ليلى مراد.. الحب والألم (الحلقة 6)

الأربعاء، 31 مايو 2017 11:00 م
ليلى مراد.. الحب والألم (الحلقة 6)
ليلى مراد
أسرار يكشفها لأول مرة الكاتب الصحفي محمد ثروت

- أسلمت فى رمضان على يد الشيخ أبو العيون.. وأقامت أول مائدة رحمن بشارع المدابغ

- سر الأسئلة المحرجة  بين ليلى والشيخ  الشعراو ى

- أحمد سالم سر طلاق ليلى الثاني.. والعودة بواسطة محمد فوزي

- انفصلت عنه بعد أن ضبطته يخونها مع فتاة فرنسية

كانت ليلى مراد تعتقد أن غيرة أنور وجدي عليها بدافع حبه الشديد لها.. وكانت تراه عاشقا مجنونا مثل قيس بن الملوح أشهر العشاق في تاريخ العرب..  وعندما ضبطته متلبسا بالخيانة في فراش امرأة أخرى.. انقلبت صورته عندها واكتشفت حقيقته وسقطت أقنعة الدون جوان المهيب وفارس الأحلام الذي تتمناه كل فتيات مصر المحروسة ووجدته رجلا آخر غير الحبيب المجهول الذي غنت له أروع أغانى الزمن الجميل.

ومن الطلاق الأول بين ليلى مراد وأنور وجدى.. إلى الطلاق الثاني والثالث والانفصال في الفن والحياة.. قصة مثيرة لكنه هناك حدث في العام الثاني لزواج ليلى بأنور عام 1946. لابد أن أتوقف عنده كثيرا..  لأهميته في التسلسل الزمني لحياة معزوفة الفرح والشجن.

وهو كيف أسلمت ليلى مراد؟ وهل كان ذالك عن اعتناق وإيمان عميق أم أن هناك أسبابا أخرى؟  ولماذا تزوجها الفنان أنور وجدي على ديانتها اليهودية ولم يفاتحها إطلاقا في الإسلام؟ وماسر علاقة الفنانة ليلى مراد بالداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد متولي الشعراوي– رحمه الله. 

سحر رمضان:

وذات ليلة من عام 1946 وهو العام الذي مثلت فيه ليلى مراد فيلم «ليلى بنت الأغنياء» أمام أنور وجدى وتأليفه وإخراجه، وفي أوائل شهر مضان المبارك، حيث كانت الزينة والفوانيس تطل على شرفة ليلى مراد.. فتتأملها بشكل طفولي متساءلة عن الحكمة من كل هذه الاحتفالات في هذا الشهر؟

استيقظت الفنانة اليهودية ليلى مراد علي صوت مؤذن المسجد المجاور لعمارة الإيموبيليا بشارع شريف بوسط القاهرة يؤذن لصلاة الفجر، حيث كانت تسكن ليلى مع زوجها أنور وجدي، وقد أحست كأن هاتفا دعاها إلى شيء ما.. فأيقظت أنور وجدي وهي تردد: أنور.. أنور.. قوم أصحى.. صوت المؤذن النهاردة جميل.. أحلى من أي يوم.. قبل كده كان صوته يزعجني كل فجر.. اليوم صوته في أذني أحلى من صوت الكروان.. أنور.. أنور.. أنا عايزة أشهر إسلامي.. ثم عادت لتهزه وهي تقول: يا أنور قوم اسمعني.. بأقولك عاوزة أشهر إسلامي!

رد أنور ببرود: قولي أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله كده تبقي أسلمتي ونامي بقي يا ليلى أنا طول النهار والليل تعبان بأصور في الاستوديو. وبعدين إيه اللي خليك تفكري في حاجة زي دي دلوقت. فقالت له ليلى: أنا حبيت الإسلام يا أنور. فتركها ونام كعادته إذا كان الأمر لايعنيه، فقد أحبها وتزوجها وهي على الديانة اليهودية وكذلك أسرتها. وتزوجها زواجا مدنيا دون أن يحدثها عن الإسلام.

لكن ليلي مراد لم تنم.. ظلت مستيقظة وفي التاسعة أيقظت زوجها أنور وجدي وارتدت ملابس محتشمة ووضعت طرحة علي رأسها وقالت له هيا بنا نذهب إلى مشيخة الأزهر كي أشهر إسلامي.

