الإماراتي لكتب اليافعين يسلط الضوء على عُسر القراءة لدى الأطفال

الأحد، 04 يونيو 2017 09:55 ص
الإماراتي لكتب اليافعين يسلط الضوء على عُسر القراءة لدى الأطفال
الإماراتي لكتب اليافعين يسلط الضوء على عُسر القراءة لدى الأطفال
بلال رمضان

نظم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ضمن حملته "اقرأ، احلم، ابتكر"، مؤخراً في مركز أم القيوين الثقافي والمعرفي، ورشة تدريبية تناولت صعوبات التعلم لدى الأطفال، المعروفة علمياً بـ "الديسلكسيا"، وهدفت الورشة التي شارك فيها 35 شخص، إلى تقديم حلول علمية للأسر التي يعاني بعض أطفالها من عُسر القراءة وتأخر الاستيعاب.

وسعت الورشة التي جاءت بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وقدمها مركز تعليم للتدريب وتطوير المهارات، إلى تعريف الآباء والأمهات، ومعلمي المدارس بآليات التعامل مع الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة، وصعوبات التعلم في المنزل والمدرسة، والسبل الكفيلة بتأهيلهم ودمجهم في المجتمع.

وتضمنت الورشة التي حملت عنوان "افهموني.. أنا مختلف" وقدمتها المدربة شيرين جاسم النويس، الرئيس التنفيذي ومؤسس مركز تعليم للتدريب وتطوير المهارات، العديد من المحاور، وبدأت النويس حديثها بالتعريف بـ "الديسلكسيا" وأسبابه، والأعراض المصاحبة لعسر وصعوبات القراءة والتعلم، وانتقلت بعدها لتسلط الضوء على أهمية التدخل المبكر، وإعداد البرامج الأكاديمية بما يتناسب مع كل حالة، إلى جانب استراتيجيات التقييم المستخدمة لتشخيص الاضطراب وطرق التعامل معه.

واختُتمت الورشة بتقديم مجموعة من التوصيات التي يتوجب العمل بها أثناء مساعدة الطلاب والأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم وعُسر القراءة، إلى جانب تسليط الضوء على عدد من مشاهير العالم الذين لم تمنعهم ظروف إصابتهم بـ "الديسلكسيا" من تقديم إسهامات كبيرة للإنسانية في مختلف حقول العلم والمعرفة.

وقالت ميرة النقبي، منسق عام المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: نحرص من خلال حملة اقرأ، احلم، ابتكر، على تعزيز عادة القراءة بين جميع الأطفال واليافعين، بغض النظر عن حالتهم الصحية والذهنية، فبقدر اهتمامنا بالأطفال الأصحاء، نهتم كذلك بمن يعانون من ظروف استثنائية كالأطفال ذوي الهمم واللاجئين وغيرهم.

وأكدت النقبي على استعداد الحملة لتقديم الدعم والمساندة لمختلف المؤسسات والدوائر التي تهتم برعاية هذه الفئة من المجتمع، من خلال تزويدهم بمجموعة من المدربين المؤهلين لتقديم ورش الديسلكسيا وكافة التسهيلات لهذا النوع من الورش، بطريقة تتناسب معهم، وتلبي حاجاتهم المختلفة، فهم أطفال يحتاجون إلى رعاية خاصة، حتى يتسنى لهم الاندماج بشكل طبيعي بالعملية التعليمية.

ومن جانبها قالت المدربة شيرين جاسم النويس: يُشخص عُسر القراءة على أنه اختلال عصبي تظهر نتائجه بصورة واضحة في القراءة والهجاء، وهنا يجب عدم الخلط بين الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم وهم أشخاص طبيعيين، وبين ذوي الإعاقات الأخرى مثل التوحد، والإعاقات الجسدية، والبصرية والعقلية.

وأضافت النويس: تشير بعض الإحصاءات إلى أن 10% من سكان العالم يعانون من "الديسلكسيا" والتي يطلق عليها طبياً مصطلح إعاقة أكاديمية خفية، لكونها يمكن أن تصيب أشخاص بمستويات ذكاء متفاوتة ما بين المتوسط وفوق المتوسط والعالي، وهنا يسعدنا أن نعلن عن أننا في مركز تعليم للتدريب وتطوير المهارات، نجحنا في معالجة ١٥٠٠ طالب منذ افتتاح المركز في العام 2014.

وحول أعراض عسر القراءة والتعلم، لفتت النويس إلى أن صعوبة تعلم الكلمات الجديدة، وضعف النطق بشكل عام، تعتبر من أبرز الأعراض في سنوات الطفل الأولى، وأن القراءة بشكل ضعيف لا يتناسب مع سن الطفل، والخلط بين الحروف والكلمات، وصعوبة تمييز العلاقة بين شكل الحرف ونطقه، تعد من أهم الأعراض في سن المدرسة.

وشددت النويس على دور الآباء والأمهات تجاه الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم، وأشارت إلى ضرورة التعامل السريع في حال ظهور الأعراض على أطفالهم، وعرضهم على أخصائيي تعلم القراءة ومعالجي الكلام، حيث يُسهم اكتشاف الحالة في مراحل مبكرة لا سيما في سن ما قبل المدرسة، في استجابة الطفل للعلاج بشكل سليم ومن ثم تحسن حالته وتفاعله بشكل طبيعي مع المجتمع المحيط به.

نبذة عن عسر القراءة

يشار إلى أن عُسر القراءة "الديسلكسيا" يعتبر من الاضطرابات الشائعة عالمياً، وقد أُصيب به على مر التاريخ العديد من المشاهير أبرزهم المخترع توماس إديسون مخترع المصباح الكهربائي، والفنان والنحات الفرنسي الشهير أوغست رودان، والمخترع البريطاني ألكسندر غراهام بيل، وعالم الفيزياء الألماني ألبرت أينشتاين، والرسام الإيطالي ليوناردو دافينشي، والرسام النحات الإسباني بابلو بيكاسو، والملاكم الأمريكي محمد علي كلاي، والكاتبة البريطانية أغاثا كريستي، وغيرهم من المشاهير والعلماء الذين أثروا الحياة الإنسانية بالعديد من الروائع والإسهامات.

 نبذة عن حملة "اقرأ، احلم، ابتكر"

تهدف حملة " اقرأ، احلم، ابتكر" التي أطلقها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين عام 2013 إلى تحقيق تقارب أكبر بين الطفل والكتاب ودعم قدرات الأطفال على القراءة والكتابة والابتكار والإبداع في مجال قصص الأطفال من خلال تحفيز الأطفال واليافعين على القراءة وتطوير مهاراتهم في فن كتابة القصص وتحويل أفكارهم إلى قصص مكتوبة بشكل جيد واحترافي لتساعد بذلك في فهم أكبر لاحتياجات الطفل العربي في مجال أدب الأطفال.نبذة عن المجلس الإماراتي لكتب اليافعين

تأسس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وهو الفرع الوطني للمجلس الدولي لكتب اليافعين، في عام 2010 تحت رعاية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وتكمن رؤية المجلس في أن يكون القوة الدافعة لتعزيز الثقافة بين الأطفال واليافعين في دولة الإمارات العربية المتحدة، تماشياً مع الهدف بإعطاء كل طفل الحق في أن يصبح قارئاً.

موضوعات متعلقة

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق