موسم تزاوج «العمارات».. احترس من البرج المائل

ظاهرة قديمة تمكنت من تحديث نفسها لتصبح ظاهرة جديدة.. هي ظاهرة «العمائر المائلة»، فما بين تغافل الفساد والصحوة عليه برزت الظاهرة التي بدأت من برج توريل الشهير بمدينة النصورة، الذي بات معلما وموقفا لسيارات المدينة الساحرة، تعرفها بسهولة بمجرد قول أحد الركاب على جمب يا أسطى عند العمارة المايلة، عبرت عن تبجح الفساد، وتطوره، وبات مظهرا عاديا حتى تفجرت أزمة عمارة الأزاريطة المائلة والتي احتضنت عمارة مجاورة في تداخل غريب وصل إلى الالتصاق.

 

عمارة الأزاريطة مالت قبل 5 أيام، ما حول المشهد إلى حالة من تهجير السكان دون ضابط أو رابط وقبل حل الأزمة برت على السطح أزمات شبيهة لعدة عمائر في الإسكندرية وكفر الشيخ.

 

 

من جانبها قامت نيابة شرق الإسكندرية الكلية، برئاسة المستشار وليد البحيري، المحامي العام الأول، قررت في تحقيقاتها في واقعة عقار الأزاريطة المائل، سرعة ضبط وإحضار الملاك الفعليين للعقار، بعد أن اعترفت عليهم كحول العقار التي تم ضبطها أمس وحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة المشاركة في إقامة مبنى دون مراعاة للأصول الفنية، ما ترتب عليه سقوط العقار.

 

فيما تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، اليوم السبت، صورة لعقار مائل جديد في الإسكندرية بمنطقة المعمورة، بعد ميل عقار الأزاريطة قبل أيام.

وقبل أن تصل النيابة إلى شيئ برز برج مائل بشارع صبري القاضي، وهناك مخاوف من سقوطه على المارة وعلى المنازل المجاورة له، وهو ما أكده المواطن قال محمد سعد محمد، مدرس.

 

 

 

في غضون ذلك، قال اللواء محمد عبد الوهاب، رئيس حي غرب، بمحافظة الإسكندرية، أن عقاري شارع التوفيقية بمنطقة مينا البصل، قد صدرا لهما قرارات إزالة قبل البدء في حفر شركة الاتصالات.

 

وأوضح أن العقار رقم 4 الذي انهار قد صدر له قرار هدم 38 لسنة 2017، قبل الحفر لأنة آيل للسقوط وبالفعل تم هدم العقار.

 

أما العقار الآخر المجاور له، فقد صدر له قرار إزالة رقم 360 لسنة 2017، حيث أنة مخالف وبدون رخصة.

 

وأكد رئيس الحي على أن شركة الاتصالات قامت بالحفر بتصريح من الحي، وعقب شكوى الأهالي تم تشكيل لجنة وأسفرت عن سلامة شبكة الصرف الصحي بالشارع، ولم تتأثر بأعمال الحفر كما ادعى سكان العقار، وتم عمل مجسات وخنادق قبل الحفر ورجوع الشيء لأصله عقب انتهاء أعمال التركيب، مؤكدا على أن مصر ليست «طابونة» وأنة لا مجال لمخالفات العقارات.

 

وأكد محافظ الإسكندرية الدكتور محمد سلطان، أن اللجنة الهندسية بالمحافظة، تأخذ في الحسبان احتمالية انهيار عقار الأزاريطة في أي وقت، أثناء إزالته يدويا.

وقال سلطان، خلال مؤتمر صحفي  عقد في مبنى حكومي قريب من موقع العقار المائل، إن الأمر برمته أحيل إلى النيابة العامة، مشيرا إلى أنه تم استدعاء كل من له علاقة بالعقار المائل.

 

 

وأوضح محافظ الإسكندرية، أن الارتفاع الزائد هو سبب الانهيار، لأن أساس العقار غير متكافئ مع ارتفاعه، ما أدى إلى ميله بهذه الطريقة، لافتا إلى أن العقار صادر له قرارات إزالة كثيرة منذ 2003، متابعا: «خلال 72 ساعة سيعود أصحاب العقارات المجاورة لمنازلهم،.. نحتاج قانونا لإزالة العقارات المخالفة ومن يشارك في شراء وحدات مخالفة.

