هنا الكرادة.. حينما سرق الإرهاب فرحة رمضان
الثلاثاء، 30 مايو 2017 05:56 م
«بأي ذنب قتلوا!».. لم يعد للعراقيين أي إجابة كافية على هذا الاستفسار، غير أن هناك إجابة واحدة للمتشددين، وهو أن مذهبهم «شيعي» أو «روافض» كما يسمونه في بياناتهم.
في أقل من شهر، نفذ تنظيم داعش الإرهابي 3 تفجيرات انتحارية في الكرادة العراقي بالعاصمة «بغداد»، أخرها هجومين، أمس الإثنين وفجر الثلاثاء، أسفرا عن 27 قتيلًا وأكثر من مئة جريح.
التفجيران هزا العاصمة العراقية، أحدهما نفذه انتحاري يدعى أياد العراقي، ليل الاثنين عند محل لبيع المرطبات في منطقة الكرادة ذات الغالبية الشيعية، أسفر عن قتل 16 شخصًا وإصابة 75 آخرين.
والآخر وقع صباح الثلاثاء عند جسر الشهداء، أحد الجسور الرئيسية التي تربط مناطق سكنية في جانبي بغداد، أسفر عن مقتل 11 شخصًا وإصابة 35 على الأقل بجروح في انفجار سيارة مفخخة كانت مركونة.
في 15 مايو الجاري، أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسئوليته عن تفجير سيارة مفخخة، زعم أنها أسفرت عن مقتل وإصابة 50 شيعي، كذلك هجوم انتحاري في 15 أبريل الماضي، نفذه أبو محمد العراقي، نعاه التنظيم في بيان رسمي.
لماذا الكرادة؟
المدينة العراقية ذات الأغلبية الشيعية، تقع على الجانب الشرقي لنهر «دجلة»، على جانب «الرصافة» من بغداد، استهدفها تنظيم داعش الإرهابي على فترات متزامنة، كان أدماها «تفجيرات 2016» والتي عرفت إعلاميًا «تفجيرات بغداد»، كونها تزامنت مع تفجيرات أخرى في العاصمة.
التفجير وقع بأحد الأسواق أواخر شهر رمضان الماضي، أثناء تناول المسلمون وجبة السحور، أدى إلى احتراق عدد من المباني التجارية القريبة ومقتل وجرح أكثر من 500 شخص.
الكرداة الشيعية، تحتوي وحدها على أغلب المراقد والحسينيات الشيعية، وعلى رأسها مرقد السيد أدريس، وحسينيات: «الزوية، الإمام علي، الجمعة»، إضافة إلى ما يربو على 15 كنيسة.
خلل أمني
مواقع دولية أرجعت الحوادث المتكررة إلى خلل في المنظومة الأمنية، قالت شبكة فرانس 24، على لسان مصادر في الداخلية العراقية، إن هناك مجموعات من الانتحاريين تسللوا إلى داخل المدينة، إضافة إلى وجود عشرات السيارات المفخخة.
الصحفي العراقي إياد الدليمي، على صفحته الرسمية بالفيس بوك، قال إن هناك تضليل إعلامي حول المفخخة التي ضربت الكرادة، وأنها جاءت من منطقة «القائم»، التي تبعد مسافة 500 كيلو متر مليئة بالعشرات من السيطرات والقوات المسلحة لتنفجر في الكرادة.
العراقيون قالوا على صفحات التواصل الاجتماعي إن الاعتداء يكشف عجز السلطات عن تطبيق إجراءات أمنية فعالة في بغداد.