صوت الأمة تحاور زويل الصغير.. يوسف البدري: هزمت حكومة «إسماعيل»
الجمعة، 19 مايو 2017 07:09 محوار: ريم محمود.. تصوير: أشرف فوزي
- التقشف الحكومي كان سيمنعني من تحقيق حلمي
- المناهج المصرية من أقوى المناهج على مستوى العالم
- هذا ما سأقوله لوزير التربية والتعليم
«التقشف الحكومي كان سيمنعني من تحقيق حلمي في الحصول على الميدالية الذهبية لمصر».. هكذا بدأ الطالب يوسف عمرو السيد البدري، الفائز بالميدالية الذهبية، وصاحب المركز الأول عالميا في أكبر مسابقات العلوم والهندسة، التي أقيمت في مدينة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، حديثه مع بوابة «صوت الأمة» أثناء الندوة التي أقيمت بمقر الجريدة.
وكشف «زويل الصغير» كواليس رحلته منذ الدراسة حتى حصوله على الميدالية، حيث يعد أول طالب مصري يحصل على الميدالية الذهبية بأمريكا.
يبلغ يوسف من العمر 17 عاما في الصف الثاني الثانوي بمدرسة روض الفرج الثانوية العسكرية، التابعة لإدارة روض الفرج التعليمية، ومشروعه (GOBEL) محطة طاقة، باستخدام عدسات مطورة تنتج طاقة تبلغ 97%.. وإلى نص الحوار:
- كيف بدأت قصتك للحصول على هذه الميدالية؟
بدأت القصة منذ أربع سنوات، حينما بدأت أتدرب فى ورش أنتل لمهارات البحث العلمي، وهذه الورش تابعة لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مع الدكتورة هبة عبد السلام، المسؤلة عن هذه الورش، وتختص بالتدريب على إيجاد حلول علمية لمشكلات البلد والعمل على إيجاد مشاريع للاستفادة حتى يتم التطوير الفعلي.. فالبحث العلمي أسلوب حياة.
- ما المشروع الذي تقدمت به إلى المسابقة؟
تقدمت في المسابقة بأبحاث تساعد مصر على التخلص من تلوث الهواء، خاصة أن القاهرة كانت من أكثر الأماكن على مستوى العالم تلوثا، وشملت هذه الأبحاث أسباب التلوث، التي كان على رأسها الطاقة التي نولدها بالإضافة إلى كيفية الاستعانة بالخلايا الشمسية للعمل على حل هذه المشكلة حل جذري.
- كيف ساعدك المركز القومي للبحوث في ذلك؟
كان مشروعي تحت إشراف المركز القومي للبحوث ولكن للأسف كان بطريقة ودية بيني وبين الدكتور المتابع لي في هذا الشأن.. فأنا كنت أعمل على الأدوات الخاصة به وليس الخاصة بالمركز وأيضا كنت أتواجد بطريقة غير رسمية ومن غير أوراق رسمية تثبت ذلك.. كنت بجيب حاجاتي وأنا جاي مكنتش باخد أي أدوات من المركز.. أنا ميأستش بس في غيري كتير يأس.
- ماذا عن دعم أكاديمية البحث العلمي لك؟
الأكاديمية لم تقدم لي أي دعم بل بالعكس كانت ستتضيع حلمي في السفر إلى أمريكا والحصول على الميدالية الذهبية، فقد تقدمت للحصول على سعر تذكرة السفر ولكن الروتين والرسميات وتشكيل لجان لهذا الأمر.. عمل على تعطيلى كثيرا حتى قام أحد رجال الأعمال بالتبرع بسعر التذكرة قبل السفر بيوم.
- في وجهة نظرك ما الفرق بين التعليم فى مصر والتعليم في أمريكا؟
الفرق بين التعليم في مصر والتعليم في أمريكا كبير جدا.. هناك بيتعلموا لكن احنا هنا مش بنتعلم، وأذكر أن أحد أساتذة الجامعات في أمريكا قال ذات يوم إن المناهج المصرية من أقوى المناهج على مستوى العالم ولكن طريقة الشرح والتدريس ضائعة، وأساليب توصيل المعلومة للطالب لم تكن جيدة وكل ذلك يكمن في تأهيل المعلم، بالإضافة إلى اعتمادهم الأكبر على البحث والمراجعات بدلا من الكتب الدراسية.. حتى لو قوانين فى مادة الفيزياء يتم تطبيقها عملي ومفيش كتاب مدرسي بيستخدموا المراجع.. وأيضا هناك لديهم كل الاحتياجات متوفرة باحترافية والمعلم يتعامل مع التدريس على أنه رسالة وليس مهنة سعنى لو في طالب واحد مفهمش الدرس من المعلم في أمريكيا فهذه تعتبر لديهم كارثة.
- ما رأيك في الخطة الجديدة الموضوعة لمنظومة التربية والتعليم؟
أنا أرى أن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم الحالي من أفضل الوزراء الذين تولوا حقيبة الوزارة، خاصة أن فكرة تحول النظام التعلميى فى مصر سوف ترفع منه ولكن يجب أن يضع في الأعتبار الأول المعلم فإذا كان المعلم وعقليته جيدة فسيكون كل شئ على ما يرام، ولكن إذا كان التأهيل غير جيد فستقل قيمة التعليم أكثر من ذلك خاصة أن من المتوقع أن يقوم بعض المدرسين ببيع هذه الأبحاث والمشاريع على غرار الدروس الخصوصية.
- ماذا يحتاج المعلم المصري في وجهة نظرك؟
عقلية المعلمي المصري حاليا تبحث عن المبالغ المالية لذلك يجب على الدولة رفع أجورهم أولا حتى يمكن الاستفادة بعقلية متميزة، وحتى لا يلجأ الى أساليب خارجية للبحث عن الأموال، بالإضافة إلى أنه يجب أن تكون كليات التربية من مجموع أعلى من أي شئ حتى نتمكن من إنشاء جيل قادر على البحث العلمي والابتكار.
- ما هي أهم المشاكل التي تواجه الباحثين في مصر؟
تظل المشكلة الأساسية لدينا هى الدعم فبرغم كل تصريحات أكاديمية البحث العلمى ووزير التعليم العالي بوجود موارد مالية للباحثين ولكن لا يوجد أحد منهم فهذا كلام غير الواقع تماما لأن الاهتمام بالباحثين أصبح فى مصر زيرو.. فنحن في حاجة إلى دعم لأن البحث العلمي هو الأساس وهو الذي سينمي الصناعة المصرية.
- هل تخطط لأن تسافر خارج مصر للاستفادة بالبحث الخاص بك؟
لا.. أنا هدفي أن أخدم بلدي وليس لدي أي نية لحل مشاكل دولة أخري غير بلدي.
- ماهى أهم النقاط التي تناقشها مع وزير التربية والتعليم خلال لقائك به بعد أيام؟
أهم النقاط التي سوف أتحدث بها هي درجات زائدة للباحثين على غرار المتفوقين رياضيا والذين يحصلون على درجات الحافز الرياضي، لأن كثيرا من هذه الأبحاث تأخذ من وقت المذاكرة ولكن شئ إيجابي وليس سلبي.
- ماهي مشكلة المناهج الدراسية المصرية؟
تظل فكرة الحشو وطرق التدريس في مصر هي أزمة المناهج الدراسية، فكثيرا من الدروس لا نستفيد بها وننساها فور انتهاء الامتحانات بالإضافة إلى أنه يوجد كثير من المناهج غير المحدثة على رأسها الفيزياء الحديثة فهي لم تجدد منذ 1990.
- كيف كرمتك مديرية التربية والتعليم بالقاهرة؟
حصلت على درع وشهادة تقدير منهم، وقد عرفوا في الأساس بالأمر من والدي وأيضا المشرفة على الموضوع.. الدكتور هبة محمود بوزارة التربية والتعليم.
- ماذا عن دور والديك في المنزل وتشجيعك على ذلك؟
على الأسرة والبيت أكثر من 80% لتنمية مهارات الطلاب وأبنائهم أكثر من المدرسة فعليهم أن يبدأو بحب المعرفة والقراءة ثم تطبيق ذلك علميا، وقال والده إن على كل أولياء الأمور الاهتمام بتنمية مهارات أبنائهم وأن يكفوا عن الشكاوى واستغلال أوقاتهم في القراءة.
- ما حلمك المقبل؟
حلمي المقبل هو أن التحق بجامعة بحثية هي جامعة النيل خاصة أن الجامعة وعدتني بمنحة كاملة، بالإضافة إلى تكوين فريق بحثي وأن أصبح دكتورا جامعيا في التخصص الذي أريده.
- ما هي نصيحتك لجميع الطلاب المصريين؟
عليهم أن يحددوا أهدافهم أولا، ثم التخطيط لها والإصرار عليها مهما كانت الظروف المحيطة بهم.
اقرأ أيضا:
- الجمعة.. «صوت الأمة» تستضيف الطالب المصري الفائز بالميدالية الذهبية بأمريكا (صور)