وتقع فى خية تملكك تهلكك

الأحد، 28 مايو 2017 10:00 ص
وتقع فى خية تملكك تهلكك
المرأة التى يخونها زوجها

تنصحون المرأة التى يخونها زوجها دائما بالصبر وتفهم الأمر والتماس الأعذار له، فهناك مَن يقول سامحيه وحافظى على بيتك واطردى الأخرى من حياته بصبرك وثباتك وبتغيير طريقتك معه وإحسان معاملته حتى يتركها ويبقى معك.
 
اليوم أفكر كثيرا فى هذه النصائح التى سمعت خالاتى وصديقات أمى رحمها الله ينثرنها فى أذنيها ليل نهار فى مواجهة خيانات أبى المتعددة لها وزواجه مرتين عليها ثم عودته نادما إلينا يكاد يقبل الأرض تحت قدميها وتتغاضى أمى عن خياناته وتستمر معه من أجلنا ولأنه حبيبها الأول كما كانت تقول دائما.
 
أجد نفسى الآن وللمفاجأة ليس فى موضع أبى، رجل يتزوج ويخون وتتعدد علاقاته باحثا عن المأوى والاستقرار ومعهما النزوة والرغبة، وإنما أجد نفسى فى موضع أمى فى موضع المظلوم وليس الظالم لا أعرف إن كان ذلك حدث بسبب تعاطفى الشديد مع أمى وكرهى لتجبر الرجال وخياناتهم أم حدث لأنى بطبيعتى شخص ضعيف أم لأننى أحببت بصدق وراعيت الله فيمن أحب، فكان جزائى الغدر أم لأننى لست رجلا وغدا يستطيع الإيقاع بالنساء فى حبائل غرامه والإفلات بالخيانة، وفى نفس الوقت ضمان إخلاص وحب امرأته.
 
سيدتى إننى أتمزق حزنا ولا يقف عقلى عن التفكير والتحليل والمقارنة ولا أكاد أصل إلى حل.
 
فبعد أن تخرجت فى ظل حياتنا العائلية المتقلبة تعرفت على فتاة تبدو من الخارج رقيقة وجميلة وبنت أصول كما يقولون، بسرعة شديدة وقعت فى حبها وبسرعة أكبر عرضت عليها الزواج وقد تم زواجنا فيما لا يزيد على ثلاثة شهور ثم انقلبت حياتى بعدها وبدأت مأساتى الحقيقية بعد أن كنت أظن أن سعادتى قد بدأت.
لقد بدأت عروسى طقوس شخصيتها الحقيقية منذ ليلة الزفاف، فما أن دخلنا بيتنا وأغلقناه علينا حتى طلبت منى أن أخلع عنها حذاءها وعندما اندهشت ضحكت بنعومة قائلة إنها تريد أن تشعر بأنى أدللها وأحافظ على خاطرها، ولا أدرى كيف طاوعتها يومها فقد بدأت التنازلات بعد ذلك ولم تكن آخرها، تقديم صينية الطعام فى الفراش وغسل المواعين وإعداد الطعام معها فى المطبخ وإلا غضبت وامتنعت عن فراشى.
 
فى البداية أخذت الأمر بانفتاح وأريحية كونه يتفق مع أفكارى المتحررة واحترامى للمرأة وتعاطفى مع النساء، فهى تعمل مثلى لكنها اشترطت علىّ منذ ليلة الزفاف أيضا ألا تشارك بأى قرش فى البيت وأن تحول مرتبها إلى البنك على أن أعطيها شهريًا مصروف البيت والتزاماتى ومصروفها الشخصى.
 
كنت أرى الشفقة فى عيون أهلى وأصدقائى وأنا أحمل لها الأغراض المنزلية وأؤدى المشاوير وأقوم بالواجبات العائلية، فيما هى تذهب إلى الكوافيرات ومراكز التجميل والنادى والسينما مع صديقاتها، ثم بدأت نظرات الشفقة تتحول إلى سخرية واستهزاء ثم كلمات جارحة سمعتها بأذنى! 
سألتها لماذا حتى الآن لا يوجد أطفال بيننا؟! قالت إن ذلك لأنها أجهضت أكثر من مرة! فاجأنى ردها واستفزنى، فلم أعرف أبدًا شيئًا عن هذا الإجهاض. 
 
خيرتها بين الإنجاب والانفصال فاختارت الانفصال وتركت البيت إلى منزل أهلها، وقد كان ذلك أقسى عقوبة أوقعتها بى، فقد شعرت أن قلبى انتزعوه من مكانه تعذبت كثيرًا خاصة أن والدتى ووالدى فارقا الحياة وصرت وحيدًا بلا إخوة ولا أصدقاء، فقد انفض عنى الجميع بسببها وبسبب استيلائها علىَّ، واجهت نفسى بحبها بل بعبادتها والعياذ بالله فلا امرأة غيرها تملأ عينى.
 
هرعت إلى بيت أهلها لأصالحها فرفضت رغم تدخلهم وتهدئتهم للأمور واعتذارهم لى، لكنها كانت تصرخ فى وجهى أن أتركها وأطلقها إلى أن كتبت لها شقة أملكها فى مدينة الرحاب فصالحتنى وعادت لى.
 
صارت الحياة جميلة وعدنا لسابق عهدنا كما تقول أم كلثوم: إنت ظالمنى وأنا راضى»، وليته دام هذا الظلم، فقد أبت طبيعة زوجتى النارية إلا أن توقع بى ظلما أكبر، فقد بدأت تقوم بتصرفات أدخلت الشك إلى قلبى، الشك فى زوجتى وأمى وأختى وصديقتى ومعبودتى وملكتى كيف وقد ملكتها عمرى وصرت عبدًا لها؟!
فزوجتى لها صديقة تذهب عندها مرتين أسبوعيًا ودون كل صديقاتها لا أعرف شيئا عن هذه المرأة، ولم ألتقها أبدًا، وكانت تتهرب عند محاولة أن أتعرف على صديقتها هذه، وعندما بدأ الشك يساورنى راقبت زوجتى وذات مرة بعد ذهابى إلى سفرية عمل مزعومة عدت فى منتصف الليل بشكل مفاجئ فتحت الباب ويالهول ما رأيت فزوجتى بنت الأصول فتحت شقتنا للعب القمار، واتضح أن ذلك هو ما يربطها بصديقتها، كما وجدت صديقا مقربا لها من بين الجميع يكاد يحتضنها وهى تلعب القمار فهى ليست فقط قمارتية بل خائنة، وقررت هى وشلتها وصديقها أن تنتقل الحفلة إلى بيتى فى غيابى، شقايا وعرقى يضيع على مائدة القمار؟! ثرت وطردت الجميع وطلقتها فورًا طلاقًا بالثلاثة. 
 
لكننى مازلت أحبها وتدعونى الذكريات إليها ألف مرة فى اليوم فهل أنا مريض؟ وهل لى خلاص يوما من هذا الحب القاتل؟ 
 
الحائر «ع. أ»
سيدى من لا يرى من الغربال فهو بلا شك أعمى وزوجتك أو عروس أحلامك كما كنت تظن ما هى إلا شخصية متسلطة سادية تمارس أقصى طاقاتها لإغواء الضحية، وحين توقع به تستعبده إلى الأبد، ويبدو أنك كنت صيدا سهلا، شاب طيب معذب بتجربة والديه ويحتاج للحب والأمان لكن يبدو يا عزيزى أنك كنت تحتاج لمراجعة طبيب نفسى أو أخصائى علاقات زوجية قبل الإقدام على الارتباط، فلاشك أن رواسب التربية المرهقة لك عاطفيا كطفل تحكمت فيك، فها أنت تحاول أن تبتعد عن تجربة أبيك وتتزوج امرأة قوية عكس شخصية أمك، وتنزوى ضعيفا مهزوما حتى لا تلحق الأذى بأمك مرة أخرى فى صورة امرأة فتكرمها حد العبادة فيما تكيل لك هى الطعنة تلو الأخرى.
 
رغم ذلك تستمر على حبها هذا الحب القاتل بتعبيرك ابتعد يا سيدى ولا تستسلم لإغوائها مرة أخرى فان الله قد رتب المقادير وجعلكما بلا أبناء يربطونك بها، فاذهب إلى حال سبيلك واتركها للزمن، وابدأ حياة جديدة ادرس فيها نفسك وحاول تجاوز مشاكل الطفولة والتصالح معها وبعدها اختر لنفسك رفيقة حقيقية وليس معبودة، أو حية تلتف حول رقبتك «وتقع فى خية تملكك تهلكك» كما قال سيد حجاب فأنت تستحق امرأة تعوضك ما فعلت بك الأيام. 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق