ليلى مراد.. الحب والألم (الحلقة الخامسة)
الثلاثاء، 30 مايو 2017 11:02 م
أسرار يكشفها لأول مرة الكاتب الصحفي محمد ثروت عن أنور وجدي وعلاقته بليلى مراد
أنور وجدي بدأ عامل اكسسوار و أتاح له يوسف وهبى فرصة عمره بالتمثيل أمامه
أول مرتب تقاضاه 3 جنيهات وأسس شركة إنتاج ليربح من اسم ليلى مراد
عطل سيارة ليلى أتاح له فرصة الاعتراف بحبه لها
سعى وجدى لاحتكار زوجته ورفض عملها مع وهبى وعبدالوهاب فكان طلاقهما الأول
«لم يكن ذلك الممثل الشاب صاحب الأدوار البسيطة يحلم بالوقوف أمام عملاقة الطرب والتمثيل فى ذلك الوقت ليلى مراد.. فهداه عقله التجاري الرهيب إلى تأسيس شركة إنتاج خاصة من أجلها، ليربح باسمها الملايين ويتحول إلى أدوار البطولة الأولى، لكن ذلك المخطط الذى رسمه الفتى بحنكة لم يكن يمر إلا عبر جسر الحب واختطاف قلب أنشودة الفرح والشجن " ليلى بنت الأكابر" وصديقة الملك والأعلى أجرا بين نجوم ذلك العصر»، فهل دفعت الأقدار بهذا الشاب ليكون سر مأساتها وعذاباتها واعتزالها الفن والحياة، ذلك ماسنكشف عنه في الحلقات المقبلة.
محمد أنور وجدي، والذي لقب لفترة طويلة من الزمن بفتى الشاشة الأول، ولد فى القاهرة عام 1904، من أسرة متوسطة الحال لأب سوري من عائلة فتال وأم مصرية، وقد تحول من مجرد ممثل ناشئ تائه بين الإخراج والتمثيل، إلى فتى الشاشة الأولى وصاحب دور كبير فى تطور السينما العربية .
عامل اكسسوار:
عمل أنور وجدي فى بداية حياته الفنية بالمسرح كعامل اكسسوار في مسرح رمسيس.. وذاق الفقر حتي النخاع ثم أعطاه يوسف وهبي أول فرصة.. دور حارس صامت في مسرحية يوليوس قيصر يقف طوال العرض وظهره للجمهور دون أن ينطق كلمة واحدة " وذلك فى عام 1922 ، وكانت هذه المرحلة من أقسى مراحل حياته، لاقى فيها شظف العيش وقلة الموارد المالية، وفى عام 1935 انتقل إلى الفرقة القومية التى كونتها الحكومة المصرية فى مواجهة القطاع الخاص ، ومحاولة استقطاب نجومه فى ذلك الوقت .وقد كان وجدي يحصل على راتب قدره 3 جنيهات شهريا .
وتشير موسوعة السينما المصرية " قرن من سحر الفن السابع " إلى أن أنور وجدى انتقل من خشبة المسرح وجمهوره المحدود إلى عالم السينما بسحره الشائق وعمل مساعد مخرج لكمال سليم ، وكان أول ظهور لأنور وجدي فى السينما فى فيلم أولاد الذوات وقد مثل وقتها دور صغير جدا . لارتباطه بالعمل فى الفرقة القومية، ولكن السينما جذبتها كليا فاستقال من الفرقة القومية عام 1945 وكون شركته الخاصة للإنتاج السينمائى . وعندما فكر فى فيلمه الأول .. كانت ليلى مراد تداعب خياله وتسيطر على تفكيره ، فتحمس لإنتاج فيلم من إخراج أستاذه كمال سليم .
وعندما جاء أنور وجدى لأول مرة لمقابلة ليلى عام 1945 وعرض عليها أن تلعب بطولة فيلمه الأول ، لم تهتم ليلى بهذا العرض ، واعتبرتها محاولة غير جادة لأن صاحبها كان اسما مغمورا فى عالم الإنتاج والتمثيل .ودار بينهما حوار مؤثر ورائع ، بين رجاء ذلك الشاب وحيله لكى يقنع مليكة الطرب بالعمل معه ومساندته . وقد تخيلته من واقع مذكرات ليلى وأنوروقد بدا الفتى وهو منحنى وبنبرة تظهر الصدق والاخلاص والأمل والرجاء كالتالى :
- أنور : أمنية حياتى انك تقبلى تشاركينى فيلم " ليلى بنت الفقراء " .
ليلى : " وهى تبتسم " : أنا معنديش مشكلة بس المشكلة يا أستاذ أنور ..
أنور " مقاطعا": ربنا مايجبش مشاكل ان شاء الله .أنا تحت أمرك فى اللى تطلبيه .
ليلى : أستاذ أنور .. الموضوع محتاج فلوس كتيرة وأظن الشركة يعنى لسة بتبتدى .
أنور: "تحدى ": مدموازيل ليلى .. اطمنى أنا معايا شركا مستعدين يدفعوا أى مبلغ عشان الفيلم ينجح .
- ليلى وهى تفكر حائرة فى إلحاح أنور وجدى ، وتكاد تصدق كلامه وتقتنع بالعمل معه ، مهما كانت الإمكانات لكنها تفاجئه بسؤال صعب .
ليلى : طيب .. وهتدينا كام انت والشركا بتوعك ؟
أنور : اللى تطلبيه زينا زى السوق احنا هندفع12لف جنيه .
ليلى : ضاحكة " : اللى تطلبيه لا أنا أقل حاجة 15 ألف جنيه .
أنور "رجاء واستعطاف": أرجوك يامدموازيل .. أنا دفعت تحويشة عمري فى الفيلم ده ومعايا المخرج كمال سليم . يعنى لو فشلنا كل شىء هيضيع .
ليلى : طيب هافكر ابعت لى السيناريو على البيت اقراه .
لم يصدق أنور وجدى نفسه ولم ينم فى تلك الليلة بل لم يغادر مكتبه وظل يحلم بها وهى تقف أمامه وتناقشه ويحسس مكان جلوسها ،حتى طلوع فجر اليوم التالي .
ووافقت ليلى على الوقوف بجانب هذا الشاب .. وكأن شبئا ما يدفعها نحوه .
كانت الأقدار ترتب كل شىء ببراعة فائقة وتنظيم محكم .
ليلى التى اتخذت قرارا بإغلاق قلبها وعدم فتحه لأى طارق بسبب التجارب السابقة التى كسرت قلبها وجرحته لفترة طويلة ولو لا انشغالها بالعمل لعاشت تعانى مرارة الألم وانكسار الأحلام .
كانت براعة أنور وجدى وحديثه العذب وكلامه المعسول ومطاردته لها أقوى ألف مرة من إرادة قلبها وأعنف ألف مرة من عزيمة قرارها .
ويقول المخرج الكبير حسن الصيفى الذى كان شاهد عيان على لقاء ليلى مراد وأنور وجدى فى أول عمل فنى قائلا : " كان أنور وجدى وقتها ممثلا صغيرا ، ولم يكن يحصل على أدوار بطولات ، والأفلام فىا هذه الفترة كانت تحقق أرباحا كبيرة نتيجة الإقبال الجماهيري ، وكان منتج هذه النوعية من الأفلام توجو مزراحى ، وكانت الفنانة ليلى مراد صاحبة اعلى أجر فى فترة الأربعينات حيث كانت تحصل على مبلغ 2 ألف جنيه . ولاتتنازل عن مليم واحد ، وأنا كنت تربطنى بصداقات مع بعض رجال الأعمال فى ذلك العصر. وأذكر أنهم طلبوا منى معلومات بغرض تكوين شركة إنتاج أفلام . فاقترحت عليهم بإنتاج أفلام لليلى مراد لأنها تعتبر الحصان الرابح فى باق السينما ، وعليه فقد وافقوا وشرعوا فى التنقيذ. وكنت أحب أنور وجدي جدا وعملت معه كمسعد مخرج . وكنت أول من تنبأ له بالنجاح . وبالفعل قامت الشركة باسم شركة الفيلم المصرى " أنور وجدى وشركاه " .
ومرة أخرى حدث مالم يتوقعه أنور وجدي وكاد حلمه بالعمل مع ليلى مراد أن يتبدد ..
فقد حدث أن مرض المخرج كمال سليم مرضا شديدا حتى وصل لمرحلة الاحتضار . . وتوقف التصوير وحزن أنور حزنا شديدا وبدأت رحلة البحث عن مخرج خاصة أن ليلى مراد لم تكن تقبل بأى مخرج . ورفض أحمد بدرخان ونيازى مصطفى استكمال الفيلم لانشغالهما بأعمال أخرى .
وبلغ اليأس بأنور وجدى أعلى درجاته ..
وكاد أن يغادر إلينا ويفض الشركة .. لولا أن جاءه مدد عاطفى من ليلى مراد فقد شجعته على أن يقوم بإخراج العمل بنفسه .
وجسد فيلم " ليلى بنت الفقراء " بداية الحب العاصف بين فتى الشاشة الأول وقيثارة النيل .حب ظنه العاملون بالفيلم مشاد مكتوبة فى السيناريو ينفذها الاثنان بعناية ولكن خلف الكواليس كانت المشاعر تزداد رومانسية وتعلقا بالآخر.
وكانت أغنيات الفيلم تدور كلها حول ها الحبيب الذى جعلها تدفن أحزانها فى بئر عميق القرار وتخرج الى عالم جديد مشبوب بالعاطفة .فغنت له فى الفيلم مثل الحياة :
" دوس ع الدنيا وامشى عليها .. أنا ولا انت لينا مين فيها .. طير وادينى جنة بك واطفى حنينى .. عايزة أشوف الدنيا بعينى .. وأنت معايا وأعيش لياليها .. ليه الدنيا هنبكى عليها أنا ولا انت لينا مين فيها " .
ورتبت الأقدار الخطوة الثانية فى عذاب ليلى مراد و تعاستها .
سيارة القدر:
فقد حدث أن تعطلت سيارتها بعد يوم تصوير طويل وشاق .وكان الوقت متأخرا .وأسرة ليلى قلقة على تأخرها عليها . فحاولت إيقاف تاكسي ولكن أنور وجدى أصر على أن يصطبها فى سيارته الصغيرة متعللا بقلقه عليها . وفى الطريق كانت صامتة ومرهقة ولكن أنور كان يستغل كل فرصة من أجل اصطياد هدفه .. قلب ليلى .
فى تلك الليلة التى لاتنساها تحدثا فى كل شىء فى الفيلم وتوقعات نجاحه وفى الحياة . وخرجت المفاجأة من الفتى المغامر . عندما قال لها " ياسلا م يا ليلى . لو العربية استمرت تمشى بينا طول العمر " . وكانت ليلى تعرف هدفه ومايرمى إليه فلم تعلق فواصل أنور حديثه عن مشاعرها حتى فجر قنبلة قائلا " تجوزينى ياليلى ؟ " وهنا تسمرت ليلى من المفاجأة وضحكت ولم تعلق حتى وصلت الى منزلها بمصر الجديدة . وهى تفكر فى كلام أنور .. وتتخيل شعره الفاحم وووجهه الدمشقى وعاطفته المندفعة
وتذكرت ليلى نبوءة عالم الفلك الفرنسي الذى أخبرها إنها ستتزوج من فنان وستقوم أمامه بأدوار البطولة.
ولم تكن تعلم الجوانب الخفية فى شخصيته . وأنانيته وغيرته العنيفة وحدة لسانه . لو علمت ذلك لفكرت ألف مرة قبل أن تمنحه قلبها .
فقد كان أنور وجدي الإنسان، فهو لا يختلف عبقرية وذكاء عن وجدي الفنان. لكن قلبه كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بطموحه وعقله. وهذا ما يفسر سرّ فشله العاطفي أكثر من مرة وسرّ زيجاته المتعددة إذ كان يبحث عن حلم. حلم المرأة الجميلة الجذابة، التي تملك المال والشهرة، ومعها يصنع طموحه وشهرته. كان الحب في نظره نقطة يجب أن تتطابق مع هوسه بالمال والفن، وقد وجد هذه النقطة تحت أقدام ليلى مراد.