وفي الأزهر استقبلها الشيخ محمود أبو العيون، وأشهرت إسلامها على يديه ونحرت الذبائح بعد خروجها من الجامع الأزهر ووزعتها علي الفقراء والباعة الجائلين.. وأقامت أول مائدة للرحمن في شارع المدابغ «شريف حاليا»، واختار لها الشيخ محمود مكي اسمها الذي اشتهرت به «ليلى مراد» بدلا من ليلى زكي مردخاى أصولين. وتقول ليلى مراد: قال لي سيدنا الشيخ إن اسم ليلي واسم زكي يمكن أن يكون اسما  مسلما أو مسيحيا أو يهوديا.. أما مردخاي وأصولين فهما أسماء يهودية مائة في المائة.. فاقترح عليها أن تلغي اسم أصولين.. وتبدل اسم مردخاي إلي مراد.

لقد جاء إسلام ليلى مراد كما ورد فى ذكرياتها عن اقتناعها بسماحة الإسلام وعظمته.  وقد أكد أشرف ووجيه أباظة أن والدته كانت شديدة الإيمان بالله وقد ساعدها إيمانه على التغلب على المصاعب التي واجهتها في الحياة. أما ابنها الثاني زكي فطين عبد الوهاب فيقول عن والدته «إنها كانت تعشق الاستماع للأذان وأذكر أننا عندما كنا نسكن في حي جاردن سيتي كان صوت المؤذن جميلا جدا فكانت تصغي إليه باهتمام شديد وكانت تحرص على تحفيظنا القرآن الكريم فقد كانت تحضر لنا أحد المشايخ ويدعى الشيخ محمد كل يوم جمعة بعد الصلاة ليقرأ القرآن في المنزل»، وتقول زينب ابة شقيقتها سميحة مراد «لقد كانت خالتي ليلى مسلمة مؤمنة بالله ومتدينة شديدة الانتماء لإسلامها وبلدها».

في الكتاب الشهير -الشعراوي و الفنانات المعتزلات- كشف  الشيخ الشعراوي للكاتب سعيد أبو العينين الذي سجل ذكرياته وكان مرتبطا به، ومواظبا على جلساته الخاصة أن المرحومة ليلى مراد كانت تسكن في العمارة المجاورة لي في جاردن سيتي وفي إحدى المرات رأتني أدخل العمارة فطلبت أن تقابلني فقلت لها أهلا وسهلا. وجاءت وبدأت تسألني في أمور الدين وكانت أسألتها تدل على أنها إنسانة ملتزمة  بالدين، وتريد أن تعرف كل شىء عن دينها. ويستطرد الشيخ الشعراوي في ذكرياته قائلا: فقد سألتنى  ليلى مرة عن معنى زكاة الحلى التي تتزين بها المرأة، فقلت لها: إن الحلى الذي تتزين به المرأة معفاة من الزكاة، ولكن ما زاد عن ذلك بمعنى ما زاد عن الذي تتزين به فهو الذي تزكى به، فوجدتها تريد أن تزكى بكل ماعندها من الحلى، فأجبتها أن أهل الورع هم الذين يفعلون ذلك، أي يزكون عن كل ماعندهم من الحلى. وعادت ليلى لتسأل الشيخ الشعراوي عن زكاة الألماظ. فقال لها إن الألماظ والماس ليس عليهما زكاة. فاستغربت ليلى مراد من كلام الشيخ الشعراوي. لأن الألماظ كما هو معروف أغلى من الذهب. فقال لها الشعراوي: إن الذهب عملة أما الألفاظ فهو ليس كذلك.. ويعود الشيخ الشعراوي ليكمل حديثه عن أسئلة ليلى مراد المبسطة. ومنها أن سألته ذات مرة سؤالا غريبا: إذا كان ثدى المرأة من أجل إرضاع طفلها. فلماذا يوجد ثدى للرجل. وهنا ضحك الشيخ الشعراوى.  وقال لها.. هذه مسألة تبين حكمة الله سبحانه وتعالى.. وسوف يبين المستقبل حكمة الله في ثدي الرجل وخلقه بهذه الصورة.

وقد ذكر لي الدكتور محمود جامع أقرب أصدقاء الشيخ الشعراوي، أن مولانا الشيخ عندما علم برحيل مدام ليلى مراد قال وقتها: «رحمها الله كانت إنسانة بسيطة متواضعة حسنة النية و روحها قريبة من الله و لقد جمعتني بها أحاديث طويلة و شعرت من خلال كلماتها التلقائية أنها حقيقة متدينة على أبعد الحدود و مثال للسيدة المسلمة الحقة تؤدي فروض الصلاة و بقية شعائر الإسلام بارك الله فيها وفي إسلامها».

 وقد أردت التذكير بقصة اعتناق  ليلى مراد للإسلام.. لأن هذه القصة ترتبت عليها مصاعب ومشاكل كثيرة مرت بها.. وكان وراءها أيضا أنور وجدي. وهي قصة سيأتي وقتها بكل تفاصيلها الدرامية المذهلة.

لكن هناك أسرارا أخرى ومتاعب سببها أنور وجدي لليلى مرا . ووصلت للتشكيك في إسلامها ووطنيتها مما سبب لها أزمة نفسية كبيرة جعلتها تعزل الفن. أما قصة الطلاق الثاني بين ليلى وأنور.. فله قصة تبدأ وتنتهي عند شخصية أنور وجدي. 

الطلاق الثاني:

 كان أنور وجدي سبب تعذيبها، والاسم حبيبها، كما تقول هي في إحدى أغنياتها. «ودارسو سيرتها حائرون في الجواب عن السؤال التالي: هل كان أنور يحبها ويغار عليها بالفعل، أم كان يمتلكها ويغار أن يشاركه فيها أحد؟ هل كانت غيرته، صادرة عن حب، أم عن حرص على المصالح؟ وكيف استطاع أن يمزج الحب بالعمل والعشق بالمصالح؟ فإذا لمس مبادرة تمرد منها سارع إلى إحاطتها بفائض من الحنان مبالغ فيه على أثره تستسلم المطربة الوديعة القلب وتذوب حنانا وطاعة. وهي الأسئلة التي  أجمعت عليها جميع الكتب والدراسات التي صدرت عن ليلى مراد ومنها على سبيل المثال:

الكتابان الصادران عنها وهي على قيد الحياة هما: رحلة حب مع ليلى مراد لمؤلفه صلاح طنطاوي. الذي نشرته مؤسسة روز اليوسف ضمن سلسلة الكتاب الذهبي سنة 1979 والثاني هو كتاب: يا مسافر وناسي هواك. ليلى مراد من تأليف: عادل حسنين الصادر سنة 1973 وهو كتاب يعتمد على الصور بشكل أساسي.

أما الكتاب الثالث فهو ليلى مراد من تأليف الكاتب الروائي صالح مرسي. الصادر في سلسلة كتاب الهلال، ديسمبر 1995 بعد رحيلها بأيام. والكتاب عبارة عن حوار طويل أجراه الكاتب معها في يوليو 1970 ونشره على شكل حلقات مسلسلة في مجلة «الكواكب» ولم يجمع في كتاب إلا بعد وفاتها. وقد آثر صالح مرسي إلا يكتب على هذه الحلقات العبارة التقليدية المشهورة: مذكرات ليلى مراد أو ليلى مراد تتذكر.

والكتاب الرابع: سيدة قطار الغناء للكاتبة حنان مفيد، وهو عبارة عن سلسلة تحقيقات وحوارات صحفية عن ليلى مراد نشرتها مجلة نصف الدنيا في أكتوبر 2003.

وقد أجمعت تلك الكتب والدراسات عن حياة ليلى مراد على أن أنور وجدى كان إعصارا في معاملاته المادية، لم يكن بخيلا بل كان تاجرا ولم يمض يوم واحد إلا والنكد أصبح طرفا ثالثا بينهما.  وكان ذلك سببا في الطلاق الثاني والثالث حتى الانفصال والنهاية المأساوية للطرفين.. مرض أنور وجدي والشائعات التي دفعت ليلى مراد إلى اعتزال الفن.  

كل يوم تزداد المشاكل بين الطرفين لرفض أنور وجدى إعطاء زوجته حقوقها المادية، وأجورها في الأفلام التي أنتجتها شركته. بحجة أنهما زوجان وليس بينهما فارق.

وفي كل مرة يأتي عرض جديد من إحدى شركات الإنتاج من أجل أن تشارك ليلى مراد في عمل سينمائي. كان أنور يثور ويهددها ويتوعدها، بأنها محتكرة من قبل شركة الإنتاج الخاصة به وأن مشاركتها فى شركة منافسة يهدد شركته بوقوع خسائر كبيرة وهكذا  كان أنور وجدي في غاية النرجسية والتمحور حول ذاته مهما كان ذلك يؤذي الآخرين.

وفي ذات يوم جاءها  الفنان أحمد سالم، ليعرض عليها بطولة فيلم «الماضي المجهول» وكان أنور يغلي صدره من الضيق، وبدأ يخترع معوقات أمامه بداية من الأجر الذي تتقاضاه ليلى، وحتى قصة الفيلم ومصدر المال، ولكن أحمد سالم، تجاوز كل المعوقات، وعندما حضر لإمضاء العقد ودفع العربون وما إن وقعت ليلى على العقد فإذا بأنور يثور ويرمي أثاث المنزل في كل مكان.

ترك أنور المنزل وذهب ليقيم مع والدته، ولم يرجع إلا بعد تدخل الأصدقاء، وعلى رأسهم الفنان الراحل محمد فوزي، الذي كان من أنجح الملحنين والفنانين والمطربين في ذلك الوقت.

وكان أنور يبرر طلبه من ليلى بعدم التعامل مع أحمد سالم  أن الأخير  معروف بتاريخه وسمعته السيئة.

وأحمد سالم لمن لايعرفه هو طيار سابق وعمل مدير لاستديو مصر ولقب بدونجوان الثلاثينات والأربعينات وكان منافسا قويا للملك فاروق في حب كاميليا وزوج أسمهان السابق وكان أحمد حسنين باشا ومحمد التابعي ينافسانه في حبها أيضا.

وعندما أصرت ليلى مراد على التعامل مع أحمد سالم، أخذ أنور يتهمها بالتقصير في واجباتها  المنزلية. وأقنع كل من حوله أنها ترفض الانجاب بسبب الفن أو أنها عاقر وتخفي ذلك.

وكان ينتهز أي فرصة لتأنيبها وتوبيخها، والإساءة إليها لأتفه الأسباب فقد حدث عندما كانت ليلى تستعد للذهاب لتصوير دورها في فيلم الماضي المجهول مع أحمد سالم. إن رأت أنور يثور ويهدد ويتوعد. وقف أمام باب الشقة. قائلا في حدة وانفعال: طبعا ياهانم عندك شغل في السينما وسيبة بيتك من غير كمون. فاندهشت ليلى وقالت له في هدوء: وإيه يعني.. ماتزعلش نفسك يا أنور.. نبعت نشتري كمون.. مفيش مشكلة تستاهل كل ده.

ولكن أنور واصل غضبه وثورته.. «بتقولى إيه.. وإيه يعني.. طيب ياليلى إنتي طالق».

كتمت ليلى غضبها دموعها وأسفها على تصرفات زوجها وغيرته وتناقضاته وقد سمعت أنه بالأمس قابل أحمد سالم وعرض أن يشاركه في عمل سينمائي. وفي نفس الوقت يثور ويغضب لأنها تعمل مع سالم. فشعرت أن أنور وجدي مخادع ويبحث عن مصلحته فقط. وأقسمت ألا تعود إليه. وفي هذه المرة لم تذهب ليلى إلى منزل أسرتها بمصر الجديدة  حتى لا يحاول أحد إقناعها بالصلح مع أنور والعودة إلى بيت الزوجية. فذهبت إلى فندق سميراميس. ورفضت الحديث مع الصحافة عن سر خلافاتها مع أنور وجدي. وكانت تذكره دائما بكل خير وتقول عنه «إنه إنسان محترم وما بيننا شيء عادى يحدث في أي بيت».

وقد سافر أنور وجدي، إلى باريس للعلاج من مرض الكلى، بينما سافرت ليلى إلى شقتها بالإسكندرية. واسترجعت على الشاطىء شريط حياتها كله وذكرياتها مع عبدالوهاب والدبلوماسي ابن الذوات الذي أحبته ورفضت التضحية بالفن مقابل الزواج منه. ثم تذكرت حكايتها مع أنور وجدي. وكيف كان لقاءهما الأول. ثم راجعت نفسها فى تصرفاته الأخيرة ولم تصدق أن هذا هو أنور قبل الزواج «الهادىء الرومانسي أو الفتى الدمشقي كما كانت تسميه. وكيف تحول بعد الزواج إلى شخص متسلط ومغرور ومحب للمال وغيور عليها إلى درجة الجنون ونرجسي يريدها ملك لنفسه وشركته فقط.  وترحمت على الود الذي كان بينهما. 

