شيخ الأزهر: إنفاق الزوج على زوجته يشعرها بالاهتمام
الخميس، 01 يونيو 2017 09:15 ممنال القاضي
قال الدكتور أحمد الطيب، الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، إن النبي (صلى الله عليه وسلم)، حدد الصفات التي تغري الرجل للارتباط بالمرأة، وهي المال، والحسب، والجمال، والدِّين.
وأكد شيخ الأزهر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نصح بأن يكون الدين هو المقصد في اختيار الرجل أو الزوج لشريكته، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ"، فكثير من الشباب يتزوج البنت لمجرد جمال الشكل، وهناك من يتزوجها لثرائها، وبعضهم يريد أن يكون له ظهر فيتزوج من فتاة ذات حسب، وكل هذه أمور تحدث في الواقع وتختلف من بيئة إلى بيئة.
وأضاف في حديثه اليومي الذي يعرض على الفضائية المصرية طوال شهر رمضان المعظَّم: أن الله فطر الناس على حب المال واقتنائه والشعور بالعزة عندما يتوفر لديهم، ولذلك فالقرآن الكريم كثيرا ما فضله على النفس في مسألة الجهاد، قال تعالى: (وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) – الحجرات ج15، إذ المال يكون أحيانا أعز من النفس أو أعز من الابن وقال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) –الكهف 46، فلم يقل الله البنون والمال، لأن الإنسان البخيل شحيح قد يفرط في حياته ولا يفرط في ماله، وهذه سنة الله في خلقه، كما أن المال يحقق للإنسان على المستوى المادي الحسي ما يريد ويلبي له احتياجاته من حيث الملبس والأناقة والسكن والظهور بمظهر مناسب، لكن مشكلة المال أنه لا يستطيع أن يعوض الزوجين لحظة واحدة عن السعادة إذا غابت من قلوبهما، وبالضرورة إذا كان الدافع هو المال فإنهما سوف يصلان إلى حالة من الفقر الشديد، فيكون هناك مال كثير على المستوى الحسي لكنه فقر مدقع على مستوى الطمأنينة أو الهناء والراحة النفسية التي عبر عنها القرآن الكريم بالسكن والمودة والرحمة، والمال هنا يعجز تمامًا أن يعوض الأسرة عن كل ما فقدته من سعادة.
وتابع الإمام الأكبر قائلا: إن المال يعمي الزوجين عن اكتشاف العيوب التي تكون موجودة في أحدهما، اعتقادًا بأن المال سوف يغطي هذه العيوب، كما أن إحساس الزوجة بأن الزوج هو الذي ينفق عليها أو يشتري لها الهدايا أو يحقق لها رغباتها هو وقود شعور المرأة أنها ذات حظوة عند الرجل أو مهمة عند الرجل، لكن إذا ما أنفقت هي عليه الزوج فمن المؤكد أن مشاعرها سوف تنقلب؛ لأن الزوجة تشعر بأن في إنفاق الزوج عليها نوع من الاهتمام، فالمسألة ليست أكلا أو شربًا وإنما مسألة اهتمام، مشيرًا إلى أنه لا مانع من اجتماع الخلق والدين مع المال.
اقرأ أيضا:
الطيب لرئيس اورجواى : منهج الأزهر قائم على التعددية الفكرية
خلال لقائه بشيخ الأزهر.. وفد الكنائس الشرقية يشيد بقانون «تجريم العنف باسم الدين»