فكر في الزواج الفني وخطط لكي يتم الزواج الحقيقي رغم أنه كان يستبعد أن توافق ليلى على الزواج منه. فهي تعلم إن هذا الشاب متعدد العلاقات هوائي العاطفة، له قلب بارد يملك كل الألاعيب للإيقاع بأي امرأة، لكنها وقعت في حبه بالفعل. وهي أحبت فيه الطفل المغامر والشاب الموهوب والأنيق. أعجبت بملامحه وذكائه وقدرته على الانسجام مع كل الأشخاص باختلاف أعمارهم وثقافاتهم. كان وجدي ذكياً في اختيار الألفاظ التي يصعب معها اكتشاف خيوط الكذب من الصدق
وأحس أنور وجدى أن مخططه ماضى فى طريقه نو الهدف المنشود .. ولم يكتف بالدوران حول قلب ليلى وترغيبها في . بل واصل التقرب لوالدها زكى مراد وشقيقيها منير مراد وإبراهيم مراد .
وتحول كل مشهد فى الفيلم الى واقع وقصة حب حية ونابضة .
وجاء اليوم الموعود . وهيأت الأقدار كل شىء.
الصحفيون والفنانون وطاقم العمل يحتفل بتصوير آخر مشهد الزفاف بين ليلى وأنور.
ليفاجأالجميع باعلان أنور وجدى أن ماحدث كان مشهدا واقعيا . وأنه عقد قرانه على ليلى مراد فى الصباح وسيكون زفافهما مساء اليوم . ورغم غرابة المشهد الا ان الجميع صفقوا لذلك الفتى الذى استطاع خطف قلب ليلى مراد .وصار الموضوع حديث الصحافة إلى فترة عرض الفيلم فى 5 / 11/ 1945. خاصة صورة الملك فاروق والملكة فريدة معهما . مما أسهم فى الدعاية الكبيرة لأعمالهما الفنية .خاصة وأن الملكة فريدة كانت تتمتع بشعبية كبيرة بين الناس قبل طلاقها من الملك فاروق . وكانت معجبة بفن ورقة وأخلاق ليلى مراد .
كان فيلم ليلى بنت الفقراء من أنجح الأفلام الغنائية في تلك السنة، وارتبطت قصة الحب بين ليلى مراد وأنور وجدى بأحداث الفيلم والذى كان يحكى قصة حب بين فتاة فقيرة تسكن فى حى السيدة زينب وضابط غنى ارستقراطى والعقبات الاجتماعية والطبقية تقف فى طريقهما ، ولكن الحب انتصر فى النهاية .. وغنت فيه ليلى مجموعة من أنجح ماشدت به مثل 'ليلة جميلة يا محلاها'، 'فاتت وعمري ما أنساها'، و'مش ممكن ها اقدر أصالحك'، كما غنى فيه المطربان اللبنانيان محمد سلمان ومحمد البكار .
وبزواج أنور وجدى من ليلى مراد استفادت السينما العربية من تجربة انجح الثنائيات السينمائية التى ظهرت فى الأربعينات على المستوى الفنى وليس على مستوى الحياة .. حيث تعاون الفنانان الكبيران معا فى أكثر من فيلم ناجح.. و كانت معظم أفلامهما تحمل اسم " ليلى" و تدور فى إطار عاطفي اجتماعي يتخلله الغناء الجميل من المطربة الكبيرة " ليلى مراد"حتى أصبحت اغانى تلك الأفلام من أشهر ما قدمت على مدار تاريخها الفني .. و من هذه الأفلام نذكر " ليلى" عام 1942 و" ليلى فى الظلام" عام 1944 و " ليلى بنت الفقراء" عام 1945 و" قلبى دليلى" عام 1947و " عنبر" عام 1948
