نوادر المسحراتي في الشرقية.. مرض فقامت زوجته بدوره.. والكهرباء أضاعت الفرحة به
الأحد، 28 مايو 2017 12:50 م
المسحراتي.. مهنة توارثتها الأجيال ورغم ذلك انقرضت ليصبح مع مرور الوقت مجرد فلكلور وحالة خاصة لها حكاياتها ونوادرها فعندما تبحث عنهم في محافظة الشرقية تجد الكثير والكثير من الحكايات والقصص.
فلأكثر من ثلاثين عامًا ظل فوزي محمد مصطفي، وشهرته «فوزي أبو شنب» مسحراتي ﻹحدي قري مركز الحسينية وهو ما أكده الحاج عبد العزيز النجار 78 عاما قائلا في بداية السبعينات لم تكن الكهرباء قد دخلت قري المركز، فكان المسحراتي، يسير في جوف الليل ومعه ابنته الصغيرة تحمل مصباحا صغيرا يضئ لوالدها الطريق وأردف النجار.
وذات ليلة تعب المسحراتي «أبو شنب» وهاجمته أعراض الحمي وثقل عليه السير، فأخذ ابنته وعاد للمنزل ولم يكن قد أيقظ إلا شارع واحد فقط، فما كان من زوجته إلا أن حملت طبلته وأخذت ابنتها وذهبت لتقوم بدور المسحراتي، ولكنها ذهبت لنفس الشارع الذي سبق لزوجها أن مر به ليوقظ الناس، فخرج أحد السكان وقال لها أنت «بتطبلي في المتطبل» كناية عن عودتها ﻹيقاظ الشارع الذي سبق ومر به زوجها المسحراتي.
وتابع قائلا بعد موت المسحراتي حمل بعده زوج ابنته الطبلة التي هي أساس مهنته ولكن هذه المرة لا يسير علي قدميه كما كان يفعل حماه ولكن يركب علي حمار ويحمل الطبلة أمامه ويقوم بالمناداة علي أهالي المنطقة فى عجالة ﻷنه يركب حمارًا ويسير بسرعة.
ويستطرد النجار قائلا لم يعرف المسحراتي الجديد كل اﻷسماء كما كان ينادي أبوشنب رحمة الله عليه علي الصغير والكبير كلا باسمه ولقبه وهو ما كان يميزه فالأطفال والكبار كانوا يسعدون جدا عندما يستمعون إلى أسمائهم.
ويسرد الحاج عبد العال شطره 80 عاما ما يتذكره من تفاصيل عن المسحراتي قائلا كانت اﻷطفال تغضب حينما ينسي المسحراتي أن ينادي عليها، وتفرح أشد الفرح حينما يناديهم بأسمائهم، ويقفون في النوافذ ينتظرون قدومه مهللين لسماع صوت الطبلة المميز فهي من الطقوس الهامة في رمضان، ومن اﻷشياء المبهجة ولكن تغير الحال مع التليفزيون والقنوات الممتدة حتي الصباح والحياة العصرية الجديدة.
أما الحاجة عائشة سليمان فتقول كان المسحراتي يأتي يوم العيد راكبا الحمار وواضعا عليه ما يسمي الجنب ذات الفتحتين ليحمل فيهما كحك العيد والبسكويت وما يجود به أهالي القرية، وكانت تلك هي جائزته، بعد شهر رمضان.
وتابعت كانت القرى لم تدخلها الكهرباء، وفي الشتاء ﻻ يترك المسحراتي يوما دون مرور علي القرية، ومن النوادر الرمضانية في ليال شتوية، كان المسحراتي وابنته قد فرغا من تسحير الناس في العشر الأواخر وتحديدا ليلة السابع والعشرين، وفي طريقهما للعودة كان هناك شيخا يقف وزوجته في شرفة المنزل يدعوا الله ليلة القدر حتي إذا رأوا ضوء المصباح من بعيد، حس الرجل زوجته علي اﻹسراع في الدعاء متهللا أنه ضوء وإشارة بليلة القدر وأضافت وهي تبتسم كان الناس بسطاء جدا وعفويين، متحابين، ولكن الكهرباء أتت وتغير معها كل شئ وانشغل الناس بأنفسهم، حتي المسحراتي لم يعد بنفس النكهة القديمة.
اقرأ ايضا
رمضان فى مصر يعنى زينة وفول ودقة المسحراتى. أشهر طقوس المحروسة لاستقبال شهر الصوم