دو بونت.. أندر سيارات العالم على الإطلاق
السبت، 27 مايو 2017 09:30 ص
تأسست شركة دو بونت فى ولاية بديلاوير الأمريكية عام 1802، وتخصصت فى إنتاج البارود. وتوسعت تلك الشركة فيما بعد لتصبح إمبراطورية ضخمة تخصصت فى مجال الصناعات الكيماوية. وشملت منتجاتها أسماء سجلت كعلامات تجارية مثل النايلون والسلوفان والداكرون والرايون.
كانت هناك أيضا سيارة تحمل إسم دو بونت، وكانت تلك السيارة أحد أعلى السيارات الأمريكية جودة ولم تقل من حيث الفخامة عن سيارات كاديلاك وباكار ولينكولن وستوتز ودوسنبرج.
تأسست شركة دو بونت موتورز خلال الحرب العالمية الأولى على يد بول دو بونت. وخلال الحرب أنتجت الشركة محركات السفن، وبعد إنتهائها إتجهت لإنتاج السيارات الفخمة، ورغم إستثمارات دو بونت في جنرال موتورز، سعت الشركة الجديدة للنأى بنفسها عن أى صلة بجنرال موتورز.
سمحت الإمكانات المادية لبول بالإستعانة بأفضل المهندسين والإداريين في الولايات المتحدة خلال تلك الفترة. وظهرت سيارة الشركة الأولى وهى موديل A فى الصالون الدولي لعام 1919، والذي أقيم فى فندق كومودور بنيويورك. وللعلم ، كان هذا الصالون من الفعاليات التي لا يمكن حضورها سوى بدعوات خاصة، وفيه يختلط الأثرياء بأرقى شركات صناعة السيارات والهياكل فى تلك الفترة، وخلاله أيضا تتم طلبات حجز تلك السيارات المعروضة ذات السعر الباهظ بأسعار تلك الفترة.
كان لموديل A قاعدة عجلات يبلغ طولها 3.15 متر ومحرك ذى 4 سلندرات تولت الشركة تصنيعه بنفسها. وفيما بعد إستخدمت دو بونت محركات من إنتاج شركات أخرى مثل كونتيننتال وويسكونسن وهيرشل- سبيلمان، أما الهياكل فتولت تصنيعها أسماء كبيرة فى هذا المجال منها ولفينجتون وميرفى وميريماك.
أستقبلت الطبقات الثرية موديل A بحفاوة ملحوظة، وتم تعديل السيارة بشكل طفيف لتصبح الموديل B فى أوائل العشرينيات وإستمر إنتاج هذا الموديل حتى عام 1924. ولنعلم مدى خصوصية تلك السيارة يكفي لنا أن نعلم أنه لم ينتج من موديلى A وB سوى 118 سيارة بين عامى 1919 و1924. والطريف أن بول دو بونت كان يقوم بإختبار تلك السيارات بنفسه قبل تسليمها لعملاء الشركة التى تولى مهندسوها عملية تدريب العملاء على قيادة تلك السيارات.
فى عام 1923 ظهر موديل C، وكان مجهزا بمحرك كونتيننتال 6 أعقبه موديل D مجهزا بمحرك ويسكونسن 6 ثم موديل E فى عام 1927. وفي ذلك العام فشلت محاولات تجهيز المحرك بشاحن فائق . وفي العام التالي ظهر موديل F، وكان نسخة من موديل E ولكن بزيادة فى طول قاعدة العجلات بلغت 28 سم ليصل طولها الإجمالي إلى 3.45 متر. ولم ينتج من هذا الموديل سوى ثلاث نسخ فقط.
وفى عام 1928 أيضا، قدمت دو بونت موديل G، وكان مجهزا بمحرك ذى 8 سلندرات سعة 5.3 لتر، وبلغت قوة هذا المحرك 125 حصانا. كانت الفخامة واضحة في مقصورة هذا المحرك حيث غطت الأسلاك وشمعات الإحتراق أسفل غطاء أنيق من الألومنيوم، وهو ما منحه مظهر المحرك ذى الكامات العلوية رغم أن صماماته كانت مثبتة في جانب المحرك.
قامت دو بونت بإنتاج نسخة سبيدستر من موديل G، كانت بمقعدين وقاعدة عجلات طولها 3.42 متر. والمعروف أن مارى بيكفورد وكانت أحد أهم نجمات هولييود فى تلك الفترة قامت بشراء نسخة من تلك السيارة، وأهدتها لزوجها بمناسبة عيد ميلاده. وكانت الشركة تنوى المشاركة بتلك النسخة في سباق لومان، ولكن لم تنجح فى ذلك بسبب لوائح السباق الذى يشترط أن تكون السيارات المشاركة بأربعة مقاعد. ولهذا السبب قامت الشركة بإنتاج سيارتين سبيدستر لكل منهما أربعة مقاعد، ولكن لم يتم الإنتهاء سوى من سيارة واحدة عند حلول موعد السباق. وشاركت تلك السيارة لمدة ثلاث ساعات وكان ترتيبها الثامن قبل أن تنسحب نتيجة عطل فنى. فى الواقع لم تكن المشاركة فاشلة، والدليل على ذلك أن الشركة أنتجت في عام 1930 موديل لومان.
شاركت سيارة دو بونت أيضا فى سباق إنديانابوليس 500 بالولايات المتحدة عام 1930 ، وخلال هذا السباق حاول السائق تفادى حادث تصادم كبير على الحلبة فأرتطم بحائط بعد 22 لفة. وبهذا الحادث إنتهت مشاركات دو بونت الرسمية في عالم السباقات.
فى أواخر العشرينات، إشترت دو بونت شركة إنديان لصناعة الدراجات البخارية، ونقلت عمليات إنتاج السيارات إلى مصنع إنديان فى سبرنجفيلد. وهناك أنتجت موديل H وهو أخر موديلات الشركة وأندرها أيضا، فلم ينتج منه سوى 3 نسخ فقط بين عامى 1930-1931. وكان لتلك السيارة قاعدة عجلات بطول 3.68 متر مثبتة على إطار ستيرنس-نايت مطول.
فى عام 1932 ، أطاحت الأزمة الإقتصادية التي أصابت الولايات المتحدة بشركة دو بونت، وهو ما حدث مع شركات أخرى عديدة خاصة وأن الظروف الإقتصادية خلال تلك الفترة لم تكن مواتية لإزدهار شركات تخصصت في إنتاج الموديلات الفاخرة ذات السعر الباهظ.