نوستالجيا رمضان: أسطورة لمة العيلة (الحلقة 7)

الجمعة، 02 يونيو 2017 10:24 ص
نوستالجيا رمضان: أسطورة لمة العيلة (الحلقة 7)
العيله الكبيره
كتب - عمرو حسين

«في هذه الحلقات نقدم لكم ذكرياتنا مع شهر رمضان عبر السنين، كثيرٌ من الأمور تغيرت، ليبقى منها فقط الذكرى، التي سنستعيدها معكم كل يوم طوال الشهر الفضيل».
 
أصبح التجمع الأسري أسطورة.. هذه هي الحقيقة التي نتهرب منها جميعًا هذه الأيام، ففي ظل الوضع الاقتصادي الحرج للعديد من المصريين أصبح من غير الممكن استضافة العائلة، والاكتفاء بالوضع كما هو عليه دون مخاطرة.
 
كانت "لمة العيلة" هي أبرز ملمح من ملامح شهر رمضان، ففي رحاب ما يسميه المصريون "البيت الكبير" كنَا نرى جمعًا غفيرًا من الناس يجلسون ويتسامرون ويحضرون الطعام ويتبادلون الحديث والضحكات، هذا البيت الكبير، بمفهومه القديم، اختفى، لم يعد هناك من يستضيف تجمعات كبيرة من العائلة كسابق العهد، وأصبح أغلب الناس يكتفون بالتهنئة عن طريق رسالة بموقع "فيس بوك"، واستعضنا عن المكالمة الهاتفية بـ"التاج والمنشن".
 
وكرد فعل طبيعي على ابتعاد أجزاء العائلة الكبيرة عن بعضها البعض، جاءت الحملات الإعلانية لتلعب على هذا الوتر، وتستخدم مصطلحات كـ"عودة لمة العيلة" باستخدام المنتج طبعًا، الذي يستطيع أن يلملم أطراف الشتات من جديد.
 
كذلك اختفت ملامح التواصل العائلي، فكما أسلفنا لم يصبح التجمع فقط هو الصعب، بل أصبح التواصل أيضًا أصعب وأصعب، في ظل فجوة كبيرة بين الأجيال تشهدها مصر هذه الفترة.
 
ومن ناحية أخرى، ازدادت هجرة أهل القاهرة إلى المدن الجديدة حولها، مع بقاء أعمالهم داخلها، مما أنتج عنه انشغال الكثير في عمله وقضاء أغلب وقته ما بين وسائل المواصلات، والذي ترتب عليه استغلال أي وقت فراغ للراحة دون التواصل مع العائلة.
 
"لمة العائلة" أصبحت أسطورة لا محالة، لكنه مفهوم علينا استرجاعه بأي طريقة، فالعائلة الكبيرة هي لبنة المجتمع المصري منذ قديم الأزل، وتلاشي هذا المفهوم له نتائج سيئة على الفرد منَا، فكي ننتج لابد لنا أن نشعر بالأمان..والدفيء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق