المشرف العام على المتحف الكبير: لا مكان للمحسوبية وعشان كده الناس بتزعل.. قادرون على منافسة اللوفر.. وسعر التذكرة لن يزيد على 20 جنيها
الجمعة، 19 مايو 2017 01:46 م
صرح ضخم، الجميع يعمل فيه كخلية نحل، كل منهم يعرف حدود دوره ومهامه، يد تسلم أخرى وفق منظومة دقيقة، بمجرد دخولك ستشعر أنك تمر في طرقات مؤسسة تابعة لهيئة الأمم المتحدة، فكل صغيرة وكبيرة مدروسة، سيدفعك الأمر لأن تعلن بداخلك أن المصريين يستطيعون فعلها، وأنك داخل قطعة مصرية تقع بقلب الوطن، هو المتحف المصري الكبير، الذي حوارنا بداخله المشرف العام عليه، الدكتور طارق توفيق، فكانت له السطور المقبلة.
·ما آخر تطورات إنشاءات المتحف المصري الكبير؟
تم الانتهاء من الأعمال المسائية للمبنى الرئيسي للمتحف بالكامل بنسبة 100%، ويتم العمل حاليا على التجهيز لقاعتين بمجموعة الملك توت عنخ آمون، لعرضها في الافتتاح الجزئي للمتحف.
· متى سيكون الافتتاح تحديدا؟
أود أن أعلن لكم أن هناك جهود حثيثة للإسراع من وتيرة العمل لافتتاحه قبل الموعد الذي كان مقررا له منتصف العام المقبل، وأنه من المتوقع افتتاحه مطلع عام 2018
.· أثار نقل مجموعة توت عنخ آمون من المتحف المصري بالتحرير، إلى المتحف الكبير استياء البعض خاصة أنها تحظى بمشاهدة عالية هناك.. ما تعليقك؟
مجموعة توت عنخ آمون، ستحظى بعرض أفضل لها بالمتحف الكبير، فمخطط عرضها بصالتين عرض على مساحة ٧ آلاف متر، في حين أن مساحة المتحف المصري كله 10 آلاف متراً، وبالتالي سيكون هنا مساحة للعرض والتحرك، وتوضيح كافة التفاصيل لهذه المجموعة.
· ما مخطط عرض هذه المجموعة الأهم بالنسبة للتاريخ المصري القديم؟
آثار الملك توت عنخ آمون سيتم عرضها كاملة، فالمعروض منها بالمتحف المصري 1800 قطعة أي الثلث فقط من إجمالي ما يزيد عن 5 آلاف قطعة لهذه المجموعة، مما يعطي تفاصيل جديدة للحياة السياسية، والاجتماعية والدينية والموضة في أواخر الأسرة الـ١٨في الدولة الحديثة بمصر القديمة.
· عرض 5 آلاف قطعة للملك توت عنخ آمون يستغرق كم من الوقت لمشاهدتها؟
زيارة المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون ستطلب ثلاث ساعات، لرؤيتها والاستمتاع بها على الأقل.
· كيف سينافس المتحف الكبير غيره من المتاحف العالمية مثل اللوفر؟
الجديد الذي سيقدمه المتحف الكبير، لأول مرة في العالم، هو عرض القطع الأثرية في إطار قصة متكاملة، فيتعرف الزائر على تفاصيلها، ويشعر ويتفهم دورها وسط القصة الكاملة، وهو ما سينافس غيره من المتاحف، التي تعرض كل قطعة منفردة، وذلك يعد تميزا للمتحف الكبير، وذلك بعد فكر جديد في مجال المتاحف.
· ما حجم الإنفاق حتى الآن؟
حتى الآن أُنفق على المتحف 300 مليون دولار، جزء من القرض الياباني، وجزء آخر من التمويل الحكومي.
· وما هو حجم الرصيد الإجمالي للمتحف ماليا؟
تم الاتفاق على قرض ثان، من اليابان قيمته 450 مليون دولار، وهو ما يؤمن الانتهاء من جميع احتياجات المشروع، ووصوله لنهايته دون تعثر.
· هل وصل هذا القرض إلى للمتحف؟
هناك إجراءات إدارية يتم العمل عليها حاليا لتسلمه.
· لبعض يردد وجود منح أمريكية أو من بعض الدول العربية.. هل هناك دعم أو منح أخرى تلقاها المتحف ؟
هذا الكلام عار تماما من الصحة، لا يوجد أي نوع من هذه المنح، أو المعونات، والمشروع بتمويل من مصر والقروض اليابانية فقط.
· لماذا لم يتم التفكير قبل الاقتراض في عمل اكتتاب عام أو حملة تبرعات؟
التوقيت الذي كان يمكن أن يحدث فيه ذلك، جاء بالتزامن مع قناة السويس الجديدة، فلم يكن الو ضع مناسبا لطرح الفكرة، فضلا عن أن المبالغ كبيرة.
· كيف سيتم تسديد القروض اليابانية التي تبلغ 750 مليون دولار؟
تسديد القرض من دخل التذاكر، هذا إلى جانب أنشطة تجارية مثل المطاعم والحدائق، فالمتحف الكبير سيكون مؤسسة متكاملة، الزائر يمكنه قضاء يوما كاملا، وسط المتحف والمتنزهات وشراء وجبة وجولة بالمحال، والمحلات سيتم طرحها للمنافسة، ومن الطبيعي أن تبيع الأشياء قريبة للآثار، سيبلغ عددها أكثر من 20 محلا فضلا، عن حديقة مخصصة للأطفال.
· ماذا عما أثير بأن هناك إهدار للمال داخل المتحف الكبير؟
خلال الـ 3 سنوات الماضية، لم يحدث أي لغط حول أي إنفاق داخل المتحف الكبير، ولم تحدث أي مسائلات قانونية، أو اتهامات من قبل أي هيئة رقابية للمتحف، بل هناك ترشيد في الإنفاق، فمثلا من الناحية الهندسية، تم البحث عن بدائل أرخص تعطي نفس الجودة والمعايير.
· كم عامل يشارك في بناء وتنفيذ المتحف الكبير؟
عدد العمال في الموقع يتراوح ما بين 3 إلى 6 آلاف عامل، حسب طبيعة العمل الذي يتم إنجازه، أما الموظفين الدائمين فعددهم ٢٧٠ منهم 80 مرمماً، وعدد آخر من الأثريين، وأمناء عهد ومخازن، وأمن وحراسة والإداريين.
· هل هؤلاء الموظفون تابعون لوزارة الآثار؟
حتى الآن كافة الموظفين الموجودين داخل المتحف الكبير، مكلفين من قبل وزارة الآثار ويحصلون على مخصصاتهم المالية ورواتبهم منها.
· البعض يرى أن المحسوبية تلعب دورا في اختيار بعض العاملين بالمتحف.. ما تعليقك؟
منذ قدومي إلى هذا المكان، وتولي منصب المشرف العام على المتحف، لم يتم انتداب أي فرد إلا بعد إعلان، وعمل مقابلة له من قبل أساتذة متخصصين بلجان محايدة، ومن خارج الوزارة، فلم يكن هناك أي مجال لدخول المحسوبية و«عشان كده الناس زعلانة».
· ماذا عن التدريب والتعاون مع الدول الأخرى في نقل الخبرات بعالم المتاحف؟
التدريب عامل أساسي، في مجال نقل الآثار وتوثيقها خاصة مع الجانب الياباني، فاليابان أعطت منحا لمصر للسفر للتدريب هناك، كما بعثت اليابان، عددا من الخبراء العالميين، القاهرة لنقل خبراتهم خاصة بمجال الترميم والتوثيق الأثري والنقل.
· المتحف الكبير يحتوي على كنوز مصر وتراث العالم كيف يتم تأمينه؟
التأمين له جوانب مرئية، وأخرى غير مرئية وتأمين لسلامة الأثر وحمايته ضد السرقة، ولن أبوح بخطط تأمينية، لكن يمكن القول أن هناك تأمين بأفراد الأمن والكاميرات والإنذار، وأساليب حديثة ودقيقة الحماية على أحدث الأنظمة العالمية، وحساسات متعلقة بالتنبيه للحركة.
· هل هناك تعاونا مع دول أخرى غير اليابان؟
المتحف الكبير سيكون منفتحا على العالم، فهناك تعاون منذ الآن وتبادل الخبرات مع المتاحف العالمية، للتعرف على كيفية تعاملهم مع أعداد الزوار الكبيرة، وكيفية عمل نظام التذاكر، وإمكانية الحجز عبر الإنترنت، وكذلك خبراتهم في التأمين الداخلي والخارجي.
· هل يمكن أن يكون طرح التذاكر أون لاين؟
يتم بحث بالفعل إمكانية طرح تذاكر المتحف وحجزها، من خلال الانترنت، فمعظم المتاحف العالمية يتم فيها ذلك.
· هل حجم الإنفاق الهائل للمتحف سيتم تحميله على سعر التذكرة على المواطن؟
المتحف المصري الكبير في النهاية هو متحف حكومي، لابد أن تكون سعر التذكرة في متناول المواطن المصري، بالنسبة للأجانب فسيكون سعر التذكرة في متوسط أسعار المتاحف العالمية.
· كم تقريبا سيكون السعر للمصريين؟
الأسعار تتفاوت بين 10 إلى 20 جنيها تقريبا.
· زار وزير الآثار الدكتور خالد العناني المتحف خلال الأيام الماضية ما سبب الزيارة وكواليسها؟
وزير الآثار تفقد سير الأعمال والالتزام بجدول الإنشاءات وسير المعامل لإعداد القطع للعرض المتحفي، وعمل على تشجيع العاملين على الإنجاز، وسلامة الأثر وأن يكون كل حاجة في وقتها.
· ما خطة الترويج للمتحف عالميا؟
الترويج بدأ بالفعل من قبل بعض القنوات التليفزيونية الأجنبية، حيث يتم تقديم تقارير حول المتحف، وهي دعاية من أنفسهم ونشجعهم عليها ولا يتم دفع فيها أي أعباء مالية، ونحن في انتظار تحديد موعد نهائي للافتتاح لاتخاذ إجراءات مع الإعلام المصري والأجنبي، و سيكون هناك تعاون مع الجهات المصرية مثل السياحة للترويج اللازم بالخارج.
· ما ا لذي ينقص المتاحف والآثار المصرية ؟
المتاحف المصرية بحاجة إلى الاستثمار في شباب العاملين بها للتدريب ليحافظوا على هذه الآثار ويقدموا رؤى جديدة تتناسب مع العصر الحالي لعرض القطع الأثرية، وهي الكنوز المصرية للعالم.
مفاجأة.. افتتاح المتحف الكبير مطلع العام المقبل
هنا استقر تاريخ مصر.. العبور إلى خبايا المتحف الكبير (صور وفيديو)