وأصرت في قرارة نفسها على عدم الرجوع إليه مرة أخرى مهما تدخل الأصدقاء بينهما.

ولكن من يستطيع هزيمة أمير الدهاء أنور وجدي؟

لقد عاد إليها بحجة جديدة. وأرسل لها خطابا من باريس أنه يحتضر وقد اشتد عليه المرض. ويريدها أن تسامحه وتغفر له إساءته لها.  

والغريب والمثير في الأمر أن طيبة قلب ليلى مراد وروحها الصافية جعلتها تصدق أنور وجدي رغم معرفتها بشخصيته وكشفها لخداعه.

وسافرت الى باريس شفقة عليه وترفقا به، حتى لايقال أنها تركته وهو يموت وكان في أشد الحاجة إليها.

ولم تدرك لفرط طيبتها، الكمين الذى أعده أنور وجدى كعادته.. بمجرد وصول رسالته من باريس تركت ليلى الإسكندرية وسافرت إلى القاهرة ثم حجزت في أول طائرة مسافرة إلى باريس. وكانت المفاجأة التي لم تصدقها ولم تتوقعها.. أنور المريض موجود فى صالة الاستقبال لم يتركها للصدمة والدهشة لكي تفكر ولو للحظة في خداعه بل أخذ يحتضنها ويقبلها.

وردها إلى عصمته في باريس. وأقسم لها بأغلظ الإيمان أنه لن يعود إلى سابق عهده من تسلط وإساءة معاملة وغيرة قاتلة على الفاضي والمليان . وتعهد أنور وجدى كذلك بأن يدفع لها شيكا بكل مستحقاتها عندما يصل إلى القاهرة عقب شفائه.

وعندما عاد الاثنان إلى القاهرة.. تبخرت وعود أنور في الهواء، ولم ينفذ شيئا مما تعهد به أمام الله وأمام زوجته نقية القلب والمتسامحة مع رجل لايقدرها ولايعرف قيمتها ولايراها إلا كنزا  يجلب له الأموال ويزيد من حسابات في البنوك وأمواله التي يحتفظ بها في خزينة منزله.

وكان يغيب عن ليلى بالأيام والأسابيع بحجة العمل ولقاء ات البيزنس أو العلاج . واكتشفت ليلى مراد أن زوجها يخدعها ويقيم علاقة مع فتاة فرنسية تدعى «لويسيت» أعجبت به كدنجوان ونجم مشهور. ووصلت به الجرأة إلى استئجار شقة لها بالزمالك، ليقضي معها سهراته الخاصة.

وحدث أن علمت ليلى مراد  إحدى صديقاتها «أن زوجها يخونها مع فتاة فرنسية في عمارة معروفة بالزمالك. فلم تصدق ليلى ذلك كعادتها . وأصرت أن تستوثق بنفسها . وفعلا تنكرت في زي خادمة ودخلت الشقة. لتفاجأ بزوجها على فراش الخيانة مع تلك الفتاة. فلم تبك أو تغضب ولكنها اقتنعت بأن الله يريد أن يخلصها من هذا الزوج الذى باعها بالرخيص رغم ماقدمت له.

وطلبت ليلى مراد الطلاق من أنور وجدي . وكانت طلقة باتة لارجعة فيها إلا بمحلل. وقد استحالت العودة بينهما، بعد أن كشفته ليلى أمام نفسه وأمام أصدقائهما المشتركين.

ورغم أن كل واحد منهما ذهب إلى حال سبيله. وعادت  ليلى  إلى الفن، لعلها تنسى الانكسار الثالث والأعمق في حياتها.

ولم يتذكر أنور وجدي أي شيء جميل لزوجته السابقة.. ولم يحفظ أي جميل لليلى مراد التي ساعدته في بداية حياته ووفقت إلى جانبه فصار غنيا ومشهورا. ولم ينتظر أشهر العدة فأعلن خطوبته على الفنانة الشابة ليلى فوزي.

والأغرب في تلك العلاقة المثيرة بين ليلى وأنور، أن الأخير تقمص دور أمير الانتقام في فيلمه الشهير.  وأراد أن يلدغها بسمومه القاتلة ردا على معاملتها الحسنة له وصبرها عليه. وفي أغلى شىء لديها أغلى من الشرف والعرض.. فإلى الحلقة المقبلة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق