رمضان الغلابة.. 50 جنيها تحل الأزمة
الجمعة، 19 مايو 2017 02:28 مكتبت-منال العيسوى - تصوير أشرف فوزى
قبل حلول شهر رمضان الكريم، هناك مشاهد لا تفارق البيوت المصرية، تكشف لنا عقل المرأة المصرية المدبرة، التي تعرف بأقل الأموال أن تدير منزلها وحياتها فتبتدع الحلول وتواجهها وتنجح، والتحية هنا تكون واجبة لربة منزل، التي لا تمتلك مالا كافيا، لكنها تحيا بأقل القليل ليس فقط بل تكون سعيدة بمشاركة جيرانها وحبايبها.
قبل رمضان بشهور، جلست أم محمد وجيرانها وبناتها اللاتي تعلمن في أحد المصانع، تدبر حالها لمواجهة الشهر الكريم بكل مصاريفه وسط ارتفاع أسعار أغلب السلع، وكان الحل السحري «جمعية بـ50 جنيها».
في صالة منزلها جلست أم محمد، وهي أم لخمسة بنات وولدين، تعيد حساباتها مرة أخرى لتوفير احتياجات الشهر الكريم، قائله:«هيعدي هيعدي ببركة الله والشهر الكريم»، فاذا بابنتها الكبرى سماح التي تعمل في مصنع ملابس تدخل عليها، وعلى وجهها ابتسامة ممزوجة بالدهشة، تدخل وهي تنادي عليها، ماما النهاردة البنات في المصنع قالوا نلم جمعية عشان العيد، وأنا هدخل معاهم بـ20 جنيه.
وكأن سماح ألهمت أمها الحل وردت قائلة:«لاء هاتي العشرين جنيه وأنا هعملك جمعية مع الجيران»، وبأعلى صوت لها تقف في منور المنزل وتنادي جيرانها، وتعرض عليهم الفكرة، جمعية بـ50 جينه وعدد الأفراد 10 يعني 500 جينه زي الفل.
وبالفعل تمر الأيام وكل سيدة تحصل على المبلغ الـ500 جينه، لشراء احتياجات الشهر الكريم، فتقول أم سماح «شيكارة مكرونة 25 كليو تقضى وتفيض كمان، ومعاها 10 كيلو رز، وعلبتين سمنه، يبقى الحمد لله».
لكن جارتها أم عبد الحميد، نظفت سطحها، واشترت فراخ من سوق الجمعة «بلدي» وبدأت تراعيهم، وتنظف تحتهم وتضع لهم ما يتبقى من الأكل إن وجد، وكل يوم في الصباح تصعد لهم لتطمئن عليهم:«يادوب فرخة أو اتنين في أيام الشهر الكريم، العيال والراجل شقيانين طول اليوم وصايمين ولازم لقمة ترم عضمهم وتخليهم يقدروا يصوموا».
لكن أم شوقى لم تحمل هما، فابنها يعمل في أحد المصانع وقبل رمضان استلم «شنطتين بهم حاجات رمضان»، ونزلت السوق اشترت كيلو بودرة تمر هندي، وكيلو بودرة سوبيا، وكيلو بودرة عصير برتقال، فكوباية التمر أو السوبيا هي أساس على مائدة فطار رمضان، ويمكن العيال يشربوها وياكلوا حاجة بسيطة على المغرب وبالليل مابين السحور والفطار يتعشوا ويناموا عشان يقدروا يروحوا شغلهم الساعة 7 الصبح.