. أحبت ليلى مراد أنور وجدى بصدق، وأخلصت له وأعطته من دون مقابل، وكثيراً ما غفرت له وسامحته رغم أنه تحول بعد زواجه منها إلى كائن آخر . فقد ظهرت شخصية متناقضة غير التى كانت قبل الزواج . ظهر كشخص أنانى متسلط يريد أن تكون ليلى حكرا عليه فى الفن ، يستفيد منه هو وشركته فقط ، ورفض رجاء يوسف وهبى له بأن يؤجل فيلمه ليلى بنت الاغنياء حتى ينتهى وهبى وليلى مراد من تصوير فيلم " شادية الوادى " . ولكن ليلى أصرت على أن تكمل الفيلم احتراما لعقدها مع يوسف وهبى . وكان ذلك بداية الخلاف بين الاثنين . وتلاه خلاف ثانى عندما عرض الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب على ليلى مراد أن تشترك فى فيلمه الجديد " لست ملاكا " فرفض أنور وجدى بشدة وادعى أن ذلك سيضر بشركته لأن عبدالوهاب منافس له . وفى كل خلاف كانت ليلى هي التي تبادر إلى الصلح. بينما كان أنور متعاليا مغرورا كل همه جمع المال واستغلالها فنيا لصالح شركته وقد أحضر خزينة حديدية كبيرة داخل منزله ليضع فيها الأموال بدلا من البنك وقد ذكرت ليلى مراد فى ذكرياتها معه أنه قال لها " أتمنى أن أكسب مليون جنيه ولو أصبت بمرض فقالت له ليلى : وماذا يفيد المال الانسان فى مرضه ؟ فقال أنور : أنفق نصفه على العلاج وأعيش بقية حياتى سعيدا . وقد حدث أن جمع أنور وجدى ثروة بالملايين ولكنه أصيب بسرطان المعدة فبدد ثروته على العلاج ولم ينتفع بالباقى ومات فى سن مبكرة من تألقه الفنى وهو ماسنتوقف عنده بالتفصيل ..
ورغم محاولاتهما إخفاء الخلافات والظهور أمام الناس والصحافة بأنهما عاشقان منسجمان، إلا أن الخلافات بدأت تظهر رويداً والأخبار تتناثر هنا وهناك.
كان وجدي قد بلغ ذروة شهرته ونجوميته، وازداد رصيده من الجمهور والمال، فكان يرى من الضرورة أن تهجر زوجته ليلى الفن وتخصص وقتها للحياة الزوجية. فيما كانت ليلى متمسكة بعملها ..تعشق حياتها الفنية بعد سنوات طويلة حافلة بالجهاد والنجاحات والشهرة، فرفضت الرضوخ لإرادته، لذا احتكم الزوجان إلى الفنان الكبير يوسف وهبي، فجاء حكمه مويداً للنجمة الكبيرة ليلى مراد.
يروي الكاتب الكبير مصطفى أمين عن وجدي بأنه أسرّ له في مكتبه قائلاً بأنه أتعس زوج في العالم. وأن أكبر غلطة ارتكبها في حياته هي الزواج من ليلى مراد.وقال أنور بالحرف الواحد كماروى ذلك مصطفى أمين " غلطتي أنني تزوجت من نجمة مشهورة تعتقد أنها أشهر مني. تزوجت من امرأة غنية تعتقد إنها ليست في حاجة إلى أموالي."
وكان يتمنى أن يجعل ليلى مراد مطيعة تعامله كالسيد الحاكم، الآمر الناهي. كانت شخصيتها قوية تقف له الند للند. وحدث بينهما الطلاق الأول ، لأنه اعتقد أن طلاقه لها سيؤدبها. لكنها رفضت أن تتأدب وتركع أمام الرجل الذي تحبه وذهبت الى بيت أسرتها بمصر الجديدة وهى منكسرة ويائسة من إصلاح زوجها المغرور شديد الغيرة والأنانية وفشل الوسطاء فى إقناعهما بالعودة إلى بعضهما ، فاضطر أنور وجدى أن يركع، ويتنازل عن غروره ويحضر الى بيت أسرتها ويقبل رأسها ويديها ويجلس تحت قدميها لترضى عنه ويعترف بخطئه فى حقها وندمها على معاملته القاسية لها ..
فيلين قلب ليلى مراد الطيب فتسامحه وتقبل العودة معه الى بيت الزوجية ..
لكنه لم يطق الركوع طويلاً، وظل يعاود تصرفاته السابقة معها .. فإلى الحلقة المقبلة