معاون وزير التجارة والصناعة السابق: النظرة الخاطئة للتعليم الفني أدت إلى عزوف الشباب عنه
الأحد، 04 يونيو 2017 01:25 م
واصل «ملتقى القيم والأخلاق والمواطنة»، بمركز التعليم المدني بالجزيرة أمس السبت ، عطاءه العلمي والتثقيفي من خلال حلقته السابعة التي ناقشت موضوع ” ثقافة العمل” والتي حاضر فيها : الدكتور شريف صلاح الدين عبد العظيم استشاري التدريب والتطوير، والدكتور محمد سمير معاون وزير التجارة والصناعة سابقا وخبير التعليم الفني ، والشيخ يسري عزام إمام وخطيب مسجد صلاح الدين، بحضور الشيخ عبد الفتاح عبد القادر منسق الملتقى، ولفيف من قيادات وزارة الشباب والرياضة، وأئمة الأوقاف، وعدد كبير من الشباب من مختلف محافظات الجمهورية , وقد قدم للحلقة الإعلامي علاء بسيوني .
وفي بداية كلمته أكد الدكتور شريف صلاح الدين عبد العظيم، استشاري التدريب والتطوير، أن مناط الخيرية لدي المسلم هو بقدر ما يحمل من قوة علمية، أو مالية، أو عملية، وأن قيمة كل إنسان بقدر ما يحسنه من عمل لنفع الناس والمجتمع، فجاء في الحديث الشريف : «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلَا تَعْجِزْ».
وأضاف «عبد العظيم »: أن الله (عز وجل) قسم عطاياه بين خلقه بالعدل، فلم يخلق إنسانًا بلا موهبة ، فكل شخص لديه ما يتميز به ويبدع فيه ، لكن المشكلة هي أن البعض لا يدرك أنه موهوب، فبقدر ما يحسن الإنسان يكون قدره بين الناس والمجتمع، يقول الإمام على بن أبي طالب (رضي الله عنه) : « قيمة كل امرئ ما يحسنه» .
وفي سياق متصل أضاف: أن أي وظيفة لابد أن يتحقق فيها واحد من ثلاثة أضلاع على الأقل، وهي : المال، والخبرات، والعلاقات، موضحًا أن الشاب ينبغي له أن يقبل على الوظيفة التي تحقق له الخبرات وإن كانت قليلة الأجر، فبالخبرات يرتقي في حاضره ومستقبله.
ونبه على أن الاكتشاف المبكر للموهبة التي يتميز بها الإنسان يساعد على توجهه إلى العمل والوظيفة التي يبدع فيها ويرتقي بها، وأن هناك أمورًا معينة على اكتشاف الموهبة لتعظم الاستفادة منها هي: سرعة التعلم، فمن كان سريع التعلم في شيء معين فهو موهوب فيه.
ومن جانبه أكد محمد سمير، معاون وزير التجارة والصناعة سابقًا وخبير التعليم الفني: أن الثقافة المغلوطة للعمل هي مسؤولية مشتركة بين المجتمع والشباب أنفسهم ، وأن النظرة المجتمعية الخاطئة للتعليم الفني أدت إلى عزوف الشباب عنه ، داعيًا إلي ضرورة ربط التعليم بسوق العمل ، فعندما نجلس مع الشباب نجد الآلاف يشكون من البطالة، وكثير من المستثمرين يشكون من ندرة العامل المدرب المتقن لعمله، فعندنا شباب تعلم في الجامعة مالا ينفعه في سوق العمل، وعندنا سوق عمل لا يجد العامل الماهر المدرب ، ومن ثم فعلى الشاب أن يقبل على سوق العمل ليتدرب ويتعلم ما هو مطلوب فيه .
ومن ناحيته أكد الشيخ يسري عزام، إمام وخطيب مسجد صلاح الدين: أن الإسلام ينظر إلى العمل على أنه عبادة بشرط ألا يشغل عن العبادات الأصلية، وأن الله (عز وجل) قد جمع للعامل المخلص المتقن خيري الدنيا والآخرة، قال تعالى : «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أو أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» .
وأضاف «عزام»: أن ما ورد من أيات فيها الأمر بالعمل الصالح يشمل عمل الأخرة والدنيا، مؤكدًا: أنه من الخطأ قصره على الاخرة وحده، مشيرًا إلى أن الإسلام أمرنا أن نأخذ بالأسباب مع الإخلاص والتعلق بالله (عز وجل) فقد أمر ربنا السيدة مريم، أن تهز بجزع النخلة بعد الولادة مباشرة، وبها من التعب والألم الله اعلم به ، ومع ذلك لم تأكل الرطب إلا بهز جزع النخلة وهو السبب، فلابد من السعي المخلص الحثيث لعزة النفس ولرفعة الوطن وتقدم المجتمع.
موضوعات متعلقة