسعادة تتطاير من عينيه الدامعة، قبل صغيرته الحسناء ثم ضم صهره إليه، وهدده مازحًا بالاعتناء بالعروس.

مرت السنة الأولى من زواج عزة هادئة قبل أن يكشف زوجها النقاب عن وجهه الآخر، (البخيل)، أراها ليالي قاسية، وهجرها في الفراش بالأسابيع الطويلة، ويسهر مع أصحابه العاطلين على القهوة حتى تأثر عمله بالسهر، وتدهورت الأحوال، ووضعت الزوجة مولودها الوسيم "عماد" داعية الله أن يتبدل حال والده بقدومه، وبالفعل استجاب الله لها، وزاد اهتمام الأب ببيته وزوجته، وقلت زياراته للقهوة، وعاد لنشاطه القديم، وإزدهر عمله، واستقرت الأوضاع فى المنزل.

لم يمر إلا شهور قليلة، وعادت ريما لعادتها القديمة، فساءت معاملة الرجل لـ"عزة" وولدها تارة أخرى، حتى إنه تعدى عليهما بالضرب مرات عدة قبل أن تيأس الزوجة من صلاح حاله، وتقرر الإنفصال عنه، والإنتقال إلى منزل والدها بصحبة طفلها الصغير، ولجهلها بكل مهارات العمل، عجزت عن توفير وظيفة مناسبة تنفق ريعها على تربية صغيرها وتعليمه، فأصبحت متواكلة على والدها المسن ميسور الحال.

سرعان ما ضاق الأب ذرعًا بنجلته وصغيرها، وظهر ضيقه فى معاملته السيئة لهما، ما أضطر "عزة" للتفكير فى الزواج مرة أخرى؛ لتستند إلى رجل شهم يحسن معاشرتها ويعينها فى تربية "عماد" حتى شارت عليها جارتها بعريس مناسب، فوافقت عليه سريعًا هربًا من جحيم منزل عائلتها، وأملت أن تجد عنده الراحة التى فقدتها مع زوجها الأول، والأمان الذى عجز والدها عن توفيره لها.

لم تنجُ "عزة" من حظها العاثر، فزوجها الثانى أشد غضبًا من الأول، واسوأ خلقًا، وما يزيد الطين بلة، بخله الشديد، وحرصه على أمواله حتى أنه يطيح فيها ضربًا إذا ما نوعت فى أصناف الطعام، أو تفننت فى صناعة الحلويات، فضلاً عن رفضه الإنفاق على نجلها رغم تأكيده على إتخاذه ولدًا له فى بداية تعارفهما، وظهر الأمر جليًا بعد إنجابها طفلها "أحمد" منه، فلاحظت إختلاف معاملته بين الولدين، وعندما واجهته بالأمر، وعدها بتحسين معاملته لـ "عماد".

جاء الشهر الكريم بالخير على كافة البيوت بينما ظل بيت عزة على حاله، فالرجل استمر في سب "عماد" والاعتداء عليه بالضرب دون سبب خاصة عندما يشاركهم الصغير طعام الإفطار، وفي أحد أيام رمضان، أبدى الصغير رغبته في تناول الكنافة، فهرعت الأم إلى السوق تفتش عن أطيب أنواع الكنافة، وأتت إليه بـ3 كيلو لعلمها مدى حبه لها، لتكون هذه هي القشة التي قسمت ظهر البعير.

استشاط الزوج غضبًا، وانهال على الطفل الصغير بالضرب حتى كاد يقتله لولا تدخل الجيران؛ لنجدته، فصعقت "عزة" من تطرف بخل رجلها، ونفرت منه، وقررت الإنفصال عنه بغير رجعة إلا إنه رفض، وأصر على تمسكه بها حفاظًا على البيت من الإنهيار، وخوفًا من الإبتعاد عن نجله "أحمد"، فتوجهت الزوجة التعيسة إلى المحكمة، تترجى القضاة تحريرها من قبضة زوجها البخيل في الدعوة رقم 1917 لسنة 2017.

 

اقرأ أيضا

خبراء أمنيون يطرحون روشتة لمواجهة العمليات الإرهابية.. تعرف عليها

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة