بأمر الأسياد.. يهتك عرض ابنته على أبواب مقبرته الفرعونية المزعومة
الأحد، 28 مايو 2017 07:49 مإسلام ناجى
أعجبته قصص الفراعنة، وأخذ ينصت إلى كل من يرويها باهتمام شديد، ويربط الدلائل الوهمية ببعضها البعض حتى سيطرت التخاريف على عقله تمامًا، ووسوس له شيطانه بوجود كنز فرعوني قديم تحت منزله ينتظر استخراجه وإنفاقه على متاع الحياة مستغلًا فقره الشديد وشهوته للمال، فأنصاع الرجل لإبليس، وصدق التخيلات، وأخذ يرسم لنفسه حياة جديدة بعد الكنز.. سيشتري سيارة حديثة وربما ينتقل للعيش في قصر كبير ملئ بالخدم والحشم.
جلس الرجل البسيط يفكر في كنزه وهو يسحب دفقة كبيرة من دخان سيجارته التي لا تفارق يده، وكتمه للحظات داخل صدره كأنما يلتمس به الطمأنينة من المجهول، ثم أطلقه ببطء ناثرًا سحبًا من الدخان الكثيف حوله، قبل أن يهب من مجلسه، ويلقى بلفافة التبغ أسفل قدمه، ويسحقها، ليبدأ في الحفر بحثًا عن أطنان الذهب، وبعد ساعات من التنقيب وتدخين عشرات السجائر تسلل اليأس إلى قلبه، فوقف في منتصف حجرته عاجزًا عن التفكير.
قرر الرجل الاستعانة بأحد الدجالين؛ لفك سحر المقبرة، وحصد الغنائم، فأخبره الأخير أن الحل الوحيد لكسر اللعنة، هو تقديم ابنته إلى المقبرة، فبدت نظرة شاردة على عينيه، وأخذ في التدخين بشيء من التوتر والقلق، وظهر هذا جليًا في ارتجافة خفيفة سرت في أصابع يده الممسكة بالسيجارة، وعيناه الللتان تثبتت مقلتاهما على الدجال قبل أن يسأله عن طقوس التضحية بنجلته، فدار الدجال حول الرجل مرتين، قبل أن يقف أمامه، وينظر طويلًا إلى عينيه، ويجيبه بصوت عميق: «عليك الزواج منها».
سعل الرجل بشدة، وكأن الكون وقف فى حلقه ويأبى التحرك، ونظر إلى الدجال فى شك، وسأله إعادة جملته الأخير مرة أخرى على مسامعه، ليتأكد مما قاله، وأخذ نفسًا عميقًا وأخيرًا من الجزء الباقى من سيجارته، ليلقى بها بعيدًا فى الوقت ذاته الذى أقترب منه الدجال بعدما نظر فى الفراغ حوله كأنه يتأكد من أن لا أحد يسمعهم، وهمس فى أذنيه بصوته العميق المخيف «عليك الزواج من أبنتك فوق المقبرة»، ورحل الدجال تاركًا الرجل خلفه يعتصر دخان سيجارته الجديدة.
أتصل الرجل بنجلته الصغيرة التى لم تبلغ الخامسة عشر بعد، وأمرها بترك عملها كخادمة لدى إحدى ربات البيوت فى حلوان، والعودة إلى المنزل فورًا لأمر ضروري ولا يحتمل التأخير، انتاب القلق الفتاة، فاستأذنت سيدتها زيارة والدها فى البلد، والمكوث لديه بضعة أيام، فلم تمانع الأخيرة، ودفعت لها راتبها قبل انتهاء الشهر عسى أن تحتاجه فى رحلتها المستعجلة، وفور وصول الصغيرة إلى منزل والدها، فوجئت به يقترب منها بشدة، ويتحسس جسدها الضئيل بإثارة، ويفصح لها عن ولعه الشديد لها.
صدمت الطفلة من كلمات أبوها، وازدادت صدمتها عندما عرض عليها الزواج، وحاول معاشرتها غصبًا عنها لكنها استطاعت أن تهرب في اللحظات الأخيرة، وتعود إلى منزل مخدومتها بملابس ممزقة، فدهشت السيدة من هول المشهد، وسألتها عما حدث لها، وعن سبب عودتها بهذه السرعة من رحلتها، فقصت عليها كل ما جرى معها، وأخبرتها عن تصرفات والدها الغريبة، وطلبه للزواج منها، فاتسعت عيني السيدة من شدة الصدمة، واصطحبت الفتاة إلى قسم الشرطة، وتقدمت ببلاغ ضد الأب المجنون.