لكل شعب حكاية: «الخروف الأسود»... أسطورة أيرلندية قديمة
السبت، 27 مايو 2017 10:19 ص
تختلف الشعوب في لغتها وعقيدتها وسياستها، لكنها تقترب من بعضها البعض في الثقافات والعادات، التي تعد جسرًا للتواصل ما دامت البشرية، وبمناسبة شهر رمضان الكريم، يقدم «صوت الأمة» لجمهور القراء، تحت عنوان «لكل شعب حكاية» مجموعة من هذه الحكايات الشعبية، من التي تشيع ثقافة التسامح والحوار، والتي تتشابه في بعضها مع الحكايات أو العادات لدينا في مصر.
يرصد «صوت الأمة» هذه الحكايات المنتقاة من سلسلة ثقافات الشعوب، التي أصدرها مشروع كلمة للترجمة، التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والسياحة، ولذا فإننا نقدم للقراء حكاية «الخروف الأسود» وهي أسطورة آيرلندية قديمة، من بين الحكايات التي جمعها الشاعر وليم باتلر ييتس، في كتاب «نزهة الساحرات.. حكايات شعبية من آيرلندا»، ونقلتها إلى اللغة العربية المترجمة تغريد الغضبان.
ووليم باتلر ييتس شاعر ومسرحي إنجليزي من أصل آيرلندي، ولد عام 1865 وتوفي عام 1939، يعتبر واحدًا من أهم الأدباء والشعراء في القرن العشرين، نال جائزة نوبل للآداب عام 1923.
أسطورة الخروف الأسود في آيرلندا
من العادات المتبعة منذ القدم عند الآيرلندين، عند قيام شخص بدلق الماء أثناء الليل، أن يصيح بصوت مسموع قائلاً: «حذار الماء». أو حرفيًا كما يقول الآيرلنديون: «أبعد نفسك عن الماء»، وذلك مراعاة للاعتقاد السائد أن أرواح الميتين، تستمر في التجول، ومن الخطر إلقاء الماء عليها.
وفي إحدى الليالي المظلمة قامت امرأة بدلق دلو كانل من الماء المغلي، من دون النطق بتلك الجملة المحذرة للأرواح، فسمعت على الفور صرخة كأنها قادمة من شخص يتألم، لكن لم يظهر أحد.
وفي الليلة التالية دخل خروف أسود بيتها، وكان ظهره محروقًا، واستلقي أرضًا بالقرب من المودق، وأخذ يتأوه حتى مات. فأدرك الجميع أنه تلك الروح التي احترقت بالخطأ على يد المرأة.
حملوا الخروف الميت، وفنوه. لكن في الوقت نفسه من كل ليلة، كان الخروف ذاته، بظهره المحروق، يدخل البيت، ويستلقي عند الموقد، يتأوه، ثم يموت.
وبعد تكرار هذا عدة مرات، طلبوا مساعدة القس. وبفضل قوة رقيته. وتعاويذه، استراحت روح الميت، ولم يعد الخروف الأسود للظهور، كما لم يجدوا جثته في القبر حين نبشوه، مع أنهم وضعوه بأيديهم، هناك عميقًا في الأرض، وأهالوا عليه التراب بأيديهم.
اقرأ أيضًا