«داعش» يواصل كتابة سجله الأسود بمداد «الدم الحرام».. وأزهريون: الأقباط أنفس معصومة.. والاعتداء عليهم من الكبائر

الجمعة، 26 مايو 2017 03:51 م
«داعش» يواصل كتابة سجله الأسود بمداد «الدم الحرام».. وأزهريون: الأقباط أنفس معصومة.. والاعتداء عليهم من الكبائر
داعش _أرشيفية
هناء قنديل

واصل تنظيم داعش الإرهابي، ضرباته الخسيسة إلى العمق الاجتماعي المصري؛ محاولا شق الصف، وتدمير نسيج الوطن، وزرع الفتنة بين عنصري  الأمة المصرية العريقة.

خلال الساعات القليلة الماضية، كتب التنظيم الإرهابي، بمداد من «الدم الحرام»، صفحة جديدة في سجله الأسود، عندما اقتحم زبانيته حالة الهدوء والسكينة التي عمت عددا من الأقباط الأبرياء؛ في أثناء استقلالهم حافلة للسفر في رحلة دينية، من بني سويف إلى المنيا، وأمطروهم بوابل غزير من الرصاصات الغادرة؛ ما أسفر عن استشهاد 29 ضحية، وإصابة 30 آخرين.

وأكد علماء وفقهاء أزهريون، أن شريعة الإسلام، تنظر إلى الأقباط على أنهم أنفس معصومة، لا يجوز بحال الاعتداء عليهم، وأن جمهور الفقهاء، على اختلاف العصور الإسلامية، يعدون الاعتداء على النفس التي عصم الدين دمها إلا بالحق؛ كبيرة يقتص الله من مركتبها بالعذاب الأليم.

رد على وثيقة السيسي

من جانبه أكد الداعية الإسلامي، مظهر شاهين، أن الهجمة الإرهابية الأخيرة، ضد الأقباط الأبرياء في حافلة المنيا؛ محاولة دنيئة من تنظيم داعش الإرهابي للرد على نجاح القمة الإسلامية الأمريكية التي استضافتها المملكة العربية السعودية، وما شهدته من كلمة بليغة للرئيس عبدالفتاح السيسي، اعتمدها مجلس الأمن كوثيقة ضد الإرهاب.

وأكد "شاهين"، أن الاعتداء على الأقباط، اعتداء على المصريين جميعا، ولابد من مواجهته بكل قوة، عبر مزيد من التكاتف، والتلاحم الوطني، مع اتخاذ الإجراءات العاجلة؛ لتضميد الجراح، ومعاونة ذوي الضحايا على تجاوز هذه المحنة الشديدة. 

المسلم لا يعتدي

أكد الدكتور صبري عبادة، مستشار وزير الاوقاف لقطاع المديريات، أن الإسلام يضع حرمة الدماء، على رأس مقاصد الشريعة العليا، إذ لا يجب إهدار دم إنسان، وقتله إلا عبر محاكمة عادلة، يقيمها ولي الأمر، وهو القاضي، على جرم يرتكبه الإنسان، ويكون عقابه القصاص.

وأوضح «عبادة» لـ«صوت الأمة»، أن القتل دون وجه حق ليس من شريعة المسلمين، لأنه يمثل اعتداء، والله لا يحب المعتدين، لافتا إلى أن الأقباط تنطبق عليهم القاعدة ذاتها، فلا يجوز الاعتداء عليهم لمجرد أنهم أقباط.

وأضاف قائلاً : «ما أكثر الأحاديث  النبوية التي تحض على حسن معاملة الأقباط، وعلى محاربة الله لكل من يعتدي عليهم"، مشددا على ضرورة أن يتم تنظيم فعاليات؛ لزيادة الوعي بهذه الأمور الدينية، وتعزيز فقه المعاملات، وعدم الاكتفاء بفقه العبادات».

واجب شرعي

بدوره أوضح الدكتور أحمد عمر هاشم، الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، عضو هيئة كبار العلماء، أن استهداف الأقباط، يعد من الكبائر، التي يعذب مرتكبها عذابا شديدا بين يدي الله يوم القيامة، مشددا على أن حماية الأقباط واجب شرعي على الدولة الإسلامية، من أول ولي الأمر، إلى أصغر رجالها.

ودعا «هاشم» إلى التكاتف في هذه اللحظات العصيبة، والحفاظ على النسيج الوطني للمجتمع، قويا ومتينا، مشيرا إلى أن الإرهاب يرقص رقصته الأخيرة، التي يحاول من خلالها النفاذ إلى قلب النسيج، واللحمة الوطنية المصرية؛ لضرب الاستقرار الذي تشهده البلاد، وتأجيج الفتنة، بما يمنع الالتفات إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها الوطن.

الأخبار المتعلقة:

الدم الحرام في حادث أتوبيس المنيا الإرهابي

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق