ما لا تعرفه عن حادث لندن الإرهابي.. القصة الكاملة

الأحد، 04 يونيو 2017 01:37 م
ما لا تعرفه عن حادث لندن الإرهابي.. القصة الكاملة
حادث لندن
محمد الشرقاوي – ابتسام أبو الدهب

شاحنة مسرعة تدهس أناس عاديون، ثم ثلاثة أشخاص هائجين يطعنون كل من في طريقهم، امرأة تحدق فيهم يطعنوها ويقولون «هذا من أجل الله»، ويطعنون آخرين ويكررون ندائهم.. المشهد أصبح مظلمًا، يخيم عليه الرعب، ما بين أشخاص متناثرين على الأرض ينزفون وآخرين ينازعون الموت، وأفراد يحاولون مساعدتهم.

البداية كانت بعد العاشرة مساء أمس السبت بدقائق، عندما تم إبلاغ الشرطة والإسعاف بوجود حادث  - في قلب العاصمة «لندن» اصطدام سيارة ببعض المارة حينما كانوا يعبرون جسر لندن، وعند وصول سيارات الشرطة اتضح أن الحادث «مدبر» أكبر من أن يكون حادث سير.

 

حادث لندن

 

وحسبما أفاد شهود عيان أن الشاحنة انحرفت عن مسارها وصعدت على الرصيف ودهست بعض الأشخاص، ثم اتجهت إلى أحد أشهر أسواق الطعام في لندن، «سوق بارا»، وخرج ثلاثة أشخاص منها يصرخون «هذا باسم الله»، واعتدوا على من وجدوه أمامهم في المنطقة التي كان تعج بالناس.

الحادث الإرهابي قريب الشبه بحادثي «برلين» في ديسمبر 2016، وراح ضحيته 12 شخصًا، و«نيس» في 14 يوليو من العام الماضي، حيث قام رجل بقيادة شاحنة بضائع وتمكن من قتل أكثر من 80 شخصًا، وإصابة العشرات.

وبحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أغلقت الشرطة المنطقة المحيطة من الحادث وأوقفت سير حركة محطات القطار القريبة، ونشرت قواتها لتعزيز الأمن وللسيطرة على الحادث.

أعلنت بعدها الشرطة عن مقتل 7 أشخاص وإصابة نحو 50 جراء حادثي الدهس والطعن. وأفادت بأن هناك حادث أمني ثالث في منطقة فوكسهول جنوب لندن، ولكنه ليس مرتبطًا بالحادثين الأخريين.

أشارت التقارير بأن المستشفيات القريبة من الحادث استقبلت 48 مصاب يتلقون العلاج إلى الآن، بعد أن لجأ 20 جريح بعد الهجوم عليهم إلى فندق قريب بشارع ليفربول يحتمون به، واتجهت سيارات الإسعاف مسرعة لنقلهم، كما استدعت طائرات إسعاف أيضا للمساعدة.

حادث لندن الارهابي 2

شهود عيان

ونقلت وكالة «فرانس 24»، عن شهود عيان أن الوضع كان مريعًا للغاية، تقول إحدى الناجيات: «الشاحنة صدمت فتاة ورفعتها 20 قدمًا، رأيتها تطير في الهواء، ورأيت رجالًا يخرجون من الشاحنة، يطعنون كل من يصادفونه في طريقهم بالقرب من نهر التايمز».

وأضافت: «قبل دقائق من انقضاض شاحنة صغيرة على المارة وخروج أشخاص راحوا يطعنون الناس عشوائيًا بالسكاكين، كانت المطاعم والبارات مساء السبت تغص بالناس في ليلة صيفية معتدلة في وسط لندن حيث اجتمعوا لمشاهدة المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا على شاشات كبيرة».

ومن بين الشهادات: «في البدء انقضت شاحنة صغيرة بيضاء بسرعة على المارة على جسر لندن بريدج فهرع من أفلتوا من الدهس لمساعدة المصابين، عندها التفت السيارة وانقضت بسرعة مجددًا على الناس المتجمعين على الطريق».

وقالت إحدى الناجيات تبلغ من العمر 26 عامًا، وهي من سكان لندن: «رأيت الشاحنة الصغيرة تنحرف جنوبًا وتصدم سور جسر لندن بريدج، ثم خرج منها رجل يحمل سكينًا، كان يجري ثم نزل الدرج وتوجه إلى حانة».

