هددته بإدخاله مصحة نفسية.. فأطلق النار على أمه وانتحر من الطابق الثالث

بعد أن سلكت جميع الطرق من أجل شفاء نجلها فكرت في تهديده بإدخاله المصحة النفسية، وكان هذا التهديد بمثابة الشرارة التي اشعلت النار في نفسه التي سولت له الانتقام من والدته قبل أن تزج به داخل المصحة ليعيش بعيدا عن أهله وقريته وكانت حالة الهياج التي اصابته كفيلة ببث الرعب في قلوب اسرته فابتعدوا عن طريقه وهو يجوب إرجاء المنزل كالأسد الجريح، وفجأة التقطت يده سلاحا ناريا عثر عليه داخل محتويات المنزل فاتجه صوب والدته وبدون تفكير أطلق عليها رصاصة استقرت في جسدها لتسقط جثة هامدة مدرجة في دمائها بفناء المنزل وبمجرد مشاهدته للدماء تتدفق من جسد الأم شعر بالألم يعتصر قلبه .حزننا

حلم حياتها كان شفاء ابنها، ظلت منى المرأة العجوز التي غطت التجاعيد والتي رسمتها الأيام والسنين وجهها تحلم بشفاء نجلها، ثروت من المرض النفسي الذي يعاني منه منذ فترة وجعله منبوذا من أهالي القرية لعدم قدرته على التعايش مع الناس بشكل طبيعي. 

كانت الأم لا تصدق أن ابنها سوف تعافي من مرضه النفسي الذي جعل أهالي القرية يتجنبون التعامل معه خشية أن يصابوا بأذى من تصرفاته التي شابها العنف في كثير من الأحيان، مما اجبر أهالي قريته نجع بيرم التابع لقرية كوم شقاو بمركز طما بمحافظة سوهاج إلى اقناع والدته بضرورة التحفظ عليه بالمنزل وعلاجه لدى الأطباء لتفادي المشاكل التي يسببها لها مع أهالي القرية. 

كان ثروت يلتزم الصمت طيلة اليوم ولا يغادر المنزل، مما جعل والدته تصاب بالقلق عليه، وحاولت أن تتجاذب معه أطراف الحديث لإخراجه من حالة الصمت التي تسيطر عليه وعندما فشلت محاولاتها استعانت بعدد من شباب العائلة، لاصطحاب ابنها الشاب لزيارة الأهل، والأقارب والجيران حتى يمكنه التعايش مع ابناء وشباب القرية من جديد، وهي لا تدري أنه سيكون منبوذا من المواطنين لكثرة الحوادث التي فعلها بسبب مرضه النفسي، مما أصابه بحالة نفسية جعلته ينطوي داخل المنزل رافضا الحديث مع أفراد عائلته، الأمر الذي أصاب والدته بالقلق على انفاسه فأسرع إلى الطابق الثالث من المنزل لعله يلتقط انفاسه ولكنه قرر أن يلحق بها حتى يرتاح من الألم الذي يعتصر قلبه فأطلق الرصاص على نفسه ليفارق الحياة التي لم يذق فيها إلا البؤس والشقاء.

تم نقل الجثتين لمستشفى طما المركزي، وأخطرت النيابة فصرحت بدفن الجثتين وطلبت تحريات المباحث حول ظروف وملابسات الواقعة والتحفظ على السلاح المستخدم في الجريمة وباشرت التحقيق. 

كان اللواء مصطفى مقبل مساعد وزير الداخلية، مدير أمن سوهاج، تلقى بلاغا بالواقعة فانتقل على الفور العميد خالد الشاذلي مدير إدارة البحث لكشف ملابسات الواقعة، حيث تبين من تحريات النقيب محمد عبد السلام معاون مباحث مركز طما وتبين من المعاينة مقتل مني 57 عاما، ربة منزل ونجلها ثروث حيث عثر على الجثة الأولى بالطابق الأول والجثة الثانية بالطابق الثالث ودلت التحريات إلى أن وراء الجريمة نجلها المنتحر وفي يوم الواقعة اضطربت حالته النفسية وظل يتخبط ويصرخ فعثر على سلاح ناري واتجه  صوب والدته فأطلق عليها طلق ناري استقر في صدرها فسقطت على الأرض جثة هامدة وأسرع إلى الطابق الثالث وهو في حالة نفسية بالغة السوء وقام باطلاق النار على نفسه فلقي مصرعه في الحال، وتم إخطار النيابة وباشرت التحقيق.

اقرأ ايضا

  تأجيل دعوى إلغاء لجنة التحفظ على أموال الإخوان لجلسة 3 أغسطس