الإرهاب الأسود يقتل «مينا» ونجلته ووالده.. ويصيب زوجته

الجمعة، 26 مايو 2017 10:08 م
الإرهاب الأسود يقتل «مينا» ونجلته ووالده.. ويصيب زوجته
ضحايا الحادث الارهابى
كتب - إسلام ناجي

في الساعات الأولى من الصباح، أستيقظت «ماري» على صوت رنين هاتفها المحمول، فمدت إليه يدها في كسل تنظر في شاشته المضيئة لتكتشف هوية محدثها، قبل أن تجيب بصوتها الهادئ، وتشكر حماها على إيقاظهم في الموعد المناسب، وتنهي مكالمتها بعد أن ودعها «بطرس» على أمل لقائها وزوجها ونجلتيها بعد ساعات قليلة أمام كنيسة قرية نزلة حنا بمركز الفشن.

47570_3222872790399_1710588583_n

وأعادت «ماري» الهاتف إلى مكانه السابق، وأقتربت من زوجها الحبيب «مينا» بهدوء، وهمست إليه فى أذنيه بحنان «صباح الخير»، ليفتح الأخير عينيه على وجهها المحبب إليه، ويجيب بصوت ناعس «صباح الجمال»، فتبتسم إليه الزوجة بلطف، وتبتعد عن السرير بخطوات بطيئة فى طريقها إلى باب الحجرة، قبل أن ينادى عليها بصوت مرتفع نسبيًا، فتلتفت إليه فى ترقب لتجده يصيح بحبك.

422620_3156373927969_212273624_n

وارتفع صوت «ماري» بالضحك أثناء خروجها من غرفة نومها بسرعة، وتوجهت إلى حجرة أبنتيها المجاورة لها، فمسحت على وجه نجلتها الكبرى «سيلينا» بهدوء، ونادت عليها بصوت حنون، لتفتح الطفلة عيناها الناعسة على الفور، فأطمئنت الأم لنجاح النصف الأول من مهمتها قبل أن تدغدغ صغيرتها «موريسكا» بلطف، فاستيقظ الأخيرة وارتسمت على وجهها بسمة ساحرة كفيلة بمحو غضب الدنيا.

904485_10200409465998915_1184222678_o
 

دخلت «ماري» إلى الحمام برفقة «موريسكا» و«سلينا» لتحممها ثم عادت بهما إلى الغرفة وغيرت لهما ملابسهما، فألبست «موريسكا» فستانًا جميلا، ورفعت لها شعرها الصغير حتى لا يزعجها في رحلتهم إلى دير الأنبا صموئيل المعترف، بينما أرتدت «سيلينا» تنورة قصيرة وقميص خفيف، وصنعت لها والدتها ضفيرة جميلة فى شعرها، وفور إنتهاء "مارى" من تجهيز صغيرتيها عادت إلى غرفتها لتجد «مينا» أتم استعداده.

1274414_4740458489093_1573183270_o
 
وارتدت الزوجة ملابسها بسرعة، ووقفت أمام المرآة تتأمل ملامحها الهادئ، في محاولة لتمالك نفسها، فهي تشعر وكأن هناك شيئًا ناقصًا، أو شيئًا سيئًا على وشك الحدوث، ولم يغفل «مينا» شرود حبيبته، فنظر إليها لحظات قبل أن يستفسر عن حالها، لتجيبه بأنها تخشى أن تكون نست شيئًا، فضحك الزوج ساخرًا، وهو يشير إلى الحقائب، قائلا: كل ده وهتبقى نسيتي حاجة.
 
1501174_10200409473679107_1298552019_o
 
توجهت عائلة «مينا» الصغيرة إلى الكنيسة حيث ينتظرهم والده إلى جانب أتوبيس الرحلات المكلف بنقلهم إلى دير الأنبا صموئيل المعترف، وما أن وقعت عينى "بطرس" على أبنه وزوجته وأطفاله، حتى تهلهلت أساريره، وتقدم منهم ليداعب حفيداته، وركبوا جميعًا الأتوبيس، ليتحرك السائق وسط تعالي أصوات الركاب بالترانيم والصلوات.
1907759_710005332363312_1064627857_o
 
بعد 4 كيلو مترات فقط من مدخل «المدق الرملي» المؤدي للدير، تفاجئ الركاب بسيارتى دفع رباعي تقترب منهم بسرعة كبيرة، وتستوقفهم، لينزل منها رجال ملثمون ومسلحون، صعد أحد الرجال إلى الأتوبيس، وصرخ فى الركاب سائلاً: هل أنتم مسيحيون؟، فأجابوا بالإيجاب، ليصرخ الملثم مرة أخرى، ويأمر الرجال بالنزول من السيارة.
1965037_827437610620083_2073158819966406263_n

شعر «مينا» بقلبه يقفز في صدره خوفًا على صغيراته وزوجته، فهمس إلى «ماري» أن تتختبئ مع البنات أسفل الكرسي، ولا تتحرك مهما حدث، فاستمعت له فى خوف، واستغلت إنشغال الإرهابيون بإنزال الرجال، ونفذت آوامر زوجها، وما هى إلا لحظات حتى سمعت صوت إطلاق الأعيرة النارية، فخافت على حبيبها، وقامت من موضعها محاولة النظر من النافذة والاطمئنان على مينا.

10003833_10200652944845734_1749080001_o
 

وشهدت «ماري» دماء زوجها ووالده تخضب رمال الصحراء، فصرخت باسم «مينا»، وشاركت الراكبات النحيب على ذويهم قبل أن يرتفع صوت الرصاص مرة أخرى بشكل عشوئى داخل السيارة، فحاولت الإختباء بين الكراسى مرة أخرى، وضمت إليها صغيراتها، وظلت على هذا الوضع حتى تأكدت من رحيل القتلى، فتحاملت على نفسها محاولة النهوض من مكانها للإطمئنان على أطفالها لتكتشف موت «موريسكا».

10603900_827470853950092_5688049020766664806_o
 
10887102_874321882598322_2218527246966960464_o
 
11002492_10202817871287542_2301362530925590979_n
 
12341060_1051266551570520_7642112359726495138_n
 
12523114_10204061968989207_5228870757280340954_n
 
12662503_1081399328557242_6726982988624044877_n
 
12924561_1122410441122797_4491237895043802661_n
 
14463163_10205542786008707_7040192694910219424_n
 
15871941_1360268737336965_2903482758701892765_n
 
16403001_10206386727106707_939578814250528325_o
 
18765920_653465631526436_4608458784302611337_n
 
مينا صموائيل غطاس
 
اقرأ ايضا
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق