الاستخبارات الأمريكية تفك شفرة الاتصالات الدبلوماسية الروسية السرية
السبت، 27 مايو 2017 11:55 صوكالات
لا يزال الأثر الروسى فى الانتخابات الأمريكية يؤرق الإعلام، إذ زعمت صحيفة واشنطن بوست أن استخبارات هذا البلد "فكت شفرة اتصالات دبلوماسية روسية سرية" مع شخصيات مقربة من ترامب.
وقالت الصحيفة إن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وكبير مستشاريه، عرض فى ديسمبر الماضى على السفير الروسى فى واشنطن إقامة قناة تواصل سرية مع الكرملين، حسب ما نشرته شبكة "روسيا اليوم".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أمس الجمعة، أن الاستخبارات الأمريكية علمت من خلال تنصتها على محادثات هاتفية للسفير الروسى سيرغى كيسلياك، أن كوشنر، الذى أصبح آنذاك كبير مستشارى ترامب للشؤون الخارجية، اقترح على السفير الروسى استخدام القنوات الدبلوماسية المحمية المتوفرة فى مبانى السفارة أو القنصلية الروسيتين لهذه الغاية، وأضافت الصحيفة، أن كيسلياك "تفاجأ كثيرا" لهذا الاقتراح.
ووفقا للصحيفة، فقد أقدم كوشنر على هذه الخطوة رغبة فى تأمين اتصالات فريق ترامب مع موسكو من تنصت المخابرات الأمريكية لمصلحة إدارة باراك أوباما المنتهية ولايتها آنذاك.
وذكرت الصحيفة أن كوشنر قدم العرض خلال اجتماعه بكيسلياك فى "برج ترامب" (Trump Tower) بنيويورك فى 1 أو 2 من ديسمبر الماضي، أى قبل شهرين تقريبا من تولى ترامب الرئاسة.
وأضافت الصحيفة أن هذا الاجتماع حضره أيضا مستشار الأمن القومى السابق مايكل فلين الذى أجبر على الاستقالة بعد أسابيع من تعيينه فى هذا المنصب بعدما اتضح كذبه بشأن اجتماعه بالسفير الروسي.
وتذكر الصحيفة أن هذا اللقاء الثلاثى لم يخضع لتنصت الجهات الأمريكية المختصة، وفى إطار الهجوم الإعلامى المتصاعد على صهر ترامب، قالت وكالة روتيرز، نقلا عن سبعة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، إن كوشنر كان أخفى ثلاثة اتصالات على الأقل، لم يكشف عنها من قبل، مع السفير الروسى لدى الولايات المتحدة خلال وبعد الحملة الرئاسية لعام 2016.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الاتصالات شملت اتصالين هاتفيين فى الفترة ما بين أبريل/نيسان ونوفمبر/تشرين الثانى من العام الماضي.
من جانبها، قالت جيمى جوريليك، محامية كوشنر إن الأخير "أجرى آلاف المكالمات فى هذه الفترة الزمنية، ولم يتذكر أى من المكالمات المذكورة، وقد طلبنا من رويترز تحديد مواعيد هذه المكالمات المزعومة حتى نتمكن من النظر فيها والاستجابة لها، ولكننا لم نتلق مثل هذه المعلومات.
وأضافت المحامية، أن كوشنر مستعد للإجابة - "إذا كان ذلك مطلوبا منه" - عن استفسارات مكتب التحقيقات الفدرالى (FBI) والكونغرس حول دوره فى حملة ترامب الانتخابية فيما يتعلق بقضية الاتصالات المزعومة مع روسيا.
وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن كوشنر هو أحد الأشخاص الذين يحقق مكتب التحقيقات الفدرالى حاليا فى احتمال ضلوعهم فى قضية تدخل روسيا فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
التحقيقات تستمر
وفى سياق متصل، نقلت صحيفة واشنطن بوست، عن مصدر قريب من التحقيق الذى يجريه مجلس الشيوخ الأمريكى فى القضية ذاتها، أن لجنة الاستخبارات فى المجلس طلبت من فريق ترامب تقديم كل ما يحوزه من الوثائق المتعلقة بروسيا.
وبحسب المصدر، فإن الطلب يشمل كل الرسائل الإلكترونية وتسجيلات المكالمات الهاتفية التى تداولت منذ انطلاق الحملة الانتخابية لترامب فى يونيو عام 2015.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة العدل الأمريكية عينت قبل أيام المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالى روبرت مولر مستشارا خاصا لإجراء تحقيق مستقل حول التدخل الروسى المزعوم فى الانتخابات الأمريكية، الأمر الذى ينفيه الكرملين والبيت الأبيض على حد سواء، وهناك تحيقيقان متوازيان آخران تجريهما لجنتا الاستخبارات فى كل من مجلس الشيوخ والكونغرس الأمريكيين.