قصة شركة إسبانية نافست بوجاتي ورولز رويس
السبت، 03 يونيو 2017 10:00 ص
كان لأسبانيا مكانا بين شركات السيارات العريقة الأسماء العريقة والفضل في ذلك يرجع لشركة أسبانو - سويزا التي كانت ذات أصول أسبانية رغم أنها كانت تصنع في فرنسا.
ترجع أصول الشركة لعام 1898 حيث ظهرت الشركة بأسم لا كوادرا ولكن البداية الفعلية في عالم السيارات كانت عام 1902 عندما أقنع مهندس سويسري يدعى مارك بيركيجت رجل أعمال أسباني يدعى أيميليو كوادرو وهو مالك لشركة تتولى صناعة بطاريات الحافلات الكهربية بأن يسمح له بتصنيع سيارة و تم ذلك بالفعل حيث ظهرت السيارة لا كوادرا المجهزة بمحرك 2 سلندر و كانت تلك هي أول سيارة أسبانية.
لم تحقق تلك السيارة نجاحا تجاريا. فبعد أن أنتجت الشركة ستة نسخ فقط من السيارة واجهتها مصاعب مالية و توقف الأنتاج.
جاءت النجدة على يد جي كاسترو الذي أنقذ الشركة من الأفلاس بشرائه لها و لكافة الأصول التابعة و بدأ الأنتاج مرة أخرى و أستمرت سيارات كاسترو حتى عام 1904 عندما تسببت الأضرابات العمالية في أفلاس الشركة.
هيأ ذلك المسرح لمنقذ جديد و نتج عن ذلك تأسيس شركة أسبانو-سويزا ببرشلونة و التي تعد أشهر شركات صناعة السيارات في تاريخ أسبانيا. كان الممول تلك المرة رجلا أسبانيا يدعى دامين ماتيو استمر في أدارة الشركة حتى وفاته عام 1929. و كان الأسم الذي يعني "الأسبانية-السويسرية" اشارةالى التمويل الأسباني و الهندسة السويسرية.
أنتجت الشركة بعض الموديلات خلال الفترة التالية و منها موديلين بمحركات 4 سلندر ظهرا في معرض باريس عام 1906 و في عام 1908 زادت الموديلات مع أضافة موديلين 6 سلندر.
صنعت الشركة سياراتها يدويا و كانت في غاية الفخامة و لهذا جذبت أنتباه الفونسو الثالث عشر ملك أسبانيا الذي أمتلك 30 سيارة من أنتاج الشركة. و تقديرا من أسبانو-سويزا لذلك أطلقت أسم الملك على أحدى موديلاتها عام 1912. كانت تلك السيارة مزوه بمحرك سعة 3,6 لتر و بقوة 60 حصان و ساعد ذلك على تسارع جيد للسيارة و سرعة قصوى وصلت الى 100 كم / ساعة.
و مع ظهور غيوم الحرب بأوروبا طلبت الحكومة الفرنسية من أسبانو-سويزا تصميم محرك لطائرة عسكرية. كان المهندس بيركيجت قد أستخدم الكامات العلوية في محركات سيارات الشركة و أستخدمها فس محرك الطائرة الحربية الذي وصف بأنه أفضل محركات الطائرات خلال الحرب العالمية الثانية.
عززت تلك التطورات من صورة أسبانو-سويزا في أوروبا خلال تلك الفترةالتي أعقبت الحرب العالمية الأولى . و خلال العشرينات و الثلاثينات أنتجت الشركة المزيد من الموديلات التي عززت من مكانتها بين شركات السيارات الفاخرة في العالم. كانت أبرز تلك السيارات على الأطلاق موديل H6 الذي ظهر خلال معرض باريس عام 1919. فمحرك تلك السيارة شمل الكثير من تقنيات محركات الطائرات التي تولت الشركة تصنيعها خلال الحرب العالمية الأولى. كان المحرك 6 سلندر بسعة 6,5 لتر و كان مكونا من قطعة واحدة من الألومنيوم و مجهز بكامة علوية. كان ذلك في وقت أستخدمت فيه رولز رويس الصمامات الجانبية في محرك مصنوع من الحديد و مكون من عدة أجزاء.
سبقت تلك السيارة رولز رويس أيضا بفراملها الأربعة بينما أستخدمت الشركة البريطانية العريقة فرامل للعجلات الخلفية فقط. و قد قامت رولز رويس فيما بعد بأستخدام نظام الفرامل في تلك السيارة بتصريح خاص من أسبانو-سويزا.
ورغم أن H6 كانت من أفخم السيارات التي لا يتوقع المرء سوى رؤيتها في منتجعات الريفيرا أو في الأحياء الراقية بمدن أوروبا الا أنها شاركت أيضا في سباقات السيارات و كان ذلك على يد أندريه دوبونيه وكان أحد الرياضيين الأثرياء حيث فاز بسباق شارك به في بولون عام 1921 وكرر الفوز بعد ذلك بعامين في نفس المكان بسيارة أخرى جهزت بمحرك 8 سلندر وكان هذا الفوز سببا في أطلاق أسم "بولون" على السيارة.
أستمر أنتاج موديل H6 حتى عام 1934 و ظهرت السيارة بمحركات سعة 6,5 و 8 سلندر. و في عام 1931 أيضا أنتجت نسخة من الموديل بمحرك 12 سلندر سعة 9,5 لتر و رغم أن المحرك كان أهدأ صوتا الا أن عشاق هذا الموديل ظلوا يفضلون H6 ذات المحركات الأصغر.
توقف أنتاج الشركة في فرنسا عام 1938 لكنه أستمر لبضعة أعوام أخرى في برشلونه و توقف أيضا نتيجة للحرب العالمية الثانية. وفي الخمسينات عاد المصنع في أسبانيا للعمل مرة أخرى، ولكن تلك المرة لأنتاج سيارات بيجاسو الفاخرة التي كانت طريق أسبانيا الجديد لسوق الموديلات الفاخرة. وحتى سيارات بيجاسو لم يكتب لها البقاء كثيرا و لقت نفس مصير أسبانو-سويزا.