ماذا يعني قطع السعودية علاقتها وإغلاق حدودها مع قطر؟

نفد صبر الدول الخليجية من سياسة الإدارة القطرية في المنطقة، هذا ما أكدته السعودية والإمارات والبحرين في بيانات متتالية في قرار خاص بقطع علاقتهما بالدوحة، وعلي الرغم من تأثير قرارات الدول العربية كافة علي قطر، إلا أن اتخاذ السعودية مثل هذه الخطوة يمثل مشكلة وأزمة كبيرة للإمارة الصغيرة.

وتطوق السعودية دولة قطر من جميع جوانبها الحدودية البرية، فلا يوجد لها حدود برية مشتركة سوي مع المملكة العربية السعودية، وهو ما سيؤثر علي طبيعة التنقل القطري الخارجي.

والإجراءات التي اتخذتها السعودية ضد قطر تمثلت في قطع العلاقات الدبلوماسية معها، وإمهال البعثات الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة المملكة، ومنع دخول أو عبور المواطنين القطريين إليها، وإمهال المقيمين والزائرين القطريين 14 يوما لمغادرة البلاد.

وشملت الإجراءات منع مواطني المملكة من السفر إلي دولة قطر أو الإقامة فيها أو المرور عبرها، وإغلاق كافة المنافذ البرية البحرية والجوية خلال 24 ساعة أمام الحركة القادمة والمغادرة إلي قطر، واتخاذ الإجراءات القانونية والتفاهم مع الدول الصديقة والشركات الدولية بخصوص عبورهم بالأجواء والمياه الإقليمية الإماراتية من وإلي قطر، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني الإماراتي.

وتعد مقاطعة السعودية للعلاقات مع قطر وإغلاق الحدود معها أمر مزعج جدًا للدوحة، لاسيما أن إغلاق كافة الحدود البرية ، وإضعاف الواردات القطرية، ما يعني مرحلة شديدة من التأزم الاقتصادي للدوحة يصل إلي حد المحاصرة الشديدة.

ومن شأن إقفال الحدود تعطيل الكثير من المصالح القطرية مع جارتها السعودية، ومع بقية دول الخليج العربية التي ينفذ القطريون إليها من خلال السعودية، إن علي صعيد الأفراد أو علي صعيد المؤسسات والشركات التجارية.

وتشير الأرقام إلي أن معبر أبو سمرة الحدودي بين قطر والسعودية استقبل أكثر من 326 ألف زائر فقط خلال الفترة من 10 يناير إلي 5 فبراير الماضي، ويشهد المعبر يوميا عبور ما بين 600-800 شاحنة.

أما بالنسبة لتأثير القرار علي الخطوط القطرية، فيبدو واضحا إذا علمنا حجم الرحلات اليومية بين الدوحة والمدن الخليجية وهي علي سبيل المثال 19 رحلة يوميا من مطار دبي الدولي، و6 من مطار أبوظبي، ومثلها من مطار الكويت، و5 من المنامة، و3-5 من جدة و4 من الرياض.

واستقبل مطار الدوحة 37.3 مليون مسافر عام 2016، بزيادة نحو 7 ملايين مسافر عن عام 2015.