بعد اتهامه بتمويل التنظيمات المتشددة
أخطر مـحـاضرات الداعية الهندى «ذاكر نايك» عن الإسلام والإرهاب
الأحد، 28 مايو 2017 01:53 مكتب السيد عبدالفتاح
أعرف العديد من الكتب المقدسة التى تأمر بعدم قتل الأبرياء، لكن القرآن لا يكتفى بذلك، بل يقول «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا». فالقرآن يذهب إلى ما هو أبعد
اتهام الإسلام بالإرهاب مخطط إعلامى غربى.. والإسلام دين السلام
التاريخ يؤكد أن العمليات الإرهابية والقتل والاغتيالات والعنف ارتكبها غير مسلمين
شغل الداعية الإسلامى الهندى الأشهر عالميًا «ذاكر نايك»، الإعلام الفترة الماضية بعد مطالبة الهند للإنتربول الدولى بإصدار مذكرة للقبض عليه بتهمة دعمه للإرهاب والقيام بأنشطة غسيل أموال لتمويل ولصالح تنظيمات إرهابية.
وما بين المدافعين عن الداعية الذين يرفضون هذه الاتهامات، وبين المهاجمين له، ذهب كل طرف لتأييد موقفه، إلا أن الأكثرية كالعادة تقف الموقف الوسط.
«نايك» طبيب ترك المهنة ليدرس العلوم الإسلامية ومقارنة الأديان على يد الشيخ أحمد ديدات، وبعدها عمل فى مجال الدعوة وخاض مناظرات مع علماء الأديان الأخرى وحاور الملحدين، وله مئات المحاضرات لشرح صحيح الإسلام والرد على ما يتعرض له من شبهات.
الداعية الإسلامى الهندى الأشهر عالميًا «ذاكر نايك»
ننشر فى السطور التالية نص إحدى محاضراته التى خصصها للإجابة عن سؤال: هل الإرهاب حكر على الإسلام والمسلمين؟ وقال فيها:
أولاً دعونا نفهم ما هو معنى كلمة إرهاب؟ إنه من الصعب جدًا تعريف كلمة إرهاب، ويوجد العديد من التعريفات والعديد منها متناقض، فالكلمة لا تشير إلى شىء ملموس، ومعناها يتغير بحسب الموقع الجغرافى والحقائق التاريخية.
إنه من الصعب جدًا تعريف الإرهاب، ولكن حسب قاموس أكسفورد، فإنه يقول الإرهاب يعنى: «استخدام أفعال عنيفة لتحقيق أهداف سياسية، أو إجبار حكومة على فعل ما».
هذه الكلمة «الإرهاب» تمت صياغتها أول مرة خلال عقد 1790 أثناء الثورة الفرنسية، حيث استخدم السياسى «إدوينبيرج» الذى كان رجل دولة بريطانيًا، هذه الكلمة لوصف النظام اليعقوبى الفرنسى الحاكم، وقد سُمى عاما 1793-1794 بـ«حكم الإرهاب» أو «عامى الإرهاب».
وكان «ماكسميليان روبسبيير» يرأس هذه الحكومة آنذاك، وفى ذلك الوقت كان قد قتل آلاف الناس، وأعدم آلاف الأبرياء. السجلات التاريخية تخبرنا بأنه قبض على أكثر من 500 ألف إنسان، وأعدم 400 ألف منهم، وأكثر من 200 ألف تم نفيهم وأكثر من 200 ألف تعرضوا للمجاعة والتعذيب حتى الموت فى السجون لذلك هذه الكلمة «الإرهاب» تم صياغتها ابتداء لوصف الناس أثناء الثورة الفرنسية. اليوم لدينا فى وسائل الإعلام العالمية توجد جملة شائعة جدًا يتم ترديدها بشكل متكرر خاصة فى الإعلام الغربى، هى: «ليس كل المسلمين إرهابيين، ولكن كل الإرهابيين مسلمون»، وحتى هذه الجملة تم استيرادها إلى الهند خاصة بعد 11 سبتمبر، بعد حدوث سلسلة من تفجير قطارات فى مومباى.
ووجدنا أنه حتى فى الهند خاصة فى مومباى استمر الناس فى تكرار جملة: «ليس كل المسلمين إرهابيين، ولكن كل الإرهابيين مسلمون».
تكريم العاهل السعودى سلمان بن عبدالعزيز
دعونا نحلل اليوم ما تخبرنا به السجلات التاريخية وما تخبرنا به بيانات الهجمات الإرهابية المتاحة. عندما ننظر للسجلات فى القرن الـ19 فإنه من الصعب أن نجد أى هجمة إرهابية قام بها المسلمون.
نحن نعلم أنه فى 1881 الإسكندر الثانى قيصر روسيا تم اغتياله، كان مسافرًا فى عربة مضادة للرصاص على طريق «سان بطرسبرغ» فحدث تفجير قتل 21 شخصًا من الأبرياء الموجودين فى مكان الحدث، ثم خرج من العربة، فألقيت قنبلة أخرى وقتلته، إنه لم ُيقتل بواسطة مسلم وإنما قتل بواسطة رجل يدعى «إيجنيس» كان بولنديًا من بيلاروسيا، لقد كان غير مسلم.. إنما كان أناركيا «ثائرًا فوضويًا».
فى عام 1886 كان هناك تفجير حدث فى شيكاغو أثناء تظاهر العمال، وقد قتل 12 شخصا من الأبرياء واحد منهم كان شرطيًا اسمه «ديجين»، ثم بعد ذلك جُرح 7 من رجال الشرطة وماتوا فى المستشفى. الأشخاص المسئولون عن هذا الفعل لم يكونوا مسلمين وإنما 8 من الأناركيين، كلهم غير مسلمين.
عندما نحلل سجل الهجمات الإرهابية التى حدثت فى القرن العشرين، فإننا نعرف من السجلات التاريخية أنه فى السادس من سبتمبر 1901 الرئيس العاشر للولايات المتحدة «ويليام ماكينلى» تم اغتياله بواسطة أحد الأناركيين يدعى «ليون»، ليون لم يكن مسلمًا.
فى أول أكتوبر 1910 حدث تفجير فى مبنى جريدة «تايمز» فى لوس أنجلوس قُتل على أثره 21 شخصا بريئا، الأشخاص المسؤولون عن هذا التفجير كانوا اثنين من المسيحيين اسمهما جيمس وجوزيف، كانا من رؤساء الاتحادات، إنهم غير مسلمين.
نحن نعرف أنه فى 28 يونيو عام 1914 فى سراييفو تم اغتيال دوق النمسا هو وزوجته، والذى مّهد لحدوث الحرب العالمية الأولى، الأشخاص المسؤولون عن هذا الاغتيال كانوا ينتمون لحركة «البوسنة الشابة»، معظمهم كانوا من الصرب، لم يكونوا مسلمين.
من السجلات التاريخية نعرف أنه فى 16 إبريل عام 1925 حدث تفجير فى كنيسة القديسة نيداليا فى صوفيا عاصمة بلغاريا، قُتل فيها أكثر من 150 شخصا بريئا، وجُرح أكثر من 500 شخص، كانت أكبر هجمة إرهابية حدثت على أرض بلغاريا، لقد نُفذت بواسطة الحزب الشيوعى البلغارى، إنهم لم يكونوا مسلمين.
فى التاسع من أكتوبر 1934 الإسكندر الأول ملك يوغوسلافيا تم اغتياله بواسطة رجل مسلح يدعى «فلادا جورجيف»، إنه لم يكن مسلمًا.
أول طائرة أمريكية تم اختطافها لم تكن بواسطة المسلمين، كانت بواسطة غير مسلم اسمه «أورتز» اختطف طائرة أمريكية متجهة إلى «كوبا» ثم طلب اللجوء السياسى.
فى عام 1968 تم اغتيال السفير الأمريكى فى جواتيمالا، بواسطة غير مسلم، فى عام 1969 تم طعن السفير الأمريكى فى اليابان بواسطة يابانى غير مسلم، عام 1969 تم اختطاف السفير الأمريكى فى البرازيل بواسطة غير مسلم.
الهجمة المشهورة فى تفجيرات مدينة «أوكلاهوما» والتى حدثت فى التاسع عشر من أبريل عام 1995، حيث تم تحميل شاحنة بالمتفجرات التى دخلت فى المبنى الفيدرالى فى أوكلاهوما والتى قتلت 166 شخصًا بريئا ومئات آخرين جرحوا، فى البداية جاء الخبر فى الصحف كالتالى: «مؤامرة الشرق الأوسط» لأربعة أيام متتابعة بعد ذلك اكتشفوا أن اثنين من النشطاء اليمينيين المسيحيين ُيدعون «تيموثى» و«تيرى» هما المسؤولان عن تفجير المبنى الفيدرالى فى أوكلاهوما، ولكن عندما جاءت هذه الأخبار، ظهرت لمدة يومين ثم اختفت ولكن قبلها لعدة أيام «مؤامرة الشرق الأوسط»، «مؤامرة الشرق الأوسط!!!» بعد الحرب العالمية الثانية من عام 1941 إلى عام 1948 فى غضون 8 سنوات حدثت 259 هجمة إرهابية بواسطة إرهابيين يهود بواسطة العديد من المنظمات: «الإرجون» «عصابة شتيرن»، «الهاجاناه»، ونحن نعرف التفجير الشهير فى فندق الملك داوود الذى حدث فى 22 يوليو 1946 وقام به جماعة «الإرجون» بقيادة «مناحم بيجين» والذى قتل فيه 91 شخصا بريئا، منهم 28 بريطانيا و41 من العرب و17 من اليهود و5 آخرين. كانت جماعة الإرجون يلبسون ملابس العرب ليُظهروا المسلمين كأنهم هم الذين نفذوا التفجير، والشخص المسؤول كان «مناحم بيجين» وكانت أكبر هجمة إرهابية ضد البريطانيين فى التاريخ. وفى ذلك الوقت «مناحم بيجين» كان تُطِلق عليه الحكومة البريطانية: «الإرهابى رقم واحد» بعد ذلك ببضع سنوات أصبح رئيس وزراء إسرائيل!! ثم بعد ذلك ببضع سنوات حصل على جائزة نوبل للسلام!! تخيل.. الشخص الذى قتل مئات وآلاف الأشخاص الأبرياء يصبح رئيس وزراء إسرائيل ثم بعد ذلك يحصل على جائزة نوبل للسلام، ومعظم هذه المجموعات التى كانت تحارب مثل «عصابة شتيرن»، «الإرجون»، «الهاجاناه» كل هذه المجموعات اليهودية وقادتها مثل «إسحاق رابين»، «مناحم بيجين» و«إريل شارون» أصبحوا بعد ذلك رؤساء للوزارة، وتقلدوا مناصب رفيعة فى دولة إسرائيل، وكلهم كانوا يحاربون من أجل إنشاء دولة يهودية. إذا رأيت خريطة العالم قبل عام 1945 فإن إسرائيل لم تكن موجودة، تلك المجموعات كان يُطلق عليها مجموعات إرهابية بواسطة البريطانيين، لقد حاربوا من أجل إنشاء دولة لليهود بعد ذلك باستخدام القوة احتلوا الأرض، وطردوا الفلسطينيين للخارج والآن نفس أولئك الأشخاص يسومون نفس الفلسطينيين الذين يحاربون من أجل العدل ليستردوا أرضهم يُطلق عليهم اليوم: «الإرهابيين» بواسطة الإسرائيليين. تخيل.. هتلر أحرق 6 ملايين يهودى، وطرد اليهود للخارج فلماذا ذهبوا إلى فلسطين؟ الفلسطينيون رحبوا بأبناء عمومتهم بأيٍد منبسطة، فإذا أرادوا أن يأخذوا أرضًا، كان يجب عليهم أن يعودوا إلى ألمانيا أو إلى أوروبا تخيل.. الفلسطينيون رحبوا بأبناء عمومتهم تخيل.. إذا جاء ضيف لك فى منزلك ولأنه غريب رحبت به فى منزلك وبعد يومين طردك من منزلك، وعندما صرخت على عتبة المنزل تريد استعادة منزلك دعاك الناس بالإرهابى!!! هذا ما يحدث بالضبط اليوم. الفلسطينيون يدعون بالإرهابيين، لماذا؟ إنهم لا يريدون سوى استعادة أرضهم وتوافق الكثير من دول العالم الأول على ما تفعله إسرائيل. نعرف من السجلات التاريخية أنه فى ألمانيا بين عامى 1968 و1992 أن عصابة «بادر مينهوف» قتلت العديد من الأبرياء، وفى إيطاليا نعلم بشأن منظمة «الألوية الحمراء» التى قتلت الكثير من الأبرياء وكانوا أيضًا المسؤولين عن اختطاف رئيس وزراء إيطاليا ألدو مورو وبعد 55 يومًا قتلوه. أيضًا عندما نبحث أكثر نعلم أن هناك عصابة أخرى شبيهة كانت فى اليابان «الجيش الأحمر اليابانى» كانوا طائفة بوذية، وقد حاولوا قتل آلاف الناس فى قطار الأنفاق بطوكيو بواسطة غاز الأعصاب، ولكن لسوء حظهم لم يكونوا ناجحين بشكل جيد استطاعوا فقط قتل 12 شخصًا، ولكن أصيب أكثر من 5700 شخص برىء. كانوا بوذيين.
فى المملكة المتحدة، كان الو IRA لمدة حوالى 100 عام «الجيش الجمهورى الأيرلندى كانوا يشّنون هجمات ضد المملكة المتحدة، كانوا كاثوليكيين، ولكنهم لم يُطلق عليهم أبدًا الإرهاب الكاثوليكى، ونعرف أنهم قاموا بهجمات إرهابية عديدة فى 1972 فقط، حدثت ثلاثة تفجيرات، فى الأول قُتل 7 أشخاص وفى الثانى قُتل 11 شخصًا وفى الثالث قُتل 9 أشخاص. فى عام 1974 نفذوا تفجيرين فى حانة «جيلد فورد» قتلوا 5 أشخاص أبرياء، وجرح 44 شخصًا، وفى حانة برمنجهام قُتل 21 شخصًا بريئا جّراء التفجير وُجرح 182.
الوقت لن يسمح بأن أسرد كل الأنشطة التى قاموا بها، أنا أذكر فقط القليل منها، أذكر حوادث متفرقة نفذوا تفجيرات فى لندن حيث قُتل فى عام 1996 اثنان وجُرح أكثر من 100 شخص، علاوة على ذلك عام 1996 حدث تفجير فى منطقة «التسوق» فى مانشستر، حيث جُرح 206 أشخاص. عام 1998 حدث تفجير «بانبردج» حيث حُمّلت سيارة بـ500 رطل من المتفجرات التى أصيب بسببها 35 شخصًا بريئًا فى نفس العام.
نعلم من السجلات عن تفجير «أوماغ» حيث حُمّلت سيارة بـ500 رطل من المتفجرات قُتل بسببها 29 شخصًا بريئًا فيها، وجُرح 330 شخصًا.
كل هذه السجلات من مصادر لغير مسلمين، لم تُكتب بواسطة المسلمين كلها من مصادر لغير المسلمين، بل من تقارير «العفو العام» وBBC هيئة الإذاعة البريطانية.
عام 2001 تم تفجير هيئة الـBBC بواسطة الجيش الجمهورى الأيرلندى، ولكن هؤلاء الناس لا يُطلق عليهم: الإرهابيين الكاثوليكيين.
واليوم حكومة المملكة المتحدة أشد خوفًا من الإرهابيين المسلمين.
فى سجلات الحكومة البريطانية، لا أعلم بالضبط كم عدد الإرهابيين المسلمين المثبت قيامهم بتفجيرات فى بريطانيا، حتى بشأن تفجيرات لندن فى 7 يوليو، فلا يوجد تقرير مؤكد.
يُشتبه أن يكونوا مسلمين، ولكنه ليس مؤكدًا.
فى هذه التفجيرات أكثر من 50 شخصًا.
الشيخ محمد بن راشد يكرم الداعيه الهندى
حتى لو اتفقنا على سبيل الجدل بأن مسلمين هم الذين قاموا بتفجير 7 يوليو عام 2005 فإنه مع ذلك لا سبيل للمقاربة بينها وبين الجيش الجمهورى الأيرلندى الذى جلب لنفسه الخزى بهذه التفجيرات، لقد قتلوا مئات وآلاف الناس، ومع ذلك، اليوم.. المملكة المتحدة تخاف أكثر.. الجيش الجمهورى الأيرلندى يعمل منذ أكثر من 100 سنة، ولكن بسبب نصيحة جورج بوش فإن «تونى بلير» رئيس الحكومة البريطانية خائف من الإرهابيين المسلمين، أكثر من المشكلة الموجودة هناك منذ أكثر من 100 عام. نعلم من السجلات التاريخية، أنه فى إسبانيا وفرنسا قامت المنظمة الإرهابية eta بتنفيذ 36 هجمة، وفى أفريقيا يوجد منظمات كثيرة جدًا، والقائمة تطول بذكرها، ولكن ما يستحق منها الذكر، وواحدة من أكثر التنظيمات سوءًا وسمعة هى التى تدعى: «جيش الخلاص» وهى منظمة مسيحية إرهابية وهم يدربون الأطفال الصغار لتنفيذ هجمات إرهابية. وعندما نأتى إلى سريلانكا سنجد «حركة نمور التاميل» وهى- على ما يُظن- واحدة من أكثر التنظيمات الإرهابية سوءًا وعنفًا فى العالم، فهم متخصصون فى التفجيرات الانتحارية حتى إنهم يستعينون بالأطفال! حيث يدربونهم ويسمحون لهم بالمشاركة فى التفجيرات الانتحارية.
الناس عادة يعلمون عن ارتباط التفجيرات الانتحارية بالفلسطينيين والإيرانيين، لكن إن بحثت فى السجلات التاريخية تجد أن الذين نشروا التفجيرات الانتحارية هم «نمور التاميل» من هم؟ إنهم هندوسيون ولكن التقارير الهندية لا تقول: «الهندوسيين الإرهابيين» وإنما يقولون ltte.
فى الهند يوجد العديد من التنظيمات الإرهابية التى تنتمى تقريبًا إلى كل الأديان على اختلافها كلهم تقريبًا.
نحن نعرف عن التنظيم السيخى الإرهابى: مجموعة «بهندران وال» فى إقليم البنجاب، نعلم أن الحكومة الهندية فى الخامس من يونيو 1984 اقتحمت المعبد الذهبى وقُتل فى العملية 100 شخص، وللرد على ذلك بعد عدة أشهر تم اغتيال رئيسة الوزراء حينها «أنديرا غاندى» على يد أحد حراسها، الذى كان سيخيًا.
إذا ذهبت إلى موقع «بوابة الإرهاب» فى جنوب آسيا فلن تجدوا مسلمين يديرونه، وإنما غير مسلمين، وسترون قائمة بالهجمات الإرهابية التى قام بها جميع الأطياف، ستجدوا المسلمين هم أقلية، ولكن ليس هذا هو الذى يبرزه الإعلام.
إذا ذهبت إلى شمال شرق الهند، إلى «تريبورا» مثلاً فموجود هناك تنظيمات إرهابية مسيحية مثل «ATTF» «قوة كل نمور تريبورا» «وجبهة التحرير الوطنية لتريبورا NLFT إنهم مسيحيون وقد قتلوا العديد من الهندوس.
إنها خطة الإعلام الغربى الذى يسيطر عليه رجال السياسة، وعندما ندرس الأمر ندرك بالتأكيد بدون أى شك أن الإرهاب ليس حكرًا على المسلمين، وليس حكرًا على المسلمين وفقط، وإنما ليس تخصص المسلمين أصلًا، ولا حتى يشجعه الإسلام، بل إنه محرم فى الإسلام.
وبما أننى دارس للأديان المقارنة فلا يمكننى القول إن كل الأديان تنادى بعدم قتل الأبرياء، لكن يمكننى أن أخبركم بثقة أن أكثر الديانات إذا قرأت فى كتبها المقدسة ستجدهم ينادون بعدم قتل الأبرياء، وعلى رأس هذه الأديان: الإسلام.
ففى الإسلام مذكور فى القرآن فى سورة المائدة آية 32 «من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا».
أعرف العديد من الكتب المقدسة التى تأمر بعدم قتل الأبرياء، لكن القرآن لا يكتفى بذلك، بل يقول «من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا». فالقرآن يذهب إلى ما هو أبعد، ويخبر أنه من قتل أى نفس بريئة فكأنما قتل الناس جميعًا، ولا أعرف كتابًا مقدسًا آخر يجعل قتل نفس واحدة بريئة كقتل الناس جميعًا.
ويكمل القرآن أكثر قائلا «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا».
وكلمة الإسلام مشتقة من الكلمة العربية «سِلم» أو «سلام»، وتأتى من كلمة «أسلم» وهى بمعنى إخضاع الإرادة للإله العظيم، وباختصار فإن الإسلام يعنى السلام الناشئ عن إخضاع الإرادة للإله العظيم.
والإسلام يدين كل أشكال الإرهاب وأى أعمال تتضمن قتل الأبرياء.