وروى سائق سيارة الأجرة كريس لإذاعة «أل بي سي» أنه شاهد رجالًا يشهرون سكاكين طويلة يخرجون من الشاحنة، وقال «خرج ثلاثة رجال يحملون ثلاثة سكاكين طويلة، طولها ربما 12 بوصة (30 سنتمترا). راحوا يطعنون كل من يصادفونه في طريقهم».

توجه المهاجمون بعدها إلى حي بورو ماركت وهم يصرخون «هذا باسم الله».

وقال أليكس شيلوم الذي كان في حانة «مادلارك» قرب لندن بريدج إنه رأى شابة تترنح، «كانت تنزف من رقبتها ومن فمها».

وبث المهاجمون الذين كانوا يرتدون سترات ناسفة وهمية الذعر وانقضوا طعنًا على أول شرطي صادفوه في المكان.

وخلال ثماني دقائق من أول اتصال بخدمة الطوارئ، قتلت الشرطة المهاجمين الثلاثة.

وبعد وصولها إلى المكان، طلبت الشرطة من الناس البقاء داخل المطاعم والحانات حفاظًا على سلامتهم، والاحتماء تحت الطاولات، ثم طلب منهم وضع أيديهم فوق رؤوسهم.

 

حادث لندن 3
 

قنابل وهمية

وقالت وسائل إعلام بريطانية إن أحد المشتبه في أنهم كانوا وراء هجوم لندن ظهر في صورة وهو ملقى على الأرض وعلى جسده قنابل بعد أن قتلته الشرطة بالرصاص، إلا أن الشرطة البريطانية قالت إن المشتبه بهم ارتدوا ما يشبه الأحزمة الناسفة وثبت أنها خدعة.

وكان المهاجم المحتمل ملقى على الأرض خارج «حانة واتشيف» في منطقة «بارا ماركت» قرب جسر لندن، وظهر رجل ثان على مسافة قريبة في الصورة ملقى على الأرض.

1-954212

 

داعش المسؤول

وأكدت جهات التحقيق البريطانية أنه لم يتم الكشف حتى الآن عن هوية المشتبه بهم، ولم تتبن أي جهة الهجوم، بينما أعلنت مواقع تابعة لتنظيم داعش الإرهابي أن تلك الهجمات جاءت استكمالا لما أسمته غزوة مانشستر المباركة، وان الهجوم لن يكون الأخير.

وقبل 4 أسابيع من الحادث، دعا تنظيم داعش، أنصاره إلى استهداف المارة في المناطق المزدحمة بلندن، باستخدام الشاحنات الكبيرة والثقيلة.

وذكرت مجلة «دابق» الذراع الإعلامية للتنظيم الإرهابي، في مقال بعنوان «تكتيكات الإرهاب»، أن الهجمات يجب أن تتم عبر استخدام شاحنات كبيرة في الحجم والوزن، وأن تكون مشابهة لتلك الشاحنات التي استخدمت في هجوم برلين الذي وقع في ديسمبر 2016.

التنظيم الإرهابي عاود التهديدات مرة أخرى، في 23 من مايو الماضي، أعلن مسئوليته عن حادث تفجير قاعة حفلات بمنطقة مانشستر أرينا، بهجوم انتحاري نفذه سلمان العبيدي، ليبي الأصل بريطاني الجنسية، أسفر عن سقوط 22 قتيلًا وعشرات الإصابات.

وفي صباح اليوم الأحد، كانت العاصمة البريطانية على موعد مع 3 حوادث إرهابية جديدة، في مناطق بالعاصمة «لندن»، أسفرا عن سقوط 7 أشخاص مدنيين إضافة إلى 3 مهاجمين.

3 حوادث مابين طعن بسكين ودهس بسيارة على لندن بريدج، وأخر في منطقة «فوكسهول» وسط العاصمة، جاءت بعد يومين من احتفاء تنظيم داعش الإرهابي بحادث مدينة مانشستر أرينا، على صفحات مجلته الأسبوعية «النبأ»، أفرد له مقالة كاملة، بعنوان: «غزوة مانشستر المباركة درس جديد لطواغيت الدول الصليبية».

حادث لندن الارهابي 3

اقرأ أيضًا: 

إرهاب لندن.. داعش هدد قبل الحادث بيومين وتوعد بهجمات في فرنسا وأمريكا

شرطة لندن تناشد المواطنين بإرسال أية صور ومقاطع فيديو بشأن حادثتى الدهس والطعن

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق