الإرهاب الأسود يقتل «مينا» ونجلته ووالده.. ويصيب زوجته
الجمعة، 26 مايو 2017 10:08 م
في الساعات الأولى من الصباح، أستيقظت «ماري» على صوت رنين هاتفها المحمول، فمدت إليه يدها في كسل تنظر في شاشته المضيئة لتكتشف هوية محدثها، قبل أن تجيب بصوتها الهادئ، وتشكر حماها على إيقاظهم في الموعد المناسب، وتنهي مكالمتها بعد أن ودعها «بطرس» على أمل لقائها وزوجها ونجلتيها بعد ساعات قليلة أمام كنيسة قرية نزلة حنا بمركز الفشن.
وأعادت «ماري» الهاتف إلى مكانه السابق، وأقتربت من زوجها الحبيب «مينا» بهدوء، وهمست إليه فى أذنيه بحنان «صباح الخير»، ليفتح الأخير عينيه على وجهها المحبب إليه، ويجيب بصوت ناعس «صباح الجمال»، فتبتسم إليه الزوجة بلطف، وتبتعد عن السرير بخطوات بطيئة فى طريقها إلى باب الحجرة، قبل أن ينادى عليها بصوت مرتفع نسبيًا، فتلتفت إليه فى ترقب لتجده يصيح بحبك.
وارتفع صوت «ماري» بالضحك أثناء خروجها من غرفة نومها بسرعة، وتوجهت إلى حجرة أبنتيها المجاورة لها، فمسحت على وجه نجلتها الكبرى «سيلينا» بهدوء، ونادت عليها بصوت حنون، لتفتح الطفلة عيناها الناعسة على الفور، فأطمئنت الأم لنجاح النصف الأول من مهمتها قبل أن تدغدغ صغيرتها «موريسكا» بلطف، فاستيقظ الأخيرة وارتسمت على وجهها بسمة ساحرة كفيلة بمحو غضب الدنيا.
دخلت «ماري» إلى الحمام برفقة «موريسكا» و«سلينا» لتحممها ثم عادت بهما إلى الغرفة وغيرت لهما ملابسهما، فألبست «موريسكا» فستانًا جميلا، ورفعت لها شعرها الصغير حتى لا يزعجها في رحلتهم إلى دير الأنبا صموئيل المعترف، بينما أرتدت «سيلينا» تنورة قصيرة وقميص خفيف، وصنعت لها والدتها ضفيرة جميلة فى شعرها، وفور إنتهاء "مارى" من تجهيز صغيرتيها عادت إلى غرفتها لتجد «مينا» أتم استعداده.
شعر «مينا» بقلبه يقفز في صدره خوفًا على صغيراته وزوجته، فهمس إلى «ماري» أن تتختبئ مع البنات أسفل الكرسي، ولا تتحرك مهما حدث، فاستمعت له فى خوف، واستغلت إنشغال الإرهابيون بإنزال الرجال، ونفذت آوامر زوجها، وما هى إلا لحظات حتى سمعت صوت إطلاق الأعيرة النارية، فخافت على حبيبها، وقامت من موضعها محاولة النظر من النافذة والاطمئنان على مينا.
وشهدت «ماري» دماء زوجها ووالده تخضب رمال الصحراء، فصرخت باسم «مينا»، وشاركت الراكبات النحيب على ذويهم قبل أن يرتفع صوت الرصاص مرة أخرى بشكل عشوئى داخل السيارة، فحاولت الإختباء بين الكراسى مرة أخرى، وضمت إليها صغيراتها، وظلت على هذا الوضع حتى تأكدت من رحيل القتلى، فتحاملت على نفسها محاولة النهوض من مكانها للإطمئنان على أطفالها لتكتشف موت «موريسكا».