 

وقال سلطان، إنه تم تجهيز مراكز الإيواء السريعة لنقل جميع السكان المتضررين بشكل مبدئي، حيث وفرت إدارة الإسكان المركزي 295 مكانا، ووفرت مديرية الشباب والرياضة 5 أماكن، والتربية والتعليم 529 مكان، والتضامن الاجتماعي100 مكان، بالإضافة إلى مساهمات الجمعيات الخيرية، مشددا على رئيس شركة المياه بالتأكد من توافر المياه بأماكن الإيواء وتوفير تنكات مياه للمدارس التى تم تجهيزها من قبل التربية والتعليم والتى بدأ النقل إليها.

 

وأضاف أنه تم توفير 21 وحدة سكنية بتعاونيات العامرية بمساحة 85 م لتسكين السكان المتضررين بشكل دائم، ووجه مديرية التضامن الاجتماعي بتوفير كافة الأساسيات بها.

 

وأوضح أنه تم فصل كافة المرافق العامة عن المربع الكائن به العقار من المياه والغاز والكهرباء لتأمين الموقع بالكامل، بالإضافة إلى قيام الحماية المدنية بإخلاء الثلاث شوارع بالكامل المحيطين بالعقار حوالي 25 - 30 عمارة، مشيرا إلى أن عمليات الإخلاء جاءت تحسبا لوقوع أى خسائر وحفاظا علي أرواح المواطنين، وسيتم مراجعة حيز الإخلاء من قبل اللجنة المشكلة ومن خلال كلية الهندسة جامعة الإسكندرية لتحديد الأماكن الآمنة التى تم الإخلاء منها لرجوع السكان إليها مجددا.

 

وقال سلطان، إنه سيتم الانتهاء من تسكين جميع السكان المتضررين اليوم، مؤكدا أنه سيتابع بنفسه أماكن الايواء وتجهيزاتها بالكامل والاطمئنان على استقرار السكان بها، وشدد على جميع الجهات المتعاملة مع الأزمة بضرورة التعامل بمنتهى الهدوء مع المواطنين المتضررين واحتوائهم، مشددا على ضرورة تعاون وتكاتف جميع الجهات للخروج من الأزمة بأقل الخسائر الممكنة للمباني.

 

ووجه سلطان شركة نهضة مصر برفع كافة التراكمات خلال عملية إزالة العقار المائل أولا بأول، ووضع إمكانيات شركة المقاولون العرب وتجهيز معداتها في حالة الاستعانة بها.

 

كان المحافظ قد شكل لجنة لمتابعة حادث العقار المائل، وإنعقادها على مدار اليوم وحتى الانتهاء من الأزمة، لافتا إلى أنه تم تشكيل لجنة من عميد كلية الهندسة ورئيس المركز الهندسى بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية والهيئة الهندسية للمنطقة الشمالية العسكرية وكبرى شركات المقاولات، وذلك لمعاينة العقار وإيجاد الحل الهندسى الأمثل له وإزالته دون وقوع أية خسائر، تتكون من المحافظ وقائد المنطقة الشمالية العسكرية ومدير الأمن والمرور والدفاع المدني والبحث الجنائى ونائب المحافظ والسكرتير العام والسكرتير العام المساعد ورئيس الحي وسكرتير عام الحي ومدير الإدارة الهندسية بالحي ومدير إدارة الأزمات بالمحافظة والتضامن الإجتماعي والصحة والإسعاف والشباب والرياضة والتعليم والإسكان المركزي والمقاولون العرب وجهاز تعمير الساحل الشمالى وشركات نهضة مصر والكهرباء والمياه.

 

 

وصرح المهندس مصطفى عثمان بأن البرج بحالة جيدة، ولا صحة لما تردد حول ميول البرج، ولا وجود لخطر في ذلك، وعرض مساعد المحافظ  التقرير الفني على محافظ كفر الشيخ بما يفيد بما تم ذكره في المعاينة.

 

من جانبهم، تقدم عدد من الأهالي بشكاوى إلى اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ، عبروا فيها عن مخاوفهم من انهيار برج مائل بغرب مدينة كفر الشيخ، فكلف المهندس علي عبد الستار سيد أحمد مساعد المحافظ لمنطقة وسط ورئيس مركز ومدينة كفر الشيخ بإجراء معاينة على الطبيعة للبرج السكني بشارع صبري القاضي مقابل المدرسة الفندقية بغرب مدينة كفر الشيخ.

 

وانتقل مساعد المحافظ والمهندس مصطفى عثمان، الأستاذ بكلية الهندسة جامعة كفر الشيخ، ومدير مركز بحوث الاستشارات الهندسية إلى مكان البرج لمعاينة البرج على الطبيعة رافقهما وفد فني الإدارة الهندسية بالوحدة.